بيروقراطية ''اليتيمة'' ستضطرنا لقبول عروض القنوات الخاصة مشكل نقص المنشآت الثقافية في ولاية تيزي وزو لا يزال قائما كشف محافظ مهرجان الفيلم الأمازيغي، سي الهاشمي عصاد، في حوار مع ''الخبر''، عن نزول سينما المغرب الكبير ضيف شرف على فعاليات الطبعة ال12 من المهرجان، التي تنطلق غدا وتدوم إلى غاية 28 مارس الجاري، بمدينة تيزي وزو وما جاورها، في حين تأسف لتجاهل ''اليتيمة'' ملف الدعم الذي أودعه لدى مصالحها، داعيا إدارتها الجديدة إلى إعادة النظر في المسألة. تستضيف مدينة تيزي وزو، غدا، فعاليات الطبعة ال12 من مهرجان الفيلم الأمازيغي، ماذا عن المدن المجاورة لها؟ البرنامج المسطر للتظاهرة، هذه السنة، لن يقتصر على مدينة تيزي وزو فحسب، بل سيتوزع على أربع دوائر جوارية، هي الأربعاء ناث إيراثن، ذراع الميزان، عزازفة وأزفون، التي ستستفيد من عدة نشاطات موازية، يتصدرها عرض الأفلام المندرجة ضمن إطار المنافسة، فيما ستستفيد دائرة تيزي راشد من الورشات التكوينية. ضبطتم برنامجا ثريا هل لك أن تحدثنا قليلا عنه؟ أكيد، إنه يضم عرض 15 فيلما طويلا يتنافس على جائزة ''الزيتونة الذهبية''، و24 فيلما خارج المنافسة، وكذا 10 أفلام ضمن إطار ''منافسة المواهب الشابة''، التي من شأنها الاحتكاك بالمحترفين، بمن فيهم أعضاء لجنة تحكيم جائزة ''الزيتونة الذهبية''، التي تتكون إضافة إلى رئيسها عمر حكار، من عمار تريباش، خديجة حمسي، فاطمة بخاي، ناصر خوجة وعلي عمران. علما أن مشاركة ليبيا في السينما الناطقة باللغة الأمازيغية تعد الأولى من نوعها، كما أن مسابقة السيناريو التي أطلقناها، السنة الفائتة بمدينة أزفون، أفضت إلى إنتاج أربعة أفلام وثائقية خيالية بالأمازيغية. وما جديد الطبعة الحالية؟ صحيح أن انتعاش السينما مرهون بتكثيف التكوين والإنتاج وتوفير قاعات العرض، إلا أنه بعد 12 سنة من الخبرة والتجربة، يمكنني القول إن نجاح أي مهرجان سينمائي مرتبط بمدى نجاح برنامجه، الأمر الذي قادنا، هذه السنة، إلى إثراء البرنامج، بحيث إنه، ولأول مرة، سنتطرق إلى ''تقنيات الدبلجة''، بالتنسيق مع شريك متخصص من كندا، فضلا عن استقدام متخصصين في الصورة، إنتاج أفلام لنجباء تيزي وزو، إقامة ورشة لإنجاز أفلام من قبل الأطفال، وأخرى لإنجاز أفلام عبر الهاتف النقال، وذلك نزولا عند رغبة هواة الفن السابع بالمنطقة. وأما عن جديد الطبعة الحالية، فيتمثل في اكتشاف سينما البيرو لأول مرة، ونزول سينما المغرب الكبير ضيف شرف، ممثلة بكل من تونس، المغرب وليبيا، وكذا مشاركة فرنسا، إسبانيا، كندا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، النيجر، جزر الكناري.. وغيرها. كما سيتخلل فعاليات المهرجان، ملتقى دولي حول ''الصورة في خدمة الثورة''، يحاضر فيه عدد من السينمائيين والمؤرخين، ببلدية الأربعاء ناث إيراثن، ومعرض حول ''شهداء المنفى والمخرجين المتوفين''، على غرار طاقم فيلم ''جبل باية'' المتوفى أثناء تصويره ببوزفان، وفي مقدمته المخرج الراحل عز الدين مدور. دعوت السلطات المحلية لولاية تيزي وزو، خلال السنة الماضية، لإيجاد حل لمشكل نقص قاعات السينما، هل من أذان صاغية؟ للأسف، مشكل نقص المنشآت الثقافية في ولاية تيزي وزو لا يزال قائما، غير أن هناك مشاريع ترميم وفتح فضاءات جديدة، عاينت بعضا منها والتمست تطور الأشغال بها، مثل قاعة السينما التابعة للمركز الثقافي لعزازفة، التي أعتبر عدم جاهزيتها خسارة كبيرة، فقد كان بودّنا أن يتزامن تدشينها مع انطلاق فعاليات المهرجان، مثلما وعدتنا به السلطات المحلية، مؤخرا، خاصة في ظل البرنامج الثري الذي نقترحه على المنطقة. تخضع ''سينماتيك'' تيزي وزو، حاليا، لورشة أشغال مكثفة، ألست متخوفا من فشل التظاهرة بسبب عدم جاهزيتها؟ إمكانية جاهزيتها في الموعد المحدد للمهرجان مستحيلة، كون الأشغال لا تزال متواصلة بها. لكن، نجاح البرنامج المسطر للتظاهرة ممكن، إذ بحوزتنا فضاء استفدنا منه بترخيص من وزارة الثقافة، يكمن في استغلال المسرح الجهوي ''كاتب ياسين'' لتيزي وزو، يومي الافتتاح والاختتام، وكذا إقامة بعض النشاطات على مستواه، ناهيك عن القاعتين الكبرى والصغرى لدار الثقافة ''مولود معمري''، وقاعة المركز الاستشفائي للأمراض العقلية بواد عيسي. بتزامن المهرجان مع الاحتفال بخمسينية الاستقلال، هل سينعكس ذلك على مضمون مجلة ''أسارو''؟ طبعا، لقد فضلنا أن يحتفي مضمون المجلة التي ستوزع، هي الأخرى، خلال فعاليات المهرجان، بالسينما الثورية ومخرجي القضية الوطنية، كإعداد ملف حول ''علاقة كاتب ياسين بالسينما''، وآخر حول ''قاعات السينما في تيزي وزو''، علاوة على إعداد روبورتاج بخصوص الفيلم الذي أخرجه علي موزاوي عن ''الراحل عبد المالك بوقرموح''. علما أنه، بالموازاة، سيتم توزيع كتاب يتضمن سيناريوهات الأفلام الأربعة المنجزة، وآخر يتناول ''تقنيات التنشيط الخاصة بنوادي السينما''. دعوت التلفزيون الجزائري، على أكثر من صعيد، لشراء الأفلام المتوجة في المهرجان، هل من صدى؟ لم أفهم بعد ما يمنع التلفزيون الجزائري دون شراء الإنتاجات السينمائية، وما يمنعه من إيلاء اهتمام حقيقي لإنتاجات المهرجانات، بما فيها تلك المتوجة في مهرجان الفيلم الأمازيغي، فهي تتمتع بجودة عالية تؤهلها لحجز مكانة لها في قسم البرمجة، الذي يفترض به تحفيز الإنتاج السمعي- البصري. وعليه، أناشد الإدارة الجديدة ل''اليتيمة'' إعادة النظر في هذه المسألة وإيجاد حلول عاجلة لها. وما مرد ذلك في نظرك؟ أعتقد أن الأمر لا يخرج عن نطاق البيروقراطية التي أضحت سمة لصيقة ب''اليتيمة''، وهو ما قادنا إلى اقتراح فكرة الوساطة ما بين المخرج ومديرية التجارة للتلفزيون، رغم وجود قناة قائمة بذاتها، اسمها ''القناة الرابعة الناطقة بالأمازيغية''، التي يفترض بها أن تكون المنبر الذي يروّج لنشاطاتنا. أضف إلى ذلك، أن تجاهل التلفزيون ملف الدعم الذي أودعناه لدى مصالحه، منذ فترة، سيضطرنا حتما لقبول عروض القنوات الخاصة، سواء الجزائرية منها أو الأجنبية.