تتفتق المواهب الشابة لتزهر ألوانا مشكلة من بساتين الرياحين والأقحوان، ثم تغوص في عوالم أخرى لا تقل جمالا وسحرا، تخطها ريشة مطواع مترجمة أجمل إحساس. هو بعض ما يوجد في معرض الفنانتين الشابتين خديجة مهني ونائلة شران، اللتان تشتركان في إبداع عنوانه «بين الواقع والخيال»، حيث بدا الانسجام وتلألآت المواهب التي صقلها التكوين المستمر، فبدت الأعمال وكأنها حصيلة مشوار فني تجاوز سن هاتين الفنانتين بعقود. بالنسبة للفنانة التشكيلية نائلة، فهي من مواليد سنة 1982، وتقول في حديثها ل«المساء»، بأنها تمارس مهنة المحاماة، ورغم ذلك التزمت دوما بالفن الذي رسخته الموهبة، لكنها فضلت أن تتجه نحو التكوين، فالتحقت سنة 2011 بورشات الرسم في المركز الثقافي «مصطفى كاتب»، وسرعان ما اندمجت خاصة مع رعاية المؤطرين لها، منهم الأستاذة الفنانة مبروك نجية في اختصاص قلم الرصاص، ثم في الألوان الزيتية. وفي عام 2013، واصلت مع الأستاذ لخضر كويسي في اختصاص الألوان الزيتية وكانت في كل مرة تمدد التربص. بعدها بسنة التحقت بجمعية الفنون الجميلة بساحة أول ماي، وتعاملت مع الأستاذ المعروف دعاس عادل الذي زادها تكوينا في الألوان الزيتية وفي الطبيعة الصامتة. تكونت الفنانة -كما أشارت إليه- على يد الكثيرين، منهم الأستاذ محمد بن سرحان بدار الشباب في الدار البيضاء، وركز معها على الألوان المائية، منها الممزوجة بمادة القهوة. أكدت الفنانة أن أول معرض أقامته كان في سنة 2012، من تنظيم مؤسسة «فنون وثقافة» برواق «عائشة حداد»، وكان مع مجموعة من الفنانين، ثم توالت معارضها. ترسم الفنانة نائلة مناظر الطبيعة في الجزائر، لذلك نجد في المعرض لوحات عن منطقة القالة وبجاية والتاسيلي وغيرها، وهي كما أكدت تنتهج أسلوب المدرسة الواقعية، علما أنها بدأت بالأسلوب التجريدي المستوحى من إبداعات بيكاسو. وهنا أشارت إلى أنها فضولية وتعتمد دوما على تعلم تقنيات جديدة ومختلفة لتكتشف مدارسها الفنية. قدمت نائلة في هذا المعرض 20 لوحة رسمتها بعد تصوير مناظرها فوتوغرافيا، منها القصبة التي تفضل تصويرها أولا بالأبيض والأسود، ثم تتفنن في تلوينها لتعطي لها نفسا من الحياة، يسند قوامها أمام ترهلات الزمن. بالنسبة للمعرض، قالت «نريد أن نقترب من خلال هذا المعرض من أهل الاختصاص كالفنانين والنقاد، لنعرف إمكانياتنا عن قرب من هؤلاء، بالتالي نستفيد مستقبلا. «وهنا أشارت إلى أنه يوم الافتتاح جاء بعض هؤلاء ولم يبخلوا بملاحظاتهم القيمة، منها حث الفنانتين على الإبداع والابتعاد عن التقليد، خاصة في رسومات القصبة كي لا يطغى التكرار ولا يمل الجمهور. كما أعجب هؤلاء بالمستوى العالي في استخدام الألوان المائية، علما أنها تكاد تختفي في أغلب المعارض المقامة عندنا، وفي الأخير تمنت الفنانة أن تنتقل بمعارضها إلى كل مناطق الوطن وإلى الخارج لتقدم كل ما تنتجه. بالنسبة للفنانة مهني خديجة (من مواليد سنة 1990)، اختصت في فن الخزف وفي التصميم وكان تكوينها بجمعية الفنون الجميلة لمدة