برمجت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو 29 مشروعا على مستوى عدد من بلديات الولاية السنة الماضية، وخصص لها غلاف مالي بقيمة تقدر ب5,2 مليار دج، وساهمت هذه العملية في تنوير الحياة الثقافية لتيزي وزو وإعادة الاعتبار لعدة مرافق وهياكل هامة، إضافة إلى تهيئة مواقع أثرية وتاريخية بحاجة إلى ترميم لضمان حمايتها من الزوال. من بين هذه المشاريع ما تم إنجازه خلال العام الماضي وأخرى مسجلة ينتظر إنجازها هذه السنة، حسب ما علمته ''المساء'' من مصدر مقرب من مديرية الثقافة للولاية، كشف أن قطاع الثقافة لتيزي وزو حظي باهتمام الوزارة الوصية التي حرصت على تدعيم المنطقة بمختلف المرافق والمشاريع التي ساهم البعض منها في إحداث ديناميكية. 4 مشاريع ثقافية مبرمجة و7 انتهت دراستها أدت كثافة النشاطات الثقافية لولاية تيزي وزو وتشعبها إلى حد عدم تمكّن الفضاءات المخصّصة من احتضان هذا الزخم الثقافي، حيث تسعى السلطات المعنية جاهدة إلى إحداث ديناميكية دائمة ترمي إلى إعادة الاعتبار لمرافق ثقافية وترميم أخرى، فضلا عن برمجة مشاريع للإنجاز وبفضل المساهمة الفعالة للسلطات المحلية والوطنية استطاعت تيزي وزو إنجاز عدة مشاريع ضخمة موزعة على كامل تراب الولاية. واستنادا إلى المعلومات المتوفر، برمجت مديرية الثقافة لتيزي وزو 7 عمليات لسنة 2010 رصد لها مبلغ مالي بقيمة 806 ملايين دج، انتهت دراسات أغلبها في انتظار أن تنطلق أشغال إنجازها هذه السنة، على غرار دراسة وإنجاز وكذا تجهيز مقر مديرية الثقافة ومسكن وظيفي، حيث انتهت الدراسة، في انتظار الشروع في الإنجاز الذي عرف نوعا من التأخر بسبب تحويل مكان المشروع، إذ تقرر إنجازه بالقرب من دار الثقافة الحالي بعد أن تم تحويل مشروع إنجاز متحف جهوي إلى واد فالي، إذ خصصت له أرضية بدار الثقافة مولود معمري، غير أنه ونظرا لحاجة هذا المشروع لمساحة واسعة خاصة المساحات الخضراء تقرر تحويله إلى المدينةالجديدة لواد فالي، ولقد رصد لضمان تجسيد المشروع مبلغ مالي قدره 49 مليار سنتيم، إضافة إلى مشروع دراسة وإنجاز معهد التكوين الموسيقي. كما يضم برنامج المديرية مشروع حماية القرية التاريخية والأثرية »آث القايد« الواقعة ببلدية ''اقني قغران''، وكذا ترميم حصن بوغني، إضافة إلى دراسة وإنجاز وكذا تجهيز مكتبتين بكل من مدينة تيزي وزو وبلدية الأربعاء ناث ايراثن التي انتهت أشغال إنجاز الدراسات بها، هذا مع إعادة تهيئة منزل آيت قاسي وتحويله إلى متحف حيث انتهت الدراسات به في انتظار الإنجاز. وزيادة إلى برنامج ,2010 سطر القائمون على قطاع الثقافة مشاريع أخرى ومسجلة للإنجاز هذه السنة، حيث برمجت 14 عملية ورصد لها مبلغ 42 مليون دج، والتي منها مشروع إعادة تهيئة مسرح الهواء الطلق لدار الثقافة مولود معمري، دارسة وإنجاز وكذا تجهيز 3 مكتبات مع إعادة تهيئة المدرسة الجهوية للفنون الجميلة لاعزازقة وكذا تهيئة الموقع الأثري القديم بأزفون، ويرتقب أن تستفيد المنطقة وخلال الفترة الممتدة بين (2009 - 2013) من قاعة للمعارض تتسع ل6 آلاف مقعد، قاعة سينيماتيك، 3 مسارح للهواء الطلق، اثنان منها بكل من المنطقة الساحلية ازفون وتيقزيرت ومدرسة موسيقى، إضافة لمشاريع أخرى ينتظر أن تتدعم بها مدن الولاية بصفة تدريجية. تدعيم 63 مكتبة بالعتاد والأجهزة ينتظر أن تتدعم 63 مكتبة بلدية موزعة بإقليم ولاية تيزي وزو بالعتاد والأجهزة التي تحتاج لها لضمان توفير كل الإمكانيات والشروط للوافدين عليها من طاولات، وكراس، وأجهزة الإعلام الآلي وغيرها من الأجهزة التي تجعل من المكتبة فضاء يستقطب الشباب ويحفزهم على القراءة والمطالعة، وحسب مصدر مقرب من قطاع الثقافة لتيزي وزو، فإنه من مجموع المكتبات المنجزة بالولاية توجد 14 مكتبة منها حضرية، 29 مكتبة نصف حضرية و14 مكتبة أنجزت بالمناطق الريفية، إضافة إلى 5 قاعات قراءة. وفي سياق الحديث