أجمع عدد من المجاهدين وإطارات جهاز التسليح واستعلامات الثورة ”المالغ”، أن مؤسسه المرحوم عبد الحفيظ بوصوف أحد مهندسي نجاح الثورة التحريرية من خلال المهام الموكلة إليه في مقدمتها الاستخبارات، التكوين والتسليح لم يحظ بالإنصاف والمكانة المستحقة بعد الاستقلال حسب شهادة رفيقه في جهاز المالغ عبد المجيد بوزبيد. عدّد، أمس، رفقاء المرحوم عبد الحفيظ بوصوف المدعو سي مبروك، في صفوف الثورة التحريرية وجهاز التسليح والاستعلامات الذي يعود له الفضل في تأسيسه، مناقب الرجل وخصاله الوطنية ودوره في استرجاع السيادة الوطنية، حيث دعا العقيد بدر الدين من جهاز المالغ إلى تخصيص شخصية عبد الحفيظ بوصوف بالدراسات العليا كمشروع قيادة ناجح، وحجته في ذلك أن المرحوم لم يكن يخطط فقط للاستقلال بل إلى ما بعد الاستقلال منذ السنوات الأولى للثورة، وذلك بالتحضير لنخبة تتولى تسيير البلاد خاصة في الملفات الاستراتجية سواء العسكرية كتسليح الجيش وصناعة الأسلحة، وتكوين الإطارات في مختلف المجالات، واستطاع تنفيذ ذلك بفضل شبكة العلاقات التي كان يملكها ببعض الدول العربية وشرق أوروبا، بالإضافة إلى كبار الدول الآسيوية آنذاك كالصين، واستدل المتحدث بآخر رسالة بعث بها جهاز التسليح والاستعلامات لمنتسبيه قبيل الاستقلال يدعو فيها إلى تطوير الجزائر بسواعد كل أبنائها. من جهته أقر العقيد سنوسي حسين من جهاز المالغ بمنتدى جريدة ”المجاهد” أن بوصوف كان بمثابة الأب والمثل الأعلى لكل منتسبي الجهازن والذي كان بمثابة أكبر قاعدة خلفية لانجاح الثورة الجزائرية المباركة في الخفاء، أما على الصعيد العملي فكان سي مبروك حسب المتحدث رجل الأسرار والمهام الصعبة، ومن أبرز المدافعين عن الطرح الديمقراطي سواء في المجلس الوطني للثورة أو في الحكومة الجزائرية المؤقتة. وفي نفس السياق، قال عبد المجيد بوزبيد إن مؤسس جهاز التسليح والاستعلامات العامة كان رقما أساسيا في إنجاح الثورة التحريرية الكبرى، من خلال النتائج التي حققها جهاز ”المالغ” سواء خلال مراحل الكفاح المسلح أو بعد الثورة، غير أنه لم يحظ بالإنصاف والمكانة المستحقة بعد الاستقلال حسب نفس المتحدث. للإشارة لم يتطرق المحاضرون إلى حياة عبد الحفيظ بوصوف بعد الاستقلال، وهي الجوانب التي لا تزال مجهولة في حياة الرجل الرمز في جهاز استعلامات الثورة.