دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في كلمته أمس، أمام الاجتماع الأول لوزراء الثقافة للدول الأعضاء في الحوار 5+5، بتونس، إلى «الإبقاء على التفاعل الايجابي للثقافات وترقيته وتعزيزه» بهدف «إبعاد خطر العنف والتطرّف». وذكر الوزير بالدور الريادي للثقافة في الفضاء المتوسطي الذي ظل منطقة «لتمازج الثقافات والتي أثرت وتثري معارفنا، وسمحت لثقافاتنا بصنع الحضارات المتوسطية المتعاقبة». وتوقف الوزير في كلمته عند الرهانات الحالية «ومنها على وجه الخصوص استفحال الأفكار المتطرفة واللجوء إلى العنف، وخطر إستغلال الأديان لأغراض تتعارض والحق في الاختلاف في الرأي والتنوع في التفكير»، مؤكدا أنه «لا إكراه في الدين». واعتبر ميهوبي، أنه «بإمكان الثقافة الوقوف في وجه هذه التحديات بتبنّي خطاب إنساني الروح زارعا للأمل وتوضيح المفاهيم والدعوة إلى قبول التنوع باعتباره ثراء للإنسانية جمعاء». واستلهم الوزير في تدخله التاريخ ليذكر بموقف مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، ونبل أفكاره بصدد حمايته المسيحيين المعرضين للخطر بالشام، وهو «ما حدث ويحدث مع الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا» مؤخرا برأيه. وأضاف ميهوبي، أن «قيمنا التي نؤمن بها ونحافظ عليها ونواجه بها اليوم أولئك الذين يدعون إلى القطيعة وإلى صدام الحضارات، وهي التي ظلت في تفاعل دائم وتحالف ضد قوى الشر والظلامية». وأكد وزير الثقافة أن «الثقافة تشكل إحدى الركائز التي يستوجب الاعتماد عليها أساسا وبصفة مستعجلة لبناء جسور التواصل وربط العلاقات». وكشف وزير الثقافة في كلمته أن «الجزائر مستعدة لاحتضان ملتقى حول وضع آليات لدعم الاستثمار العمومي والخاص في مجال الثقافة». وجدد الوزير التزام الجزائر ب»تعزيز التبادل الثقافي» بين أعضاء منتدى «حوار 5+5» معتبرا أن الجزائر التي تترأس مع فرنسا المنتدى «مستعدة بكل سرور لتجسيد محاور التعاون التي سيتم اعتمادها». وركز ميهوبي، في كلمته على السينما، مذكّرا المشاركين بأن الجزائر دأبت على تنظيم مهرجان للسينما المتوسطية بعنابة، داعيا دول «حوار 5+5» إلى المشاركة في الدورة القادمة شهر أكتوبر 2017.