تمكنت، بحر الأسبوع المنصرم، مصالح الشرطة القضائية لولاية بومرداس، من تفكيك شبكة إرهابية تنشط لصالح التنظيم الإرهابي "داعش"، تتكون من 21 شخصا، من بينهم 8 نساء، كانوا ينوون الالتحاق بالتنظيم الإرهابي للانخراط فيما يعرف ب"جهاد النكاح". حسب ما أفادت به مصادر ل"الخبر"، فإن تفكيك هذه الخلية، التي تعتبر أكبر ثاني خلية إرهابية تعمل على تجنيد العناصر للقتال ضمن هذا التنظيم الإرهابي، بعد تلك التي تضم نفس العدد تقريبا السنة المنصرمة، قد تم بناء على معلومات استقتها مصالح الأمن، بعد توقيف شابة في الثلاثينات من العمر تنحدر من بلدية أولاد هداج دائرة ببودواو غربي ولاية بومرداس، البلدية الحدودية مع العاصمة، كانت تنوي الالتحاق بالتنظيم الإرهابي الذي يقوده "أبو بكر البغدادي" لغرض مشاركة عناصر التنظيم فيما يعرف ب"جهاد النكاح". وقالت ذات المصادر إن الخلية التي تم تفكيكها في دائرة بودواو تضم 21 عنصرا من بينهم 8 نساء، وفيما كان ينوي العنصر الرجالي الالتحاق بالتنظيم وحمل السلاح والقتال في صفوف "داعش"، كان ينوي العنصر النسوي الانخراط ضمن صفوف التنظيم والمشاركة ضمن ما يعرف ب"جهاد النكاح". وكشفت المصادر الأمنية أن الشابة التي تنحدر من أولاد هداج ببومرداس، قد قدمت أسماء وقائمة لنساء كن يحضرن للالتحاق بمعسكرات التنظيم الإرهابي المسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في سوريا عبر تركيا، حيث كشفت ذات المصادر أن النساء المعنيات ينحدرن من منطقة مفتاح بالبليدة وولاية معسكر وكذا ولاية قسنطينة، كما قدمت الموقوفة معلومات مهمة حول صفحات "داعشية" على الأنترنت، تعمل على تجنيد عناصر للقتال لفائدة هذا التنظيم الإرهابي مقابل مزايا مادية. ويعد إحكام قوات الأمن قبضتها على خلية إرهابية تجند فتيات جزائريات لجهاد النكاح لدى تنظيم داعش، سابقة في "تاريخ" محاربة الإرهاب في الجزائر، فزيادة على أن حصائل محاربة الإرهاب لم تتضمن أعدادا لافتة لنساء ضمن التنظيمات الإرهابية، إلا في حالات نادرة، فإن هيكلة نساء جزائريات من أجل "جهاد النكاح"، تعتبر بمثابة أمر صادم لم يخطر حتى على بال الأجهزة المكلفة بمكافحة الإرهاب، حتى عندما تعالت أصوات في الجارة تونس، تحذر من عواقب إرسال عشرات التونسيات إلى معسكرات "داعش" بسورياوالعراق في الأعوام الماضية، وذلك باعتراف مسؤولين بالأجهزة الأمنية التونسية. ومن مؤشرات استبعاد ظاهرة "جهاد النكاح" لجزائريات بداعش، قضاء قوات الجيش على تنظيم "جند الخلافة" الموالي للتنظيم، نهاية عام 2014، بما لم يترك أثرا له، بالقضاء على رأسه عبد المالك ڤوري، لكن الخلايا النائمة، المعتنقة للفكر الجهادي، استنسخت نسخة جهاد النكاح بتونس، وأرادت تنفيذها بالجزائر من خلال تجنيد فتيات جزائريات، للغرض نفسه، رغم قساوة الدروس الآتية من تونس، لتونسياتعدن من معاقل التنظيم، روين هول ما تعرضن له من قبل عناصر التنظيم. بيد أن الفضاء الافتراضي الذي يلغي الحدود الجغرافية، ساهم إلى حد بعيد في "إقناع" جزائريات من قبيل اللواتي تم القبض عليهن ضمن الشبكة الإرهابية بالالتحاق بالتنظيم، رغم أن عدد الجزائريين المقاتلين فيه أقل بكثير من أعداد المقاتلين الملتحقين بسورياوالعراق، من تونس أو المغرب مثلا.