إذا كان المدرب الوطني رابح سعدان قد نجح في وضع النواة الأولى للمنتخب الاحترافي الذي نأمل في تشكيله مستقبلا، فإن التعاقد مع خبير دولي يهتم بتغذية الرياضيين يعد ايضا خطوة هامة قامت بها الفاف على درب هذا الاحتراف الذي ننشده مستقبلا وفشلنا في تطبيقه على صعيد انديتنا حاليا. وهذه الخطوة تذكرنا بما كان يقوم به الراحل رايكوف ومن بعده روغوف إذ أن هذين التقنيين اللذين عملا بالجزائر في مجال التدريب وتركا بصمات واضحة في الجزائر، اهتما كثيرا بجانب التغذية وكانا حريصين على التواجد في اماكن الاطعام، بل انهما كانا يراقبان المطعم ويقرران الكمية التي يجب أن يتناولها هذا اللاعب أو ذاك انطلاقا من رغبتهما في تحقيق توازن غذائي لدى اللاعبين، فضلا عن اختيار نظام الاكل ونوعية الوجبات المقدمة. ويبدو أن المدرب سعدان الذي عمل إلى جانبهما لسنوات قد استفاد منهما الكثير وكان هو الآخر له رأي في الموضوع وله ايضا نظرته في كيفية الدخول الى عالم الاحتراف وإدارة الفرق والاندية بدءا بتوفير المحيط الذي يتشكل في رأيه من إدارة متجانسة وطاقم فني مساعد وآخر طبي متعدد الاختصاصات بالاضافة الى طاقم خبير يهتم بالتغذية ومكلف بالاعلام وكلهم يشتغلون تحت اشراف المسؤول الفني الوطني، وهذا في الواقع ما كنا نفتقر إلى بعض جوانبه الى درجة أن المدرب الوطني يجهل ما يأكله اللاعبون في حياتهم العادية خارج المنتخب. وعلى الرغم من أن الفكرة تبدو ساذجة لدى البعض إلا أن الواقع يؤكد مدى حاجتنا اليها، لأنه من غير المنطق اهمال جانب التغذية في اعداد المنتخب الوطني خاصة عند تحضير المواعيد الرسمية الحاسمة وما اكثرها حالات الطوارئ التي تسجل والتي تأتي نتائجها سلبية . الأكيد انها اولى خطوات الاحتراف وعلى انديتنا التي تعتمد على نظام غذائي فوضوي في اطعام لاعبيها واعدادهم ببطون محشوة بالفريت او الكرنطيطة وبعض الاكلات السريعة المنتشرة هنا وهناك أن تفكر وتعتبر لأن الاحتراف الحقيقي يبدأ من هنا.