أبدى وزراء الطاقة من الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» ومن خارجها- ومن بينهم وزير الطاقة نور الدين بوطرفة - المجتمعون أمس في فيينا تفاؤلهم إزاء اتفاق خفض إنتاج النفط، في الوقت الذي عقدت فيه اللجنة المكلفة بمتابعة الالتزام بالاتفاق أول اجتماعاتها. ولم يتردد وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في القول إن الاتفاق «يثبت نجاحه ويحقق نتائج تفوق التوقعات وكل الدول تلتزم بالاتفاق»، وهي نفس الانطباعات التي عبر عنها وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، الذي قال إن الالتزام بالاتفاق الذي ينص على بدء تخفيضات الإنتاج الشهر الحالي كان «رائعا». واتفق المنتجون في فيينا كما كان منتظرا على تشكيل لجنة فنية لمساعدة لجنة مراقبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج. وقال وزير النفط الكويتي، عصام المرزوق، الذي يرأس اللجنة المكونة من خمسة أعضاء من بينها الجزائر إضافة إلى فنزويلا وعمان وروسيا، أنها ستبحث الوسيلة الأمثل للالتزام ومستوى الالتزام المقبول. وأكد إن اجتماع أوبك مع المنتجين المستقلين انتهى باتفاق تام على آلية مراقبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج. وصرح السيد بوطرفة للصحافة لدى وصوله إلى فيينا بأن الاجتماع سيخصص لمختلف الأسئلة المتعلقة ببرنامج المتابعة الذي تم وضعه خصوصا «المصادر والمخططات والآجال وأجهزة الإنذار». وأضاف أنه سيتم التباحث خلال الاجتماع حول مؤشر الصادرات، مشيرا إلى أنه سيطلب من البلدان المنتجة معلومات تكميلية بهذا الخصوص. وقال «سنقوم في الاجتماع بمباحثات بغرض إدراج مسألة الصادرات في وثائق المتابعة»، كاشفا أن لجنة المتابعة ستجتمع ثلاث مرات أخرى قبل اجتماع فيينا المرتقب في ماي المقبل. وعليه سيجتمع أعضاء اللجنة في فبراير القادم، والتي تملك صلاحية استدعاء أعضاء «أوبك» إلى اجتماع وزاري استثنائي إذا اقتضت الضرورة ذلك. من جهة أخرى، أوضح السيد بوطرفة أن الجزائر قامت بخفض إنتاجها النفطي أكثر من الحصة المقررة في إطار اتفاق فيينا أي بأكثر من 50 ألف برميل يوميا. ويبلغ متوسط الإنتاج الجزائري حاليا 027ر1 مليون برميل يوميا حسب الوزير. وكشف وزير الطاقة الروسي من جانبه على الهامش، أن بلاده خفضت إنتاجها من النفط خلال جانفي الجاري تماشيا مع اتفاق «أوبك»، موضحا في تصريحات صحفية أن إنتاج روسيا خفض إلى نحو 11.15 مليون برميل يوميا. وكشف أنه لم تتم مناقشة انخراط الولاياتالمتحدة في الاتفاق، ولكن «الأبواب مفتوحة للجميع». وأعلن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أن سوق النفط الدولية تسير باتجاه استعادة التوازن، وأن هذا يجري بسرعة أكبر مما كان متوقعا. وعبر عن رضاه على الوضع الراهن، مشيرا إلى أن ذلك لم يكن ممكنا دون إعلان التعاون الذي وقع مع الدول غير الأعضاء في أوبك. وأوضح أن منتجي النفط من «أوبك» وخارجها ملتزمون بتعهداتهم بشأن تقليص إنتاج النفط وأن المخزونات العالمية ستعود إلى متوسط خمس سنوات بحلول منتصف العام «في حال الالتزام الكامل». من جانب آخر، أعلن مساعد المدير التنفيذي لشركة النفط الايرانية عن رفع إنتاج إيران 90 ألف برميل من النفط بالتدريج، وفقا للاتفاق الذي أبرم خلال اجتماع الدول المصدرة للنفط الأخير. ووفقا لاتفاق أوبك الداعي إلى خفض الانتاج ،تم استثناء إيران وسمح لها برفع إنتاجها إلى 90 ألف برميل يوميا.