دعا وزير الاتصال، السيد حميد قرين، الصحافة الوطنية إلى احترام أخلاقيات المهنة ومبادئ الحرية في كتاباتهم، وأن يكونوا مهنيين ومحترفين دون المساس بالأشخاص أو قذفهم. كما طالب مديري النشر بتحسين الظروف المهنية والاجتماعية للصحفيين لتمكينهم من أداء مهامهم النبيلة على أحسن وجه. ووجّه السيد قرين، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير نداء للأسرة الإعلامية للتحلّي بالاحترافية والموضوعية والتقيّد بأخلاقيات المهنة، مشيرا إلى أن الحرية في التعبير موجودة ومكرّسة غير أنه لا يمكن استغلالها في التجريح وقذف الأشخاص. وطالب السيد قرين، في تصريح للصحافة خلال ترحمه على أرواح الصحفيين الشهداء الذين اغتالتهم الجماعات الإرهابية خلال التسعينيات أمس، بساحة حرية الصحافة بالجزائر رفقة الأسرة الإعلامية، طالب الصحفيين بأن يكونوا أحرارا في عملهم وأقلامهم بقدر ما هم أحرار في شخصيتهم، لكن دون تخطي الخطوط الحمراء للمجتمع ولحرية الأفراد وحياتهم الشخصية. مشيرا إلى أن حرية التعبير شيء مقدس لكنها لا تعني أبدا المساس بالأخلاق والفضيلة والآداب. وأضاف السيد قرين، أن لمديري النشر مسؤولية في تجسيد الاحترافية والموضوعية للحفاظ على المصداقية بحماية الصحفي من الضغوطات وتحسين راتبه، وكذا توفير كل الإمكانيات والوسائل التي تمكّنه من أداء مهامه. مشيرا إلى أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير المصادف ل3 ماي من كل سنة، هي مناسبة تستدعي التفكير في تحسين وضعية الصحفي بمنحه راتبا شهريا محترما يحفظ كرامته مع توفير كل الوسائل التي تمكّنه من الاحتفاظ بحريته، وتمكينه من الاستفادة من دورات تكوينية بما يؤهله لإتقان مهامه وأداء الرسالة الإعلامية بكل موضوعية. وفي رده عن سؤال صحفي تعلّق بالصعوبات التي يواجهها الصحفي في الوصول إلى مصدر الخبر، وعدم الحصول على المعلومة بالرغم من منحه بطاقة الصحفي المحترف التي لم تحل المشكل، فصرح السيد قرين، أن هذه البطاقة جاءت لتحل المشاكل التي ظل يواجهها الصحفي في الحصول على المعلومة، غير أن العراقيل التي لا زال يواجهها الصحفيون من حين إلى آخر قد ترجع إلى عدم توفر المسؤول الذي يقصدونه على المعلومة محل البحث، أو إلى عدم الترخيص له بالكشف عنها من طرف مسؤوليه. لكن سلطة ضبط الصحافة المكتوبة التي تضم 14 عضوا ستعمل على حل هذه المشاكل بعد الانتهاء من عملية انتخاب أعضائها ومباشرة عملها. وفي حديثه عن القنوات التلفزيونية الخاصة، ذكر السيد قرين، بأن خمس قنوات من مجمل القنوات التي لها مكاتب بالجزائر العاصمة معتمدة حاليا فقط، في حين تنشط باقي القنوات بدون اعتماد. داعيا هذه القنوات إلى التحلّي بالاحترافية وعدم الخروج عن أخلاقيات المهنة، والابتعاد عن القذف والشتم. وقام وزير الاتصال أمس، رفقة مجموعة من مديري وسائل الإعلام والصحفيين ووالي العاصمة والسلطات المحلية وكذا عائلة الصحفيين من ضحايا الإرهاب، بوضع باقة من الزهور أمام النصب التذكاري المخلّد لأرواح الصحفيين الذين تم اغتيالهم على يد الإرهاب خلال العشرية السوداء. حيث ترحم الحضور وقرأوا فاتحة الكتاب على أرواح الصحفيين الذين سقطوا في ميدان الشرف لتعيش الجزائر وحرية التعبير وتعلو كلمة الحق خدمة للوطن مثلما أكدته ل«المساء" والدة الصحفي "زينو" الذي كان يشتغل بجريدة "ليبرتي" والذي اغتالته أيادي الغدر سنة 1995 بالبليدة، والتي لم تتخلّف يوما عن حضور احتفالات ال3 ماي منذ اغتيال ابنها الذي لازالت تبكيه بحرقة كبيرة.