أكد عبد الرزاق بوحارة نائب رئيس مجلس الأمة أمس، أن الجزائر لا تدّخر جهدا في صبّ كامل أولوياتها نحو الاهتمام بموضوع التغيرات المناخية، التي انجرت عنها عدة كوارث طبيعية، أثّرت في كثير من الأحيان على وتيرة التنمية الوطنية ورهنت مسيرتها، مضيفا أن ذلك يستوجب حشد طاقات الخبراء والمختصين والحرص على تفعيل التعاون الجهوي والإقليمي للدفع قدما نحو كبح امتداد ظاهرة الاحتباس الحراري التي باتت تهدد البشرية جمعاء. أثار بوحارة عدة تساؤلات فيما يتعلق بموضوع التغيرات المناخية غير المتوازنة مع طبيعة الفصول التي يعرفها العالم عامة والجزائر بصفة خاصة، أثناء ترأسه أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه مجلس الأمة تحت عنوان »التغيرات المناخية وآليات التنمية«، لاسيما منها طبيعة ودور مؤسسات الأرصاد الجوية المنصبة عبر الوطن في التنبىء بالأخطار الطبيعية التي تعرفها الجزائر مسبقا والعمل على إعلام المواطنين بها قبل أي حدوث أي كارثة منها. واستنادا لحديث بوحارة فإن هذا الملف حساس، وأصبح يحتل مكانة مهمة في برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ذلك أن التغيرات المناخية بمفهومها السلبي، نجم عنها عدة كوارث وظواهر أخرى خطيرة مثل الجفاف والتصحر..، مما بات يؤثر بدرجة مباشرة على بيئة الإنسان، وتهدد استمراره ككائن ومحيطه، بالرغم من أنه يستطيع التكيّف مع هذه الظواهر المناخية من خلال اعتماد مخططات واستراتيجيات محكمة تساعده على تجاوز ذلك. ولم يخف ذات المسؤول تأثر الجزائر بصفة مباشرة بطبيعة هذه التغيرات المناخية، باعتبارها ليست بمعزل عن المحيط الخارجي لأن الظاهرة كونية وغير قابلة للحصر، مستدلا في ذلك بما عرفته الجزائر من كوارث طبيعية عديدة بدءا بفيضانات باب الواد، الى زلزال بومرداس ووصولا عند فيضانات غرادية السنة الفارطة وأخرى في مناطق الهضاب العليا، مما يستوجب حشد الطاقات المادية والبشرية، التي من شأنها التكفل السريع والذكي لمعالجة مخلفات التغيرات المناخية قبل فوات الأوان. كما تطرق بوحارة في مداخلته أيضا، إلى موضوع التوسع الصناعي العشوائي الذي لا يعير أدنى اهتمام للحفاظ على المحيط البيئي، مضيفا »إن التوسع الصناعي مدعى للانتباه بفعل إفرازاته وتفاعلاته على البيئة..«، ليدعو في هذا المقام الى جعل السبيل الوحيد والمنظم لمخلفات ذلك، هو الاحتكام الى الخبراء والمختصين والحرص على تفعيل التعاون الجهوي والإقليمي، التي من شأنها تحديد الأولويات وتقديم الإمكانيات المادية والبشرية لكبح امتداد ظاهرة التغيرات المناخية الكونية المسببة لكوارث يصعب التصدي لها.