جدد وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، السيد رمطان لعمامرة، أمس، تمسك الجزائر بالعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، من خلال صيغة الدولتين المتعايشتين جنبا لجنب على النحو المكرس من قبل المعنيين أنفسهم ضمن المكاسب المحققة في مفاوضاتهم والتي تتضمن نهج تسوية عادلة وشاملة ودائمة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وفق بيان تلقت «المساء» نسخة منه من مصالح وزارة الخارجية. مداخلة الوزير كانت بمناسبة افتتاح أشغال ندوة حول الشرق الأوسط التي تجري في جلسات مغلقة بباريس، مؤكدا أن الجزائر المتشبعة والمدفوعة بالمبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأممالمتحدة، تشيد بالأشواط التي قطعتها المبادرة الفرنسية والتي تحظى بتأييدها، مثل غيرها من الجهود الهادفة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. رئيس الدبلوماسية الجزائرية أوضح أن إطار هذه التسوية محدد المعالم من قبل قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، علاوة على مبادئ مؤتمر مدريد للسلام، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، وخريطة الطريق والاتفاقات المبرمة بين الأطراف، فضلا عن محتويات مبادرة السلام العربية. مؤكدا أن إرادة الجانب الفلسطيني في تحمل مسؤولياته في هذا الإطار لم تكن يوما محل أدنى شك، كما نوه في هذا السياق بالالتزام المتميز الذي أبداه كاتب الدولة الأمريكي جون كيري في سعيه من أجل السلام. من هذا المنطلق يرى الوزير أن بداية سنة 2017 تنبئ بالكثير من التحديات، قصد تنشيط وتحفيز عمل المجتمع الدولي تجاه أزمة الشرق الأوسط التي طال أمدها كمصدر لظلم تاريخي تولدت عنه مآس وتوترات وأعمال عنف بجميع أنواعها في منطقة حساسة ومعقدة، مضيفا «أن إعادة تركيز الاهتمام والجهد، والذي استحوذت عليهما ولمدة طويلة نزاعات أخرى، لهو بالتأكيد مناسب وملائم». لعمامرة الذي عينه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، لتمثيل الجزائر في هذا اللقاء، أشار إلى أنه في هذا المشهد الجيوسياسي الثقيل بالتهديدات التي تتغذى من السبب الأصلي لعدم الاستقرار الهيكلي المؤثر فيها،» جاء القرار 2334 المصادق من قبل مجلس الأمن للأمم المتحدة، والذي يدين مواصلة بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حاملا مؤشرات إمكانية الخروج من الجمود من خلال استبعاد كل الأعمال الانفرادية والفرض غير الشرعي للأمر الواقع». رئيس الدبلوماسية الجزائرية أوضح أنه في ظل ما يجتازه الشرق الأوسط من موجات سلبية من التطرف والإرهاب،» تبقى تلبية الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس-الشرقية، هي وحدها الكفيلة بفتح عهد جديد لصالح كل شعوب المنطقة»، مضيفا أن الأمل معقود على أن تتمخض عن اجتماعات باريس خطوة واعدة في هذا الاتجاه الصحيح. المتحدث اغتنم المناسبة للتذكير بتأييد الرئيس بوتفليقة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند منذ جوان 2015، آملا في أن يكلل بالنجاح. اجتماع باريس بمشاركة 70 دولة ومنظمة، يعكف على دراسة جميع الشروط المشجعة لإعادة بعث المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية العالقة منذ سنة 2014. من خلال «تحديد طرق التحرك بالنسبة للأسابيع والأشهر المقبلة قصد الإبقاء على الحركية». من جهة أخرى، التقى السيد لعمامرة نظيره التونسي خميس الجهيناوي. وأكد الوزير عقب المحادثات على متانة العلاقات الجزائرية التونسية المبنية على «الثقة المتبادلة»، مضيفا في هذا الصدد «لقد تطرقنا أيضا إلى الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي باجي قايد السبسي مؤخرا إلى الجزائر، حيث اتفق مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على عدد من الأعمال التي سيقوم بها البلدان»، مضيفا أنه على الصعيد الدبلوماسي هو بصدد تنسيق جهوده مع نظيره التونسي في إطار تجسيد الأعمال التي قررها رئيسا البلدين. من جهته، الوزير التونسي أكد أن لقاءه «الودي» مع السيد لعمامرة مكنهما من تقييم العلاقات الثنائية «المتميزة» خاصة وأن مواعيد هامة مشتركة تنتظرنا في الأسابيع المقبلة. كما التقى لعمامرة سامح شكري وزير الخارجية المصري على هامش أشغال باريس، إذ ناقشا الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في كافة المجالات. وزير الشؤون الخارجية المصري أكد في تصريح له أن بلاده «تعتز» بعلاقاتها مع الجزائر، وأن البلدين في بحث «دائم» عن مجالات تعاون أخرى. المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، صرح أن الجانبين أعربا عن تطلع مصر لمزيد من التعاون والتنسيق في الشأن الليبي مع الجزائر، فضلا عن التطرق إلى التنسيق بين البلدين خلال القمة الإفريقية المقبلة في أديس أبابا أواخر الشهر الجاري لتفعيل التعاون الأفريقي المشترك.