حذر مهندسو الأرصاد الجوية من الآثار السلبية التي قد تنجر عن التغيرات المناخية، مقترحين أهمية إنشاء منظومة أو هيئة متكاملة فيما يخص الأحوال الجوية بالتعاون والتنسيق بين كل القطاعات للبحث عن إستراتيجية فعالة للوقاية من أخطار الكوارث الطبيعية التي تحدث بسبب هذه التغيرات المناخية خاصة الفيضانات. وتعنى هذه المنظومة بإعداد دراسة حول التغيرات المناخية التي يعرفها العالم ومحاولة معرفة كل جوانبها من أجل التحكم في عواقبها في محاولة للتقليل من الآثار الوخيمة التي قد تخلفها الكوارث الطبيعية التي تحدث بسبب هذه التغيرات التي باتت تهدد العالم ومنطقة الحوض المتوسط، علما أن زيادة الكوارث الطبيعية في السنوات الأخيرة خلفت 3 ملايين قتيل في ال30 سنة الأخيرة 90 بالمائة منهم في بلدان العالم الثالث. وأضاف مختصون من الأرصاد الجوية خلال اللقاء الذي نظمته وزارة النقل أمس حول" التغيرات المناخية" أن الجزائر معرضة للتضرر من هذه التغيرات مستقبلا، وهو ما يؤدي إلى حدوث زوابع رملية قوية وعواصف عنيفة، مع تضرر الموارد المائية والإنتاج الفلاحي وكذا صحة الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار، حيث يتوقع هؤلاء أن تعرف درجة الحرارة مستقبلا ارتفاعا من 0.5 بالمائة إلى 1 بالمائة مع تقلص كميات الأمطار المتساقطة إلى اقل من 1 بالمائة في غضون سنة 2020 على أن تزيد ظاهرة الجفاف حدة في نهاية القرن الحالي بتسجيل انخفاض بنسبة 20 بالمائة. وفي سياق حديثهم عن الكوارث الطبيعية وخاصة الفيضانات أشار منشطو اللقاء إلى أن التحولات المناخية التي يعرفها العالم حاليا والتي قد تتضاعف مستقبلا لا يمكن التحكم فيها أو التنبؤ بعواقبها الوخيمة لذا لا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية منها وذلك بحماية البيئة أولا كونها المؤثر الرئيسي على المناخ وذلك من خلال التخلي عن حرق الغابات وإتلاف الأشجار التي من شأنها مسك التربة والتصدي للانجراف وجلب الأمطار وكذا التخلي عن البناء الفوضوي في المناطق غير الصالحة خاصة على ضفاف الوديان من اجل تفادي تسجيل خسائر بشرية في حال تدفق هذه الوديان عند تساقط كميات معتبرة من الأمطار.