قُدّم أول أمس بالعاصمة العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي الطويل «على دروب الحرية» للمخرج الجزائري أمين قيس، الذي يروي المسار التاريخي لوزارة التسليح والاتصالات العامة (المالغ) في الحكومة الجزائرية المؤقتة، ويسلط الضوء على حياة وكفاح مؤسسها المجاهد الرمز عبد الحفيظ بوصوف. بدأ أمين قيس هذا العمل - المنجز تحت إشراف «جمعية قدماء مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة» - بتقديم لمحة عن حياة عبد الحفيظ بوصوف (1926 - 1980) المدعو «سي مبروك»، وبداياته الأولى في الحركة الوطنية وعلاقاته بكبار قادة الثورة التحريرية، على غرار لخضر بن طوبال وكذا العربي بن مهيدي الذي عُين نائبا له بالمنطقة الخامسة وعاصمتها وهران؛ حيث كان مكلفا آنذاك بناحية تلمسان. وحمل العمل شهادات بطولية مؤثرة للعديد من قدماء ضباط «المالغ»، على غرار عبد الرحمان بروان ومحمد لقمامي، اللذين تحدّثا عن بدايات بوصوف النضالية في ميلة - مسقط رأسه- وبقسنطينة وسكيكدة، ثم تبلور هذا النضال فيما بعد خصوصا بالمنطقة الخامسة بالغرب الجزائري، قبل أن يصبح بوصوف عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية بعد مؤتمر الصومام في 1956، ومن بعدها تأسيسه لهذا الجهاز المخابراتي في 1957، الذي حمل اسم «وزارة التسليح والاتصالات العامة» انطلاقا من عام 1958. كما تطرقت شهادات أخرى قدمها كل من مدير مصلحة التوثيق والبحث التابعة ل «المالغ» محمد خلادي وعدد من أعضاء هذه المنظمة البارزين؛ كعبد الحميد تمار ومحمد نجادي ومنصور أميالي وعبد القادر بوخاري وعلي حملات ومحمد بن تليس، للعديد من المواضيع المتعلقة بهذا الجهاز، على غرار تنظيمه الداخلي، وعلاقته بجيش التحرير الوطني وتجنيده المناضلين والمناضلات ومراقبته الحدود، بالإضافة إلى بعض الأزمات التي مر بها. كما ذكّرت بالدور الذي لعبته قواعد هذا الجهاز المخابراتي بالخارج، كما في وجدة بالمغرب وطرابلس بليبيا والعاصمة تونس، بالإضافة إلى العاصمة المصرية القاهرة، التي اعتبرها عضو «المالغ» علي شريف دروة ك «أهم العواصم على المستوى الدبلوماسي» بالنسبة للثورة التحريرية. تناولت هذه الشهادات المساندة الكبيرة التي لقيتها الجزائر إبان ثورتها وغداة استقلالها من بعض الشخصيات السياسية العالمية المؤثرة، على غرار الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، والمدير الأسبق للمؤسسة الوطنية الإيطالية للمحروقات أنريكو ماتي، الذي برز دوره خصوصا في مفاوضات إيفيان. ومن بين الأمور التي عكسها هذا الفيلم الذي امتد لساعتين و15 دقيقة وحضر عرضه مجاهدون ومسؤولون سامون والعديد من القادة والأعضاء السابقين لمنظمة «المالغ»، الدور الكبير الذين قام به عدد من أبطال هذه المنظمة من الذين اعتمد عليهم كثيرا عبد الحفيظ بوصوف، على غرار مسعود زقار الملقب ب «رشيد كازا» ومحمد روعي المدعو «الحاج باريقو». أشاد دحو ولد قابلية العضو السابق ب «المالغ» ورئيس «جمعية قدماء مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة»، ب «الدور الرائد» الذي لعبته هذه المنظمة في الثورة التحريرية؛ باعتبارها «هيئة دعم كبير؛ حيث مدتها بالسلاح والوسائل اللوجستية وغيرها»، مضيفا في سياق كلامه، أن «25% من ميزانية الحكومة الجزائرية المؤقتة» كانت موجهة لها. واعتبر من جهته مخرج العمل أمين قيس أن هذا الوثائقي يبرز «الدور الكبير الذي قام به المالغ إبان الثورة التحريرية»، مشيرا إلى أن إنجازه استغرق «خمس سنوات كاملة من البحث والتحقيق»، وأنه يأتي في إطار سلسلة وثائقيات من إخراجه، تم إنجازها بمناسبة ستينية