سنتين. أشارت في حديثها ل«المساء»، إلى أن هذا الفن مفضل عندها لأنه يحوي العديد من المراحل في التكوين والإبداع. كما أنها دخلت ورشات حرفيين بالعاصمة، منهم الفنان حمري عبد النور الذي أطرها وزاد من إمكانياتها في اختصاص الألوان الزيتية. تتذكر هذه الفنانة اليافعة أستاذها أحمد بوكراع الذي لم يبخل عليها في تأطيره لها عندما درست لمدة 3 سنوات بجمعية الفنون الجميلة. من جهة أخرى، تكونت خديجة أيضا في اختصاص قلم الرصاص وفي الأقلام الملونة وفي الألوان المائية (على القماش)، كما تكونت لمدة سنتين في الألوان الزيتية بدار الشباب في الدار البيضاء مع بن سرحان. ومن سنة 2014 إلى عام 2016 تكونت على يد عادل دعاس في الألوان الزيتية دائما، وعندما سألتها «المساء» عن هذه الإرادة في التكوين والدخول في عدة تربصات ومجالات تكوين، ردت؛ «أنظم وقتي لأوفق وكل ما يهمني هو أن أتعلم، خاصة أنني أحب هذا الفن الجميل». تقدم الفنانة في هذا المعرض 18 لوحة، أغلبها عبارة عن بورتريهات أو رسومات تقدم حيوانات أو زهورا، كما تعكس لوحاتها شغفها بالتراث، لذلك عرضت بسكرة وفي لوحة أخرى بجاية تضمنت صورا من الآثار والحياة التقليدية. وخصوصية هذه الفنانة هي أنها تدخل عنصر الخيال في لوحاتها لتقدم به الواقع، مما يزيد العمل جمالا ويعطيه بعدا يتجاوز حدود الواقع الآني، وفق إحساس وانطباع تترجمه لمسة ريشة خديجة، وهذا ليس هروبا بل عين جميلة تنظر إلى كل جميل في واقعنا المعاش. ثقافيات فتح أول مقهى ثقافي بوهران تعزز المشهد الثقافي في ولاية وهران مؤخرا، بأول مشروع استثماري خاص بقطاع الثقافة، من خلال فتح مقهى مخصص للمثقفين يحمل عنوان «المبدع»، يقع في شارع ماكس مارشان بحي قمبيطة. وحسب مالكة المقهى، السيدة طابوش طايسية، فإنها مقتنعة بقيمة الرهان والخيار الذي سارت عليه، حيث أرادت أن تنقل الفكرة التي وجدتها متداولة كثيرا في أوروبا ودول الجوار كنوع من الاستثمار الفكري والمادي في نفس الوقت، من خلال خلق فضاء حميمي ودافئ للقاء المثقفين والمبدعين واحتضان مختلف الفعاليات الثقافية بمدينة متوسطية ساحلية وجميلة مثل مدينة وهران، وتستحق تعزيز روافدها الثقافية والفنية ويجد فيه رواده الثقافة والأكل معا. الفضاء بديكوره البسيط، يعتمد على أسلوب التزيين المعاصر، سوف يصبح قبلة للمثقفين وموعد للقاء المبدعين على أمل أن يحذو حذوها أشخاص آخرون، ينتبهون إلى أهمية الثقافة والفنون في تهذيب سلوك الفرد وترقية ذوقه الفني. ❊خ.نافع مكتبات متنقلة لفائدة الطلبة بخنشلة كشف مدير المكتبة العمومية للمطالعة بالحامة، ولاية خنشلة، السيد نذير بوثريد، عن تسطير مصالحه لبرنامج ثري في شكل مكتبة متنقلة إلى الطلبة المقيمين عبر الإقامات الجامعية الأربع الموزعة على الذكور والإناث، وتشمل المكتبة المتنقلة على عدد من المراجع والكتب الهامة في العديد من التخصصات، وهي المبادرة التي جاءت استجابة لطلب قدم من المديرية العامة للديوان الوطني للخدمات الجامعية وانطلقت في الثاني جانفي، لتختم مع نهاية الشهر الجاري، على أن تكون هناك طبعة ثانية في الفترة الممتدة بين الفاتح وال30 أفريل المقبل. ❊ع.