عن المكتبات كشف مدير الثقافة لتيزي وزو السيد ولد علي الهادي أنه تم تحديد معدل إنجاز كل قاعة قراءة يقدر ب5,1 مليار سنتيم، مشيرا إلى أنه تم تخصيص ما قيمته 20 مليار سنتيم من أجل إنجاز دراسات ل10 قاعات قراءة عبرة عدة مناطق من الولاية. وبرمجت المديرية مشروع إنجاز 7 مكتبات جديدة بكل من ايليلتن، الأربعاء ناث ايراثن، تيزي وزو، تيزي غنيف، تيقزيرت، بني دوالة وملحقة المكتبة الوطنية، وتجري أشغال إنجاز هذه المشاريع المسجلة في إطار البرنامج القطاعي للتنمية بوتيرة جيدة، وحسب نفس المصدر فقد تم تجهيز كل من مكتبة اث شافع، تيرميتن، وواسيف، حيث تشرف العملية على الانتهاء، في انتظار تجهيز 19 مكتبة أخرى موزعة على كل من بلدية أغريب، ازفون، عين الحمام، مكيرة، افليسن، ايرجن، اعزازقة، ميزارنة وغيرها من البلديات المعنية بالعملية. المكتبة المتنقلة تجوب 26 بلدية قامت المكتبة المتنقلة بتيزي وزو ب28 جولة على مستوى 26 بلدية من أصل 67 التي تضمها الولاية، حسب ما صرح به مصدر مقرب من مديرية الثقافة لتيزي وزو، الذي أكد أن المكتبة المتنقلة حطت رحالها ب26 بلدية منها بوزقان، بني عيسي، ايت يحي، بودجيمة، اعطافن، ايلولة اومالو وغيرها وكانت الانطلاقة من بلدية امشطراس. وأضاف أن القافلة تواصل جولتها وفق برنامج جديد والذي سيشمل 67 بلدية، ويتم حاليا الاتصال بهذه البلديات للتنسيق وتسخير كل الإمكانيات لضمان تنقل المكتبة في ظروف جيدة، قصد التحفيز على المطالعة في مجتمع يسيطر عليه الإعلام السمعي البصري، كما قامت وفي إطار موسم الاصطياف لسنة 2010 بتنظيمها ل13 خرجة عبر 9 بلديات، الهدف منها تشجيع وتحفيز المصطافين على القراءة من خلال تقريب الكتاب من شواطئ البحر، مشيرا إلى أن المكتبة تدعمت بأزيد من ثلاثة آلاف كتاب في شتى المعارف والفنون، مما زاد الإقبال عليها خاصة وأنها تقيم في كل محطة 3 أيام. وأشار ذات المتحدث إلى أنه تم اعتماد دفتر للتسجيلات بغرض تدوين عناوين الكتب وأسماء المؤلفين لضمان استرجاع هذه الكتب المستعارة بعد نهاية كل جولة، وبناء على هذا الدفتر تم تقييم نوعية الجمهور وعدده على مستوى كل بلدية. للإشارة فإن العملية كانت قد انطلقت شهر نوفمبر 2009 بمبادرة من مديرية الثقافة بالولاية ومسؤولي المجالس الشعبية.
إذاعة جرجرة تفتح أبوابها قريبا تدعمت ولاية تيزي وزو بمشروع إنجاز راديو جرجرة، حيث خصص له أكثر من 80 مليون دج لضمان إنجازه، غير أن المشروع سجل تأخرا كبيرا، إذ تم الإعلان عن استلامه في ال5 جويلية من العام الماضي موازاة مع الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب، ثم في الفاتح نوفمبر، ثم مع نهاية السنة، لكنها ظلت وعودا لم تجسد، ويأمل كل من السكان والمسؤولين أن تفتح الإذاعة أبوابها قريبا. ولقد قرر أعضاء المجلس الشعبي الولائي عقب اجتماع عقد لدراسة واقع التنمية بالولاية وفي تطرقهم لقطاع الثقافة، رصد ميزانية قدرها 13 مليون دج لإنهاء أشغال إنجاز الإذاعة، بشرط أن يحترم مسؤولو قطاع الثقافة وكذا المؤسسة المكلفة بالمشروع موعد استلام الإذاعة المقرر في مارس ,2011 موضحا أنه سيكون آخر دعم مالي موجه للمشروع الذي كان وفي كل مرة تضاف له مبالغ مالية على أمل إنهائه. وللتذكير فإنه تقرر تدعيم ولاية تيزي وزو بإذاعة محلية سنة 2007 بقرار من السيد عز الدين ميهوبي المدير العام للإذاعة الوطنية آنذلك، ليتم في 5 جويلية 2008 وضع حجر الأساس لانطلاق أشغال إنجازها من طرف الوالي السابق السيد حسين معزوز، وتم الاتفاق مع المؤسسة المكلفة بالإنجاز على تسليم المشروع في مدة قدرت ب,15 شهرا غير أن الإذاعة سجلت تأخرا فادحا بسبب المعارضة التي كانت وراء تجمد الأشغال لفترة طويلة لتستأنف فيما بعد، ويرتقب أن تفتح الإذاعة وأخيرا أبوابها قريبا بعدما سجلت تقدما في الأشغال بنسبة تفوق 90 بالمائة، كما أنه ينتظر أن توفر نحو 26 منصب شغل.