الثورة التحريرية. للإشارة، درس أمين قيس، وهو من مواليد الجزائر في 1942 ويعيش بالولايات المتحدةالأمريكية، درس السينما بفرنسا وكندا، وفي رصيده عدد من الأعمال، على غرار الروائي الطويل «قضية رجال» (2008) والفيلم التلفزيوني «شوارع الجزائر» (2002). ثقافيات الجلفة تعنى بمبدعيها تم بدار الثقافة ابن رشد بمدينة الجلفة تخصيص جناح لفائدة أعمال مبدعي الولاية من كتّاب ومؤلفين. جاء الجناح الدائم كمبادرة من أجل جمع كل مؤلفات وأعمال الكتاب الجلفاويين حتى تكون بمثابة إشعاع لإبداعات المثقفين والنخب للتعريف بأبناء الولاية، الذين خط قلمهم في كثير من الميادين الثقافية والعلمية. تجمع الرفوف - التي تبرز عناوين مؤلفات تحمل أسماء كتّاب محليين - عدة فنون في القصة والرواية والشعر والتاريخ والأدب والسير والتراجم، وكلها أعمال تترجم التدفق الكتابي لمبدعين برزوا في محافل وطنية وأخرى إقليمية ودولية. ويشد هذا الجناح اهتمام الزائرين ورواد مختلف التظاهرات الدورية التي تنظمها دار الثقافة «ابن رشد»، وهو ما يعكس نجاعة المبادرة وتعطش النخب والمثقفين لكتّاب المنطقة. وتعمل هذه المؤسسة الثقافية على تنظيم لقاءات كل 15 يوما، يقدم فيها المؤلفون الجدد أعمالهم، ويتناقش معهم الحضور من المثقفين في مضامين ما كتبوا. سعاد ماسي ضيفة القاهرة تحيي سعاد ماسي حفلا غنائيا كبيرا بالقاهرة يوم 20 أفريل الجاري، بمشاركة الفريق المصري الألماني العالمي «كيرو ستيبس» بقيادة الموسيقار باسم درويش. وتُعتبر المشاركة إطلالة بمشروع جديد لأجمل وأشهر ما غنت ماسي. فبعد حفلاتها من تنظيم شركة «صوت ميوزك» في القاهرة والإسكندرية في أفريل 2015، تعود سعاد مرة أخرى إلى القاهرة بمصاحبة الفريق المصري الألماني العالمي، الذي أنهى في مارس من العام الحالي وبنجاح جماهيري كبير، 7 حفلات في ألمانيا بتوقيع كامل العدد. ويحمل المشروع عنوان «أجمل ما غنت سعاد ماسي»، تقدم فيه الأيقونة الجزائرية أجمل ما غنت عبر تاريخها الغنائي الحافل، مثل «غير أنت» و»راوي» و»خلوني» وغيرها من الأغنيات، بالإضافة إلى بعض المفاجآت الجديدة. للتذكير، تحظى سعاد ماسي بشعبية كبيرة في مصر، حيث سبق لها أن شاركت في العديد من مهرجاناتها وتظاهراتها الموسيقية، ولاقت تجاوبا كبيرا من الجمهور، إذ تنفد تذاكر دخول حفلاتها هناك. كما عُرفت في مصر بأدائها دور البطولة رفقة الفنان المصري خالد أبو النجا في الفيلم الروائي الفلسطيني «عيون الحرامية» . وكانت سعاد ماسي قد شاركت نهاية 2015 في الطبعة 7 من مهرجان القاهرة الدولي للجاز، حيث قدمت مجموعة من الأغاني من ألبومها «المتكلمون»، يضم عشرة أغان استوحتها من قصائد أشهر الشعراء العرب القدامى والمعاصرين؛ زهير بن أبي سلمى وامرئ القيس، مرورا بالمتنبي ووصولا إلى أبي القاسم الشابي وأحمد مطر. وزير الثقافة في قمة القيادات الثقافية العالمية يشارك السيد عز الدين ميهوبي وزير الثقافة في أعمال القمة الأولى للقيادات الثقافية العالمية من 9 إلى 12 أفريل الجاري بأبو ظبي، بدعوة من السيدة نورة الكعبي وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية، ومن السيد محمد مبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة. تناقش القمة التي يشارك فيها حوالي 300 شخصية بارزة من القطاعات الحكومية والفنية والتراثية والتعليمية والإعلامية لأكثر من 80 دولة، عددا من المواضيع، أهمها دور الثقافة في مواجهة التحديات العالمية الراهنة والتقنيات الحديثة في تغيير المشهد الثقافي والتواصل بين الحضارات. سيلقي السيد ميهوبي بهذه المناسبة، محاضرة حول «الثقافة والتحولات الراهنة في العالم».