لا يحتاج الإبداع إلى إمكانيات كبيرة، لكن في المقابل يتطلب أن يكون خيال المبدع خصبا، وهو حال الحرفية كريمة راضي التي اختارت إلى جانب تربية البقر، ولوج عالم الأشغال اليدوية، وتحديدا صناعة التحف من مخلفات الطبيعة التي قد تبدو للبعض أنها من دون فائدة، غير أنها بنظرتها الإبداعية تجعل منها تحفا يتنافس عليها الزبائن. الانطلاقة في مجال صناعة التحف التزينية كانت بما يأكله البقر من مادة «التبن» أو «القرط» كما يعرف لدى العامة ، حيث اهتدت إلى إمكانية استغلاله في صناعة بعض التحف، يكفي فقط أن تعد له الصورة التي ترغب في تشكيلها في مخيلتها، بالاعتماد على المقص وبعض الغراء والألواح الخشبية، لتعد تحفة تزينية يصعب تقليدها بسبب دقة صنعها وانفرادها. لم يتوقف إبداع الحرفية كريمة عند أعشاب «التبن»، بل امتد إلى أصداف البحر التي ألهمتها هي الأخرى، فزاوجت بين الأصداف وحجارة البحر في تزيين إطارات اللوحات المختلفة، وشيئا فشيئا وسعت مجالات اهتمامها الإبداعي وانتقت إلى صناعة المزهريات، عن طريق المزج بين الأعشاب والأصداف وأحجار البحر، بما في ذلك الشمعدانات التي خصتها بلمسة جمالية منفردة. تعتبر الحرفية كريمة الطبيعة ملهمتها، لذا تميل إلى إمضاء أغلب وقتها فيها، ليتسنى لها تزويد مخيلتها بما يمكن أن يلهمها في سبيل تطوير حرفتها، وتقول «حرفتي لم أتعلمها، فأنا عصامية والطبيعة ملهمتي، وأتمنى أن تتاح لي فرصة المشاركة في المعارض ليتقرب الزبائن من أعمالي، وأنشئ لنفسي اسما بين الحرفيين المبدعين».