دفعت المعارض الساعية للتعريف بالصناعات التقليدية والطاقات الإبداعية لبعض الشباب الهاوي، إلى تمكين بعض الحرفيين من الاحتكاك ببعضهم البعض لإقامة مشاريع شراكة لتطوير حرفهم والرقي بها، وهو ما حدث مع الحرفي دحمان ملياني الذي تعاون مع الحرفي عبد القادر بغية إعطاء وجه جديد لحرفتهما الخاصة بتحف تزيين المنازل. حدثنا الحرفي دحمان عن فكرة الشراكة قائلا : ”في الواقع، ولوجي عالم الحرفيين كان وليد احتكاكي بالحرفيين الذين ينشطون في مجال التحف التزيينية، لان مهنتي في حقيقة الأمر هي الدهن الفني الخاص بديكور المنازل لما يزيد عن 25 سنة، غير أني اكتشفت منذ مدة أن بداخلي موهبة أستطيع من ورائها صنع تحف أنافس بها أبرع الحرفيين، تتمثل في التحف التزيينية للمنازل بعد أن اطلعت على التحف التي يعدها الحرفي عبد القادر وهو صديق لي”. ويستطرد قائلا : ” ما ان جربت صنع تحف تريينية مماثلة حتى وجدتني أبدع فيها بطريقة مميزة، الأمر الذي جعلني أفكر مليا في التوغل في هذه الحرفة وفهم أسرارها من خلال طرح فكرة الشراكة على صديقي الحرفي عبد القادر لنعمل سويا على إبداع تحف متقنة وفريدة من نوعها، خاصة وانه يملك من الخبرة ما يكفي لنشق طريقنا سويا”. لم يتوقف الحرفي عند هذا الحد من الإبداع، بل عمل على تحويل طاولات المنازل الى أحواض اسماك، هذه الفكرة التي نالت إعجاب وترحيب كل من اطلع عليها، يحدثنا عنها قائلا : ” بالصدفة وقع نظري وأنا أتجول في محل لبيع الأثاث المنزلي على مائدة خشبية وبداخلها اسماك تسبح بالداخل تم جلبها من ايطاليا... استهوتني الفكرة وقلت وانا احدث نفسي: استطيع صنع تحفة مماثلة، وعلى الرغم من أني لم أكن املك المادة الأولية العازلة للماء التي اعتمدت في تشكيل الطاولة، غير أني سرعان ما ابتكرت طريقة تؤمن لي تحويل الطاولة الى حوض سباحة للأسماك باللجوء الى طلي الخشب بمادة تمنع تآكل وتسرب المياه من الخشب، وقمت في ذات الوقت بإدخال تقنية الإضاءة الملونة بطرقة تجعل الأسماك ظاهرة وهي الفكرة التي لقيت إعجاب كل من اطلع على هذا العمل”. يملك الحرفي دحمان الكثير من الأفكار بعد ان انفجرت طاقته الإبداعية التي حدثنا عنها قائلا : ” لم أكن اعلم ان بداخلي هذه الموهبة، فبعد ان ذقت حلاوة هذه الحرفة تدفقت الى مخيلتي الكثير من الأفكار التي اعمل اليوم على تحويلها الى واقع ملموس، حيث أفكر اليوم في الدخول في علاقة شراكة مع بعض النجارين بغية تحويل جانب من الخزائن الى لوحات مائية حية، أي بنقل الأحواض المائية من الطاولات الى الخزائن لمزيد من الجمالية”. وفرة المادة الأولية حفزت دحماني على مزيد من العطاء، حيث قال ”كل ما أعده متوفر في بلادي، غير أني أناشد فقط الجهات المعنية التدخل لتأمين محلات تمكننا من عرض حرفنا للجمهور المتعطش لهذا النوع من التحف.