أشاد السيد حميد قرين، وزير الاتصال، بالمستويات التي وصلت إليها حرية التعبير في الإعلام الجزائري والتي قال إنها خطت أشواطا «لم تسجل في أي بلد بالمنطقة». معتبرا الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة خارطة طريق بالنسبة للقطاع. وأضاف السيد قرين في تصريح للصحافة خلال وقفة الترحم على شهداء المهنة من الصحفيين الذين اغتيلوا من طرف الجماعات الإرهابية خلال العشرية السوداء، أمس، بساحة حرية الصحافة بالجزائر، أن العديد من المسؤولين الأجانب والوزراء الفرنسيين والأمريكيين الذين التقى بهم في مناسبات مختلفة عبروا له عن انبهارهم للمستوى الذي بلغته حرية الصحافة في الجزائر مقارنة بالعديد من دول المنطقة التي لا تزال فيها هذه الحرية مقيدة. وفي سياق حديثه عن هذا المكسب الذي كرسه وعززه أكثر الدستور الجديد المعدل في 2016، دعا السيد قرين الأسرة الإعلامية للحفاظ على حرية التعبير بالتحلي بأخلاقيات المهنة والموضوعية والاحترافية في العمل، ونقل المعلومة للرأي العام. مذكرا بمطلب الرئيس الذي توجه به للصحفيين عبر الرسالة التي وجهها لهم بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير والتي شدد من خلالها على أهمية احترام أخلاقيات المهنة والحفاظ على الوطن من خلال المواضيع التي يتناولونها. الوزير أضاف أيضا أن هذه الرسالة تعد نداء للصحفيين من أجل أن يضعوا الجزائر فوق كل اعتبار وأن يحبوها لأنه – كما قال – «ليس لنا وطن بديل». مضيفا أن هذه الرسالة نداء أيضا لاحترام قواعد المهنة. كما ذكر الوزير بأن رئيس الجمهورية دعا المسؤولين عن وسائل الإعلام إلى توفير الظروف المهنية والاجتماعية للصحفيين لتمكينهم من العمل بارتياح وحرية. في معرض حديثه عن ظروف عمل الصحفيين، تطرق السيد قرين في تصريح أدلى به للإذاعة الوطنية إلى موضوع الحماية الاجتماعية للصحفيين العاملين في القطاع الخاص، حيث أوضح بأنه طلب من وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي إرسال مفتشي عمل للوقوف على الوضع الحقيقي لهؤلاء والكشف عن هذه التجاوزات التي اعتبرها «نوعا من الاستعباد». في رده على سؤال تعلق بوسائل الإعلام التي تقوم بنقل دعوات المقاطعة التي تنادي بها بعض الأطراف هنا وهناك صرح السيد قرين بأن من يريد فعل ذلك فعليه تحمل مسؤولياته، ليستطرد موضحا بأن الميثاق الخاص بالتغطية الإعلامية للتشريعيات الذي تم إرساله لمسؤولي وسائل الإعلام السمعية البصرية المرخصة لضمان التغطية الإعلامية ينص على أنه من المستحسن عدم التناول الإعلامي لهذه المواقف. وتابع موضحا بأن الميثاق المذكور لا يمكنه مناقضة الدستور المعدل الذي ينص صراحة على حرية التعبير المطلقة، إلا أنه يبقى من الضروري التذكير بأن الجزائر تمر اليوم بمرحلة حاسمة تستدعي تجند الجميع لمصلحة الوطن - يقول قرين -. كما حرص وزير الاتصال على الإشارة إلى أن الحديث عن ضرورة ممارسة الصحافة للدور المنوط بها لا يعني بأي حال من الأحوال الحديث عن الأمور الإيجابية فقط والتغاضي عن كل ما هو سلبي. ليجدد تأكيده بأن المطلوب من وسائل الإعلام الوطنية هو نقل الحقيقة كما هي لا غير. الوزير دعا وسائل الإعلام إلى التحلي بالوطنية والتعبير عن حب الوطن من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع اليوم. معبرا عن ارتياحه لأداء الصحافة الوطنية خلال الحملة الانتخابية من حيث عدم تسجيل أي تجاوزات خطيرة تؤثر على سير الحملة. مرجعا بعض النقائص المسجلة التي وصفها بالعادية إلى نقص التجربة المهنية في بعض القنوات التلفزيونية الخاصة الحديثة. في هذا الصدد، ذكر بقناة الشروق التلفزيونية التي أعطت الكلمة لمترشحة للانتخابات بينما القانون ينص على الالتزام بصمت انتخابي بعد انتهاء الحملة. ملاحظا بأن عدم صدور يومية الشروق لا علاقة له بما جرى مع قناة الشروق التلفزيونية»، حيث أوضح أن الأمر يتعلق بقضية تجارية بحتة كون أن هذه الجريدة لديها مستحقات لدى مطابع الدولة – على حد قول المسؤول – الذي أشار إلى أن ديون هذه الجريدة لدى المطابع تبلغ 60 مليار سنتيم، وأنه اقترح على مديرها تحديد أجال للتسديد واحترامه. عن سؤال حول اعتماد القنوات الإذاعية في الجزائر قال السيد قرين أن ذلك سيتم في غضون سنتين على الأكثر لأنه كما أوضح يجب التوفر على الترددات الإذاعية. وبخصوص القنوات التلفزيونية ذكر أنه سيتم منح اعتمادات أخرى بعد الانتخابات التشريعية. وكان وزير الاتصال قد قام أمس بزيارة إلى المركز الدولي للصحافة بفندق الأوراسي، حيث اطلع على مختلف الفضاءات و التجهيزات التي وضعها المركز تحت تصرف الصحفيين والتي تسمح لهم بممارسة مهامهم لتغطية التشريعيات في أحسن الظروف. علما أنه تم اعتماد حوالي 20 صحفيا و50 مراسلا أجنبيا يمثلون أكبر وسائل الإعلام الأجنبية.