ز اختتام الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية اختتم الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية مؤخرا، والذي احتضنه المركز الثقافي «الإخوة بلعلمي» ببلدية قايس، ولاية خنشلة، دام ثلاثة أيام، بحضور مصورين فوتوغرافيين من مختلف مناطق الوطن. الصالون تم فيه عرض صور للتعريف بالطفولة والطبيعة العاكسة للتراث والمعالم الطبيعية والتاريخية التي تزخر بها مختلف مناطق الوطن. كما تم عرض آلات تصوير فوتوغرافية تعود إلى السنوات القديمة للتعريف بالتقنيات التي كانت تستعمل قبل دخول عصر الآلة الرقمية. أساتذة جزائريون في مؤتمر النقد الأدبي بالقاهرة يشارك عدد من الجامعين الجزائريين في أشغال المؤتمر ال7 للجمعية المصرية للنقد الأدبي، التي ستنطلق غدا بالقاهرة تحت عنوان «جماليات الكتابة الجديدة». وستتدخل خلال الجلسة العلمية الأولى من هذه التظاهرة الدكتورة حكيمة بوقرومة أستاذة بجامعة مسيلة في الجزائر ببحث عنوانه «الأدب التفاعلي وإشكالية المصطلح». كما ستساهم في نفس الجلسة الجزائرية وهيبة صوالح بمداخلة حول «بنية النص الرقمي الورقي رواية كهوف دراجوسان». وستعرف الجلسة العلمية الثانية من أشغال المؤتمر التي تتواصل على مدى ثلاثة أيام، مشاركة ثلاث جامعيات من الجزائر ويتعلق الأمر بجميلة روباش وحياة بوخليط وخديجة بلومو. كما يشارك الأستاذ الجزائري عياد زويرة في أشغال الجلسة الثالثة من المؤتمر بورقة حول «النص التفاعلي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، الفيسبوك نموذجا». ويقدم الباحث الجزائري أحمد بقار ورقة بعنوان «شعرية السرد في القصص القصيرة جدا». مسرحية «لكستا» تعرض بالعاصمة قدم مؤخرا بالمسرح الوطني الجزائري «محي الدين باشطارزي» في الجزائر العاصمة، العرض ما قبل الشرفي لمسرحية «لكستا» لفرقة «النوارس» للمسرح والفنون الدرامية من البليدة، تناولت موضوع العبثية التي يعيش في ظلها الإنسان المعاصر. وعلى مدار ساعة من الزمن الركحي، أحسن الثنائي ياسين جوزي وعبد الله نميش في تقديم مقاربة حول ما سماه مخرج العمل أحمد مداح بالعبثية التي يعيش في ظلها الإنسان المعاصر، من خلال تسليط الضوء على واقعه الاجتماعي والسياسي الأليم والتشاؤمي، خصوصا فيما يتعلق بانعدام التواصل بين أفراد المجتمع في ظل الانطواء والانعزال الذي صار يميز حياتهم اليومية. وفي ملابسهما المهترئة ووسط ديكور ضيق يغلب عليه الحزن والظلام، في رمزية واضحة إلى سوداوية الحياة وقساوتها، أبدع الممثلان ياسين وعبد الله -اللذين جسدا دوري شابين؛ الأول منهما أعمى معوق والثاني شبه مجنون- في التعبير عن إشكاليات الاغتراب والانغلاق على النفس والفراغ القاتل والعنف اللفظي وأحيانا الجسدي، وكذا الغياب الكلي لثقافة النقاش، ضمن فضاء حواري خاص بهما وكأن الحياة العادية لا تعنيهما أو هما لا يعنيانها.