كشفت الاضطرابات الجوية الأخيرة التي عرفتها بعض مناطق الوطن عن العديد من العيوب والنقائص التي تعاني منها بعض المؤسسات التعليمية في العديد من البلديات، لأسباب عديدة، خاصة ما تعلق منها ببعض الوسائل التي يحتاج إليها التلميذ خلال فصل الشتاء، على غرار التدفئة التي منعت التلاميذ من الالتحاق بالمدارس، خاصة الذين يزاولون تعليمهم بالمدارس الابتدائية، إذ اضطر الأولياء بعد تساقط الثلوج بكميات معتبرة خلال الأيام الأخيرة، إلى منع أولادهم من الالتحاق بالمدرسة بسبب غياب وسائل التدفئة التي يشتغل معظمها بالمازوت، والتي تعاني من بعض الأعطاب ولم يتم تشغيلها لأسباب متعددة، وهو ما أثر سلبا على الدراسة. وقد أحصت مديرية التربية لولاية بجاية خلال الأيام الأخيرة، غلق ما لا يقل عن 87 مدرسة ابتدائية لأسباب متعددة، منها البرد ونقص وسائل التدفئة. ورغم أن المصالح المعنية غالبا ما تفرض على البلديات تجهيز المدارس الابتدائية بالوسائل اللازمة من أجلب تفادي الوقوع في هذه المشاكل، إلا أن موجة البرد التي تجتاح حاليا ولاية بجاية كشفت عن الكثير من النقائص التي جعلت التلاميذ يفضلون البقاء في المنزل، في الوقت الذي عجزت المصالح المعنية، خاصة البلديات، عن توفير الوسائل اللازمة. وإذا كانت مختلف التجهيزات اللازمة بالمدارس الابتدائية على عاتق البلديات التي تبقى مطالبة بتوفير كل الوسائل الضرورية التي تسمح للتلاميذ بمزاولة دراستهم في أحسن الظروف، على غرار التدفئة التي تبقى مهمة خلال هذه الفترة، فإن السلطات المحلية على مستوى البلديات تعاني مشكلا عويصا منذ عدة أشهر، بعد أن حُرمت من الإعانات التي كانت تقدمها الولاية من أجل مرافقة تجهيز المؤسسات التعليمية بهذه الوسائل، وهو ما أكده لنا العديد من رؤساء البلديات، على غرار توريرت إغيل، أدكار، شلاطة وأكفادو التي تعرف تساقطا كثيفا للثلوج خلال فصل الشتاء، حيث أن نقص الموارد المالية يجعلها تواجه مشكلا كبيرا من أجل توفير هذه الوسائل للتلاميذ. كما أن غياب غاز المدينة بالبلديات الريفية يجعل البلديات تكتفي بتوفير المدافئ التي تشتغل عن طريق المازوت. وقد تم إحصاء العديد من المدارس الابتدائية التي أغلقت منذ عدة أيام ببعض البلديات بسبب البرد وغياب وسائل التدفئة، رغم أن مصالح مديرية التربية قامت بمراسلة كل رؤساء البلديات المعنية من أجل توفيرها. تم تسجيل بعض الحوادث على مستوى بعض المؤسسات التعليمية، على غرار مؤسسة سعيدي سعيد ببرج ميرة، مؤخرا، عند انفجار مدفئة داخل أحد الحجرات، لم يخلف لحسن الحظ أية أضرار مادية، وهو ما يطرح مشكل قدم وسائل التدفئة بالمدارس الابتدائية، مما دفع أولياء التلاميذ إلى مناشدة مختلف المصالح المعنية بضرورة تجديد وسائل التدفئة وتفادي الحوادث الخطيرة التي قد تكون عواقبها وخيمة على صحة التلاميذ، حيث أن البلديات مطالبة بتجديد التجهيزات في أقرب وقت ممكن، خاصة تلك التي تشتغل بمادة المازوت. المدارس الابتدائية بمعسكر .... البرد يحرم التلاميذ من متعة التعليم كشفت أجواء البرد والصقيع التي عاشتها مختلف مناطق ولاية معسكر، كباقي ولايات الوطن، عن مدى فشل المجالس البلدية في تسيير المدارس، سواء داخل المناطق الحضرية أو الريفية، حيث لم يخف المئات من التلاميذ استياءهم من تحول مدارسهم إلى ما يشبه الثلاجات، بسبب غياب وسائل التدفئة من جهة، وعدم صلاحيتها من جهة أخرى. أحد التلاميذ يدرس بالسنة الرابعة ابتدائي في إحدى بلديات معسكر، أكد تصريحات زملائه لمراسل «المساء» عن معاناتهم داخل الأقسام من الجو البارد الذي يحرمهم متعة التعليم، حيث صرح بأن معلمته تمتنع عن إشعال المدفئة وتدعوهم إلى عدم خلع معاطفهم داخل القسم، بسبب عدم صلاحية المدفأة التي يتسرب منها الغاز بعد كل محاولة استعمال. هذا التصريح لم تنفه إحدى معلمات التعليم الابتدائي التي كشفت أن استعمال المدفأة في القسم أضحى يهدد صحة التلاميذ أكثر مما يفيدها، نتيجة تسربات الغاز التي سجلت في السابق ولا تزال تسجل بمختلف أقسام المدارس. مدير إحدى المدارس الابتدائية لم يخف هو الآخر أسفه عن نوعية المدفئات التي تزود بها البلديات المدارس الابتدائية، والتي وصفها بالنوعية الرديئة بسبب تعطلها بسرعة وتحولها إلى خطر مميت. أحد المنتخبين لم يتوان بدوره عن تحميل مصالح الولاية مسؤولية النوعية الرديئة للمدافئ التي تسلم للمدارس، حيث صرح أن رئيس البلدية ليست له حرية شراء المدافئ التي يراها صالحة، وإنما تفرض عليه النوعية ومكان شرائها من قبل مصالح الولاية، وفي حالة رفضه يحرم منها. من جهته مصدر من مديرية التربية، لم يخف فشل البلديات في تسيير شؤون المدارس الابتدائية، حيث صرح أن كل المشاكل التي يعاني منها التلاميذ، سواء ما تعلق منها بالجو الداخلي للأقسام أو خارجها، من توفير اللوازم وشروط الدراسة المناسبة، فيما يتعلق بتهيئة الساحات وغيرها من المرافق الرياضية، يمكن تجاوزها لو أن تسييرها كان من مسؤولية مديرية التربية. حتى المطاعم المدرسية التي لا يزال تسييرها من قبل شؤون البلديات، تعاني من مشاكل عديدة تهدد صحة وسلامة الأطفال.