كشفت مصادر إعلامية روسية أمس أن خبراء عسكريين روس تنقلوا مؤخرا إلى كوبا لمساعدة نظرائهم الكوبيين على إقامة أنظمة دفاع جد متطورة مضادة للصواريخ . وسبق لروسيا أن سلمت هذه الأنظمة لكوبا في إطار صفقة للتعاون العسكري بين البلدين بهدف تطوير القدرات العسكرية الكوبية في منطقة الكراييب. وقال العقيد الروسي ايغور كوناشنكوف احد أعضاء الوفد الروسي أن الوفد العسكري لبلاده سيبحث منح خبراء كوبيين مسألة إقامة أنظمة دفاع جوي مضاد للصواريخ وكيفية تسييرها بالإضافة إلى نظام اتصالات عسكرية وتمكين الخبراء الكوبيين من تقنية استغلالها عند الضرورة. وأضافت المصادر الروسية أن خبراء البلدين سيتبادلان بمناسبة هذه الزيارة الخبرات وتكوين عسكريين كوبيين في كيفية تسيير أنظمة صواريخ روسية متطورة. وجاءت هذه الزيارة في سياق تصريحات الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي أشار إلى أهمية إعطاء دفع للعلاقات التاريخية الأخوية بين هافانا وموسكو. وتكمن أهمية هذه الزيارة كونها جاءت في زخم توتر العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن والحرب الخفية بينهما للسيطرة على المزيد من مناطق النفوذ في العالم. كما أنها أعادت إلى الأذهان تجربة الصورايخ السوفياتية في خليج الخنازير الكوبي سنة 1961 والتي كادت أن تؤدي إلى نشوب حرب نووية بين عملاقي الحرب الباردة آنذاك الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي المنهار. كما أن هذه التطورات تعد بمثابة رد فعل روسي على قرار الولاياتالمتحدة إقامة أنظمة دفاع صاروخية متطورة في كل من بولونيا وجمهورية التشيك على الحدود الروسية بدعوى التصدي لأية صورايخ نووية إيرانية. وهو المبرر الذي شككت موسكو فيه وأكدت سلطاتها أن الخطة تهدف إلى التضييق على روسيا ومحاصرتها في محيطها المباشر وهو ما اعتبرته مساسا بأمنها القومي. وكانت أزمة القوقاز الأخيرة والهجوم العسكري الروسي على جورجيا بمثابة بداية التوتر العسكري بين روسياوالولاياتالمتحدة ودفع بالعديد من المتتبعين إلى التأكيد على عودة حرب باردة بأشكال جديدة بين الدولتين العظميين وفي سياق رغبة روسية ملحة لكسر هيمنة القطب الواحد الذي انفردت به الولاياتالمتحدة منذ انهيار جدار برلين نهاية ثمانينات القرن الماضي. وأصبح البنتاغون ينظر بعين الريبة إلى التحركات العسكرية الروسية الأخيرة وخاصة المناورات التي أجرتها بوارج حربية روسية في حوض المتوسط وأخرى مع القوات الفنزويلية وثالثة في عرض بحر اليابان في أقصى الشرق السيبيري بالإضافة إلى تبني الجيش الروسي لاستراتيجية عسكرية جديدة أخذت بمعطيات التطورات التي أفرزتها التحولات الدولية الأخيرة وخاصة في ظل الإصرار الأمريكي على بسط السيطرة في كل مناطق العالم ذات الأهمية الاستراتيجية اقتصاديا وعسكريا.