أدانت مؤخرا محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة كلا من (أ. ح) و (غ. ح) ب10 سنوات سجنا نافذا لكل منهما، لتورطهما في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. ويستخلص من ملف القضية كما تم عرضه امام محكمة جنايات سكيكدة، بأنه وبتاريخ الفاتح من شهر مارس من عام 2005 وفي حدود الساعة الثانية وخمسة وأربعين دقيقة صباحا، تلقت مصالح الدرك الوطني بالسبت (شرق ولاية سكيكدة)، مكالمة هاتفية مصدرها سيدة تقطن بشارع الاستقلال بوسط البلدة، بلغت عن حصول جريمة قتل بمسكن المتهمة، التي أخبرتها بأن زوجها قد قتل، وبناء على ذلك تنقل اعوان الدرك الوطني الى عين المكان، حيث عثروا على الضحية مقتولا وآثار الضرب بادية على مستوى الرأس والرقبة والذراع اليمنى، بالإضافة الى آثار على مستوى الظهر، وخلال المعاينة الميدانية وجدوا تحت جثة المقتول زر فستان نسائي أزرق ومقصا بالقرب من ساقه اليمنى وتبانا رمادي اللون ملطخا بالدم وكيسا بلاستيكيا يحتوي على بعض الادوية، أما على مستوى إحدى الغرف فقد وجدوا فستانا مغسولا جديدا عليه بعض آثار الدم، كما وجدوا بداخل كيس سميد مجوهرات، أما على مستوى قناة صرف المياه فقد عثروا على مجموعة من المفاتيح الخاصة بالأبواب الداخلية والخارجية للمنزل. وصرحت المتهمة خلال التحقيق الابتدائيو بأنه وقبيل وقوع الجريمة بيوم وفي حدود الساعة السابعة ونصف مساء تقريبا، تناولت كالعادة بمعية الضحية وجبة العشاء وبعدها جلسا يتبادلان أطراف الحديث، ليتفاجآ في حدود الساعة العاشرة ليلا بطرق قوي على باب المسكن، وعندما هم الضحية بفتح الباب منعته من ذلك. وفي تصريحها اضافت بأنه وفي حدود الساعة الواحدة وربع سمعا من جديد طرقا على باب غرفة الاستقبال، فحمل الضحية مقصا مكسرا وفتح الباب ليتفاجأ بوجود 03 أفراد ملثمين، اثنان منهم يحملان أسلحة نارية وثالثهم يحمل سلاحا ابيض، فأمسكوا به ثم أدخلوه الى الغرفة ليطلبوا منه ان يقدم لهم وثائقه الادارية الخاصة بفرنسا من جواز سفر وشهادة الإقامة ومبلغا ماليا. مضيفة بأنه وأمام ذلك المشهد تدخلت لنجدته فأمسكها المقتحمان وجراها بعنف الى داخل الغرفة المجاورة ثم سلبا منها مقياسا ذهبيا وخاتما ذهبيا وأقراطها، وبعد نصف ساعة سمعت صوت محرك السيارة يغادر المكان فأسرعت الى حيث يوجد الضحية فعثرت عليه مقتولا، مما أدى بها الى ضمه الى صدرها.. لكنها وأمام قاضي التحقيق غيرت أقوالها الاولى، حيث صرحت بأنه لما تناول زوجها قرصين من الدواء ركن إلى النوم وعند سماعها طرقا على الباب الداخلي للمنزل سارعت الى فتحه لتجد شخصا يدعى القط ملثما بواسطة جوارب سوداء انقض عليها مكمما فمها ثم ادخلها الى احدى الغرف المظلمة ليقوم بالاعتداء عليها جنسيا، ولما سمع زوجها الضجيج طلبت منه النجدة فدخل الى الغرفة وبحوزته مقصا ليقوم الشخص المعتدي بعد دفعها بخنق زوجها الى أن لفظ انفاسه الاخيرة. أما شريك المتهمة في الجريمة وبعد ان صرح للمحققين بأنه يعرف المقتول معرفة جيدة، قال بأنه يوم الجريمة كان ساهرا بأحد مقاهي بلدية السبت دون ان يذكرهم بالأشخاص الذين كان معهم. وكشف تقرير الطبيب الشرعي عن وجود آثار للعنف وجروح على مستوى الرأس وخدوش بالأظافر على مستوى العنق واخضرار ورضوض على مستوى الذراع اليسرى.. موضحا أن تلك الآثار ناجمة عن ضربات حادة لكنها ليست قاتلة، كما كشف التشريح الطبي عن وجود تعفن حاد على مستوى الرئتين مع وجود بقايا اكل في المسالك الهوائية وان بقايا الاكل قد زادت من حدة التعفن الذي نتج عنه فقدان تام للوعي، بالإضافة الى وجود نزيف داخل الجمجمة غير هام.