مسرح كاتب ياسين... منشأة عصرية بكل المقاييس بعد ثلاث سنوات من الترميم وأشغال إعادة التهيئة، فتح أخيرا المسرح الجهوي ''كاتب ياسين'' بولاية تيزي وزو أبوابه لجمهور الولاية، خاصة منهم عشاق المسرح، وحسب السيد ولد علي الهادي، فإن المسرح الجهوي لتيزي وزو الذي يتّسع ل12 ألف مقعد كان في وقت سابق عبارة عن قاعة للسينما تم تحويلها إلى مسرح سنة ,1970 وبالنظر لأهميته قرّرت الوزارة الوصية تحويله إلى مسرح جهوي، وكان ذلك سنة ,2005 حيث أطلق عليه اسم ''كاتب ياسين''. ولقد تقرر في الوهلة الأولى رصد ما قيمته 15 مليار سنتيم لإنجاز الأشغال بعدما تعرض لأعمال التخريب التي شهدتها المنطقة في ,2001 وبعدما تبيّن أنّ العملية تكلّف أكثر من ذلك تمت مراسلة الوزارة الوصية التي قرّرت الرفع من القيمة المالية المخصّصة من 30 مليار سنتيم إلى 38 مليار سنتيم، وخضع بذلك هذا الفضاء لأشغال إعادة التهيئة والترميم التي ساهمت في إعادة الاعتبار لهذا الفضاء الترفيهي والثقافي الذي يستقبل جمهورا غفيرا، واحتضانه لمختلف النشاطات الثقافية والفنية التي تقام به على مدار أيام السنة من عروض مسرحية للكبار والصغار وغيرها من النشاطات الثقافية والفنية. المسرح البلدي فتح أبوابه لجمهور المنطقة الذي انتظر وبشغف كبير استفادته من هذا الفضاء الهام الذي يترجم معاناته فوق الخشبة، خاصة أنّ المنطقة أنجبت ممثلين وشبابا يتمتّعون بمواهب خارقة. ومنذ فتح المسرح أبوابه، ظلّ يحتضن نشاطات عدّة حرّكت الحياة الثقافية بالولاية وأنعشتها بعد ركود خيّم لسنوات.
ديناميكية دائمة لإنعاش الحياة الثقافية تيزي وزو بغنى تراثها التاريخي الأثري والثقافي أصبحت خلال السنوات الأخيرة ورشة كبيرة تسعى بها الجهات المعنية لإنجاز مشاريع ضخمة لضمان أكبر الهيئات الثقافية دعم وإنعاش الحياة الثقافية، وحسب مدير الثقافة لتيزي وزو السيد ولد علي الهادي، فإن تيزي وزو استفادت من مشروع إنجاز ملحقة للمكتبة الوطنية الذي خصصت له قطعة أرضية واقعة بالمكان المسمى السوق الأسبوعي سابقا والذي سجل تقدما ملحوظا في الإنجاز، ومشروع بناء مسرح الهواء الطلق على اعتبار أن دار الثقافة مولود معمري غير قادرة على استيعاب العدد الهائل من الوافدين لحضور الحفلات والعروض، واستفادت بلديات الولاية كذلك من 62 مكتبة وانطلقت أشغال الإنجاز بمعظمها مع مباشرة تجهيز بعضها بالعتاد اللازم. المواقع السياحية بتيزي وزو كذلك حظيت بحصتها من الأشغال بعدما عرفت الإهمال والنسيان، حيث لقيت التفاتة السلطات بتخصيص مبالغ مالية معتبرة لإعادة الاعتبار لها، وشملت الأشغال كلاّ من الآثار الرومانية لتقزيرت، منزل عبان رمضان الذي حول إلى متحف، كما شهد كذلك منزل لالا فاطمة نسومر عملية إعادة التهيئة، هذا في انتظار توسيع العملية لتمس قرية آث رهونة، آث لقايد، قرية آيت قاسي وغيرها. 4 ملايين دينار ميزانية القطاع هذه السنة خصصت ولاية تيزي وزو ما قيمته 4 ملايين دج من ميزانيتها الأولية لسنة 2011 المقدرة بمليارين و115 مليون دينار لفائدة إنجاز مشاريع مختلفة بقطاع الثقافة، التي ستعمل بفضل هذه الميزانية على إحداث نشاط ودينامكية في القطاع مع استدراك النقائص المسجلة به وتدعيم القرى والبلديات التي تفتقر لمنشآت ثقافية خاصة مكتبات، مراكز ثقافية، قاعات سينما وغيرها، وسيعمل مسؤولو القطاع على استغلال هذا الغلاف المالي لتدعيم كل بلديات الولاية والقرى التابعة لها بالمرافق والهياكل الثقافية التي تفتقر لها