استمعت محكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس إلى ساعة متأخرة من نهار أمس، لقرابة 45 متهما في قضية تجنيد نساء في شبكة التنظيم الإرهابي "داعش". وينتظر أن تستمع المحكمة اليوم إلى المرافعات والنطق بالحكم النهائي الذي قد يتراوح بين السجن النافذ والمؤبد لاسيما في حق الرؤوس المدبرة للشبكة الإرهابية بالجزائر. تعود حيثيات القضية إلى نهاية السنة الماضية عندما تمكنت مصالح الشرطة لبومرداس من تفكيك شبكة إرهابية كانت تنشط لصالح التنظيم الإرهابي «داعش» تتكون من 21 شخصا منهم 8 نساء كانوا بصدد الالتحاق بداعش للانخراط فيما يسمى ب«جهاد النكاح». وحسب المعلومات الواردة إلى «المساء»، فإن عناصر مصلحة الجريمة الإلكترونية للأمن الولائي تمكنت من استغلال معلومات على الحساب الشخصي عبر الفيسبوك لطالبة جامعية منحدرة من بودواو، اختفت في ظروف غامضة كان والدها قد تقدم لمصلحة الشرطة للتبليغ بالواقعة، وهو نفس ما حدث مع مواطن قدم تبليغا آخر عن اختفاء زوجته، لتتوصل الشرطة إلى معرفة أن المرأتين قد سافرتا سوّيا إلى تركيا وأن وجهتهما الأخيرة كانت سوريا للالتحاق بتنظيم «داعش» الإرهابي والمشاركة فيما يعرف ب«جهاد النكاح». وحسب تصريح المحامي ابراهيم سدراتي من مجلس قضاء العاصمة ل«المساء» أمس، على هامش جلسة الاستماع، فإن فك خيوط هذه الجريمة والوصول للإطاحة بعناصر الشبكة قد تم عبر تتبع حسابات إلكترونية لاسيما الفيسبوك، حيث تمكنت عناصر شرطة الجريمة الإلكترونية لأمن بومرداس من توقيف الشبكة المتكونة من 45 متهما تنشط عبر عدة ولايات بعد تتبع فيسبوك لكل من الطالبة والزوجة المذكورتين وقائمة الأصدقاء لكل منهما في المقام الأول، لتتوسع المتابعة لعدة حسابات في الفيسبوك لكل فرد عبر قائمة الأصدقاء وكذا تطبيقات المسنجر والانستغرام والفايبر لتصل في الأخير إلى «شبكة مكونة من 21 عنصرا منهم 8 نساء كانوا كلهم ينوون الالتحاق بالتنظيم لحمل السلاح والقتال في صفوف «داعش» بالنسبة للرجال، والمشاركة ضمن «جهاد النكاح» للتنظيم بالنسبة للنساء.»فيما كان توقيف البقية لمشاركتهم في توصيل مبالغ مالية لتغطية تكاليف السفر إلى سوريا، أو لعدم التبيلغ عن الأزواج المختفين ممن إلتحقوا مسبقا بالتنظيم»، يشرح الأستاذ سدراتي. وأضاف أنه قد أعيد تكييف القضية على أساس جناية متابع فيها الموقوفون بتهم: محاولة الالتحاق بجماعة إرهابية خطيرة، حمل السلاح وتمويل جماعة إرهابية وتشجيع منظمة إرهابية تقوم بالخارج والتي تسمى «داعش» والإشادة بها، وعدم التبليغ عن أعمال إجرامية. وينتظر اليوم النطق بالأحكام مع التماس أقصى العقوبات بما فيها المؤبد ضد الرؤوس المدبرة لنشاط التنظيم الإرهابي بالجزائر، لاسيما الرأس المدبر المكنى «أبو مريم الجزائري» الذي يعتبر الزعيم الروحي لداعش بالجزائر الذي يوجد في حالة فرار رفقة ثمانية متهمين آخرين منهم امرأتان. نشير إلى ان المتهمين ال45 الموقوفين ينحدرون من ولايات: بومرداس، الجزائر، بجاية، وهران، معسكر، تيبازة وتيزي وزو، وأنه خلال التحقيقات المعمّقة، توصلت عناصر الأمن إلى معرفة أن تسهيل التحاق العناصر الجزائرية بداعش في سوريا كان عبر العراقوتركيا، وأن ذلك كان يتم عبر أحد المتعاطفين مع التنظيم ينحدر من العاصمة، والذي تم توقيفه وحجز لديه سلاح ناري ومبلغ مليار سنتيم كان موجها لتغطية مصاريف السفر للإلتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي بسوريا..