يُعد المصور الفوتوغرافي محفوظ سايح، ابن مدينة أولاد جلال غربي ولاية بسكرة، من الأسماء الشابة التي بدأت تشق طريقها نحو التميز والتألق في مجال فن التصوير؛ سواء داخل الوطن أو خارجه، حيث استطاع محفوظ في سنوات قليلة، أن يصنع لنفسه اسما لامعا حصد به العديد من الجوائز في عدة مشاركات وطنية ودولية.»المساء» التقته، ونقلت لكم سر تألقه وعلاقته بفن التصوير. ❊ بداية كيف تعرّف نفسك للقراء؟ ❊❊ شاب من مدينة أولاد جلال نشأة وموطنا، عمري 30 سنة، قضيت نصفها عاشقا للتصوير كمبتدئ، ثم هاويا، وأتطلع إلى الأكثر إن شاء الله. ❊ ماذا عن بداياتك مع هذا الفن؟ ولماذا التصوير بالذات؟ ❊❊ بالنسبة لبدايتي مع التصوير كميول أولا منذ أن كنت في العشرين تقريبا، حيث كنت حينها أعشق التقاط الصور بآلة التصوير العادية، ثم بالهاتف الذكي. وخلال كل الرحلات المدرسية أو مع الأصدقاء كنت أحرص بلا شعور في رغبة جامحة في التقاط الصور لكل شيء حولي، ومع مرور السنين بدأت هذه الهواية تترسخ وتتطور. وفي سن 25 بدأت أداعب الكاميرا وأتفنن في التقاط الصور بها لأصبح هاويا وعاشقا ولهانا بهذا الفن الساحر. كنت عصاميا إلى أبعد الحدود، أتقنت أبجديات التصوير بمفردي، واستعنت بالأنترنيت واليوتوب، وبالتواصل مع الأصدقاء من ذوي الاختصاص لأتمكن في ظرف وجيز، من امتلاك أهم مقومات التصوير الفوتوغرافي. ❊ ماذا عن أول مشاركاتك؟ وأين كان ذلك؟ ❊❊ أول مشاركة لي وطنيا كانت في 2005 بولاية المسيلة، وقد كان الصالون مخصصا حينها للطفولة؛ حيث شاركت بثلاث صور لقيت الإعجاب والترحيب وحتى التشجيع. ورغم أنني لم أتحصل على جوائز إلا أنني نلت الثناء من كبار المصورين المشاركين. كما أنني في أول مشاركة لي استطعت التعرف على المزيد من ذوي الخبرة والتجربة، وكونت لنفسي شبكة أصدقاء، تبادلت معهم التجارب، وأخذت عنهم الكثير من النصائح والتوجيهات، وهذه المشاركة الأولى فتحت لي أبواب المشاركة في صالونات أخرى بعدة ولايات داخل الوطن. وقد استفدت منها الكثير، كما تعرفت على رجالات التصوير القدامى والشباب، وأخذت عنهم تقنيات وأشياء لم أكن أعرفها. كما أن تشجيعاتهم جعلتني أعشق فن التصوير وأتعلق به أكثر فأكثر. ❊ ماذا عن المشاركات الدولية؟ وماذا استفدت منها؟ ❊❊ مشاركاتي المتكررة في العديد من الصالونات على المستوى الوطني شجعتني على خوض تجربة المشاركة الدولية من بوابة مدينة بنزرت التونسية وذلك في نهاية سنة 2015؛ حيث شاركت لأول مرة في صالون دولي للصور الفوتوغرافية، وقد أكرمني الله بمشاركة إيجابية، نلت من خلالها الجائزة الأولى من مجموع أكثر من 20 مشاركا من عدة دول عربية وأجنبية. هذه المشاركة غيرت حياتي كلية في مجال التصوير، حيث تخصصت بفضلها في تصوير الطبيعة لأنه الأنسب لي رغم علمي بأن أن هذا النوع من التصوير صعب ومرهق، ويتطلب التضحية كثيرا بالوقت والمال والجهد أيضا. ❊ هل تختار الصور أم تلتقطها صدفة؟ ❊❊ أضع في برنامجي الصور التي أريد التقاطها، ثم أختار الوقت والمكان المناسبين. ❊ كم صورة تلتقط حتى تحقق الصورة المثالية التي تريدها؟ ❊❊ حسب نوعية الصورة، والمعدل يتراوح بين 10 و20 صورة؛ حتى أتمكن من التقاط صورة أو اثنتين بالكيفية التي أريد، وأحيانا أكثر أو أقل من ذلك بحسب طبيعة الصورة وظروف التقاطها. ❊ بم تشعر عندما تحقق الصورة التي تريد؟ ❊❊ بمتعة عظيمة وسعادة لا توصف! ❊ وفي حال العكس؟ ❊❊ أصاب بخيبة أمل في البداية، لكن لا أيأس أبدا؛ حيث أكرر العملية وأستمر فيها حتى ولو استغرقت أياما. ❊ماذا بعد التقاط الصورة؟ ❊❊ البعض يعتقد أن فن التصوير ينتهي عند التقاط الصورة، وهذا خطأ؛ لأن في اعتقادي العمل الأكبر هو بعد التقاطها، حيث ننتقل إلى مرحلة التعديل التي تمثل 60 بالمائة من الصورة النهائية؛ لأن التعديل قد ينقل الصورة من درجة الصفر إلى درجة 100؛ لأن كاميرا التصوير لا تعطي الألوان والتفاصيل كما يراها ويريدها المصور. ❊ من تستشير عادة أو تأخذ برأيه في الصور التي تلتقطها وتشارك بها؟ ❊❊ أستشير دوما صديقي العزيز «سفيان» ابن مدينتي وصديقي الدائم، وهو شاب واعد وذواق وهاوي تصوير أيضا، دوما أستشيره وآخذ برأيه كثيرا، والحمد لله ما خيّبني يوما. ❊ كيف ترى واقع فن التصوير في الجزائر؟ ❊❊ المستوى راق جدا ويسير نحو التطور أكثر؛ بدليل الحضور الجزائري القوي والمتألق في مختلف الصالونات الدولية. ❊ طموحاتك المستقبلية؟ ❊❊ بكل تواضع أنا أتطلع إلى بلوغ المستوى العالمي في مجال التصوير الفوتوغرافي. كما أتطلع دوما إلى المشاركة المشرفة جدا خصوصا خارج البلاد.. فأنا أشعر دوما عندما أشارك خارج الوطن، أنني سفير بلادي، وعليّ أن أظهر أفضل وأحسن ما لديّ؛ لأن تتويجي هو تتويج للجزائر دوما وأبدا. ❊ كيف تصف علاقتك بالكاميرا؟ ❊❊ علاقة عشق لا ينتهي ولا أريده أن ينتهي.. هي العين التي أجسد من خلالها متعتي في التقاط الصور، وبفضلها أصبح لي اسم بين المصورين رغم حداثة عهدي بهذا الفن، لذلك فأنا أعطيها من وقتي ساعات طويلة أحيانا في تنظيفها وصيانتها وحتى مداعبتها. كلمتي للمصورين الشباب هي ضرورة العمل والاحتكاك أكثر بذوي الخبرة والتجربة والتواصل الدائم معهم؛ لأن هذا هو درب النجاح كما فعلت أنا. ولجريدة «المساء» وقرائها أقول شكرا على هذه الفرصة التي أتحتموها لي؛ فهي دعم إضافي لي وسأحفظ لهذه الجريدة العريقة هذا الفضل إلى الأبد... شكرا.