كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وزير المجاهدين بالنيابة محمد عيسى أمس، عن تحويل جميع المتاحف إلى متاحف ولائية مستقلة، وتزويدها بقاعدة بيانات إلكترونية من أشرطة وثائقية وصور وشهادات حية عن الحقبة الاستعمارية، بهدف المحافظة على الذاكرة التاريخية وتلقينها للأجيال. وأوضح المتحدث خلال إشرافه على افتتاح الندوة التاريخية المنعقدة بمتحف المجاهد بمناسبة ذكرى مجازر 8 ماي 1945، أن الحكومة وافقت في اجتماع لها في الثالث ماي الجاري على تحويل كافة المتاحف الجهوية إلى ولائية، وتزويدها بقاعدة بيانات إلكترونية وربطها بمواقع التواصل الاجتماعي من أجل الحفاظ على ذاكرة الأمة. وأشار عيسى إلى أهمية أحداث الثامن ماي، التي كانت عبرة ودرسا للجزائريين الذين تأكدوا أن العمل الدبلوماسي لا يجدي مع المستعمر، مشيرا إلى أن الثورة التحريرية انبعثت من رحم هذه الأحداث التي تعتبر وصمة عار في تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر. من جهته، جدد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو، في كلمته مطالبة الدولة الفرنسية بمراجعة مواقفها من الملفات المرتبطة بحقبة الاحتلال، ومواجهة الحقائق التاريخية بكل جرأة، داعيا إياها للاعتراف بجرائمها والاعتذار للشعب الجزائري بما اقترفته في حقه وتعويضه عن الخسائر التي تكبدها. وفي هذا الصدد، اعتبر مجازر الثامن ماي، من أهم العوامل التي دفعت الشعب الجزائري للتعبير عن حقه في الاستقلال وتعلقه بالحرية، مذكرا بما عرفته مدن سطيف، خراطة وقالمة من مظاهرات سلمية تحولت إلى مجزرة دامية. بدوره، أكد والي ولاية العاصمة عبد القادر زوخ، أن المناسبة تشهد على إحدى أبشع جرائم الاستعمار وفضاعة ما ارتكبه في حق الأبرياء، معتبرا أن المظاهرات كانت ضد الظلم والاستبداد وبرهنت صمود الشعب الجزائري. وكان الوالي قد رافق بهذه المناسبة وزراء التربية الوطنية نورية بن غبريط، الصحة وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، الطاقة نور الدين بوطرفة ومحمد عيسى وزير المجاهدين بالنيابة، لتدشين عدة مرافق بالمقاطعات الإدارية لسيدي امحمد، التي شهدت الترحم على أرواح الشهداء بساحة المقاومة بالجزائر الوسطى، وإعطاء إشارة انطلاق قافلة الشباب 8 ماي 1945 بالمتحف الوطني للمجاهد، وتدشين مشاريع منها مركز حقن الدم ومقر جديد لمديرية التربية لغرب العاصمة بالشراقة وعيادة متعددة الخدمات بالدرارية ومشاريع أخرى ببئر مراد رايس والحراش ووادي السمار وحسين داي.