كشفت رئيس الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس، أمس، من تيزي وزو، عن مشروع إنشاء فضاء تحت عنوان «أصدقاء الهلال الأحمر الجزائري» الذي يجمع كل الطاقات من أجل المساهمة في التخفيف من هموم الآخرين ونشر المحبّة والأخوة.المبادرة تدخل في إطار إستراتيجية الهلال الرامية إلى إعادة إحياء ثقافة التضامن بالمجتمع الجزائري وزرع روح الأمل في أوساط الفقراء والمحتاجين عبر مساندتهم ودعمهم والوقوف إلى جنبهم في محنهم ليتمكنوا من التغلّب عليها. وأضافت السيدة بن حبيلس، أنها تعمل منذ وجودها على رأس الهيئة في 2014 على تجسيد إستراتيجية التواجد الميداني للجان الهلال الأحمر، والوصول إلى أماكن بعيدة ونائية والاحتكاك بالعائلات التي هي بحاجة للدفء الإنساني والتضامن من أجل تقوية العلاقات وروابط المجتمع. موضحة أن ما يقوم به الهلال ليس صدقة إنما تدخل في إطار التخفيف عن معاناة العائلات عبر منحها مساعدات مادية حتى لا تشعر بالوحدة والحرمان النفسي وتعلم بأن لها سندا تعتمد عليه قائلة «الهلال الأحمر يسعى لإحياء ثقافة التضامن وتقوية روح التلاحم في أوساط المجتمع من أجل زرع روح الأمل في نفوس السكان، موضحة أن «سياسة الاتكال حلّت محل ثقافة التضامن». وأشارت المتحدثة إلى أن الهلال يجب أن يكون الذراع الإنسانية للحكومة، ويأتي مكملا لمجهودات الدولة من خلال نشر ثقافة التضامن بدعم قوات الأمن وعلى رأسها الجيش الذي ساند المواطنين خلال التقلبات الجوية الأخيرة، كما حيت سكان تيزي وزو المتشبّعين بهذه الثقافة التي تتجسد عبر «التويزة» ومساعدة الأخر. وتحدثت بن حبيلس، عن مشروع إنشاء فضاء تحت عنوان «أصدقاء الهلال الأحمر الجزائري» الفضاء الذي يجمع كل الطاقات، مراجع دينية، ثقافية، تاريخية، رياضية وطاقات شبانية التي يكون عملها التخفيف عن هموم الآخرين ونشر المحبّة والأخوة، موضحة أنها قامت باتصالات مع وزيري الثقافة والشبيبة والرياضة من أجل أن تكون الثقافة، الرياضة، المال والأعمال والطاقة الشبانية في خدمة الإنسانية. وأوضحت أن النجاح في هذا المشروع يسمح للجزائر بتسجيل صفر متشرد بالطرق، ووقف ظاهرة التخلي عن المعاقين والمختلين عقليا. وأكدت بن حبيلس، أن الهلال الأحمر يعتمد على تبرعات المتطوعين والمحسنين الذين وضعوا ثقتهم فيه، مشيرة إلى أن ما يقدمه الهلال كمساعدات للعائلات الفقيرة والمحتاجة يبشر باسترجاع الشعب الجزائري لقيم الإنسانية وروح التضامن التي سمحت لسكان إيليزي، تمنراست وأدرار من الاستفادة من عيادة طبية متنقلة بفضل تبرعات المحسنين. ودعت المتحدثة إلى التعجيل بإنجاز لجان للهلال بكل قرية ومنطقة نائية عبر التراب الوطني «حتى يكون الهلال قريبا من العائلات ومتواجدا وبصورة دائمة مع المواطنين ليطلع على انشغالاتهم ويساهم معهم في التغلب على مصاعب الحياة، عبر تجسيد ثقافة التضامن. لا سيما وأن الهلال الأحمر قد توصل إلى إحصاء 225 ألف عائلة فقيرة على المستوى الوطني، حيث أن العملية لا تزال متواصلة وستسمح بوضع قوائم بأرقام صحيحة لتحظى العائلات بدعم الهلال ووضع حد للانتهازيين، نافية تسجيل أية عملية تحويل للمساعدات لغير الذين وجهت لهم، موضحة أن الهلال لا تتوقف مهامه على النشاطات الخيرية وإنما يكون صدى ما سمح للهلال الأحمر الجزائري باكتساب اعتراف دولي بمجهودات الجزائر بالنسبة للعمل الإنساني حتى سميت بعاصمة الإنسانية وقلدوا رئيس الجمهورية وسام فارس الإنسانية. وللإشارة قامت بن حبيلس، خلال زيارتها لكل من دائرة افرحونان وبوزقان بتوزيع مجموعة من المواد الغذائية، البطانيات وألبسة شتوية على 300 عائلة، مع توزيع 5 مولدات كهربائية على كل من امسوحال، بني زيكي وبونعمان، كما وقفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري على الواقع المعيش ببعض قرى أعالي جرجرة، حيث زارت عدة عائلات بقرى دائرة افرحونان ما مكّنها من الاطلاع على انشغالاتهم ومطالبهم المختلفة.