أكد والي تيزي وزو، محمد بودربالي، أن البيروقراطية التي يعاني منها المستثمرون بالولاية تبدأ من البلدية، حيث يجد أصحاب المشاريع الأبواب مغلقة في وجوههم، موضحا أنه يجب على "الأميار" مرافقة وتشجيع المستثمرين بغية خلق ثروات ومداخل بالبلديات من خلال تحضير بيئة مناسبة لهم، وأن عملهم لا يقتصر فقط على توقيع وثائق الحالة المدنية وعقود الزواج وغيرها وإنما أيضا لعب دور مروج للاقتصاد المحلي. وأفاد الوالي خلال إشرافه، أول أمس، على تدشين فندق بقرية تالبنت ببلدية زكري، أن تسيير الدولة يبدأ من رئيس البلدية الذي يجب أن يعمل على ترقية بلديته عبر عرض وتقديم المؤهلات التي تتوفر عليها لجلب أنظار المستثمرين، موضحا أنه توجد حوالي 10 بلديات بتيزي وزو يجد بها المستثمرون صعوبات ومشاكل بيروقراطية في تجسيد مشاريعهم، مشيرا إلى أن هناك رؤساء بلديات لا يسمحون باستقبال المستثمرين في حين فتحت لهم أبواب من طرف الوزراء، الوالي والمدراء، قائلا "الأميار أول المتسببين في منع المستثمرين، وأن هناك عدة حالات، عوض أن يساهم "المير" في مرافقة وتسهيل عمل المستثمرين في تجسيد مشاريعهم واستقبالهم، فإنه يفعل العكس تماما". وذكر الوالي أن دراسة واقع الاستثمار بالولاية أظهر وجود مؤهلات كبيرة ومتنوعة بالبلديات لكنها غير محققة للأرباح، كونها لم تستغل من طرف الأميار، رغم أنها ستساهم في تحقيق موارد ومداخل إضافية التي تساعد على الاستجابة لانشغالات المواطنين، مشددا على ضرورة مرافقة المستثمرين لتمكينهم من إنجاز مشاريعهم، وأن تسيير الدولة يبدأ من "المير" الذي يجب أن يكون المتعهد والمروج الأول لبلديته من أجل جلب المستثمرين". وتأسف الوالي، في سياق متصل، من وجود أشخاص اشتروا قطعا أرضية بأموالهم الخاصة وأبدوا رغبة في خلق مشاريع استثمارية هيكلية هامة يمكنها تحقيق ثروات للبلدية، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، متسائلا بالقول، "إن من يأتي ومعه مال يخاطر به تقريبا وغير مرحب به كيف يمكن الحديث بعدها عن تطور أي دولة "، موضحا أن الدولة لا تتطور فقط بالاستثمار العمومي، وأن هذا الأخير وضع الهياكل القاعدية الضرورية وأن الثروات يخلقها المواطنون عبر الاستثمارات الخاصة التي لا تتطلب سوى تشجيع ومرافقة، حيث تكون المرافقة والتشجيع "إجباريا" من طرف البلديات والإدارات بفضل تضافر جهودها ومضاعفة مجهوداها، مؤكدا على أن تيزي وزو لها مكسب وهو موارد بشرية ذات نوعية ومستوى عال وذات مؤهلات وتعتبر شرط جيد للنجاح، مستدلا بمثال عن الدول المتقدمة التي تستقبل المستثمر يستقبل على "بساط أحمر" ما يؤكد الاهتمام الذي يولونه لهذا الجانب لعلمهم بأهميته في تطوير وتنمية المناطق في شتى المجالات حيث أن الاستثمار ينشط معه قطاعات أخرى ويخلق ثروات.