في مداخلته بمناسبة الاجتماع الأوّل لوزراء الثقافة للحوار لمجموعة 5+5 المنعقد، أمس الجمعة، بالعاصمة التونسية، أكد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي في كلمة تحصلت «الشعب» على نسخة منها أن الفضاء المتوسطي يواجه تحدّيات ومصيرا مشتركين، ما يستوجب مزيدا من التضامن والتّعاون. ووجّه الوزير الدعوة لدول المجموعة لحضور الدّورة المقبلة من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، كما أعرب عن استعداد الجزائر لاحتضان ملتقى حول وضع آليات لدعم الاستثمار العمومي والخاص في مجال الثقافة. أعرب ميهوبي عن استعداد الجزائر، التي تترأس مع فرنسا منتدى «حوار 5+5»، لتجسيد محاور التعاون التي سيتم اعتمادها والتي تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين دول المنتدى. وقال وزير الثقافة في كلمته التي ألقاها في الاجتماع الأوّل لوزراء الثقافة للحوار لمجموعة 5 + 5، إن الثّقافة تشكّل إحدى ركائز بناء جسور التّواصل وربط العلاقات، مشدّدا على إبقاء منطقة البحر الأبيض المتوسّط التاريخية على ما كانت عليه دوما كمنطقة لتمازج الثقافات والحضارات، خاصة وأن الثقافة بكل أبعادها وكقيمة إنسانية نجحت في تقليص العنف والحروب في هذا الفضاء، وتعزيز هذا التفاعل الإيجابي للثقافات وترقيته يهدف إلى ترسيخ الحوار الثقافي بصفة دائمة وإبعاد خطر العنف والتّطرّف التي تتربّص بمجتمعات المنطقة. وأشاد ميهوبي بمشروع الإعلان الذي يتوّج هذا اللقاء، والذي «أشار إلى تمسكنا جميعا بمنطقة المتوسّط والتي هي مهد لقيم التسامح والسّلم والتضامن». ومن بين الرّهانات الحالية التي تواجه المنطقة المتوسطية، ذكر ميهوبي «استفحال الأفكار المتطرّفة واللجوء إلى العنف بغرض ترهيب الآخرين وإقصائهم، وخطر استغلال الأديان لأغراض تتعارض والحق في الاختلاف في الرأي والتنوع في التفكير». واعتبر ممثّل الجزائر أنه بإمكان الثّقافة الوقوف في وجه هذه التّحدّيات بتبنّي خطاب إنساني الروح، يزرع الأمل ويوضح المفاهيم ويدعو «إلى قبول التّنوّع باعتباره ثراء للإنسانية جمعاء». وذكّر ميهوبي بتنظيم الجزائر مهرجان عنابة السنوي للسينما المتوسّطية، وما لهذه المدينة من رمزية تحت عنوان التسامح باعتبارها حاضنة للقديس أوغستين. واغتنم الوزير هذه السانحة لتوجيه دعوة لدول «حوار 5+5 « من أجل حضور الدّورة المقبلة من المهرجان شهر أكتوبر المقبل. ووصف ميهوبي السينما بأنها أداة الاتصال والتوعية «الأكثر تأثيرا ووسيلة تبليغ ضرورية وفعالة للدّفاع عن التّنوّع وترقية خطاب التسامح». وعليه اقترح ترقية التعاون في هذا الميدان لاسيما في مجال التكوين في المهن ذات الصّلة. «إنّ هذا الاقتراح منسجم مع التوصية التي تضمنها مشروع إعلان هذا الاجتماع والذي يدعو إلى البحث في إمكانيات تنظيم فعاليات ثقافية في مجال الفنون»، يقول الوزير، مضيفا بأن الدفاع عن التنوّع الثّقافي يعزز القناعة «في ضرورة التفكير في سبل ترقية التعاون في مجال التكوين باعتباره أحد المحاور الأساسية لترقية الفن السّابع». كما أعلن ميهوبي عن استعداد الجزائر لاحتضان ملتقى حول وضع آليات لدعم الاستثمار العمومي والخاص في مجال الثقافة. من جهة أخرى، ذكّر الوزير بسعي الجزائر إلى دعم نشاط المؤسّسات المتعدّدة الأطراف والمجهودات الدّولية في مجال حفظ التّراث الثقافي وحمايته، وباستعدادها لإقامة تعاون مثمر في هذا الميدان مع دول «حوار 5+5»، ومباركتها كل المقترحات التي تتقدّم بها هذه الدّول «لإدراج عناصر التراث الثقافي غير المادي الذي يجمعنا على قائمة التراث الثقافي للإنسانية لدى اليونسكو».