أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المنتهية مهمته، السيد رمطان لعمامرة، أول أمس، أن القارة الإفريقية استطاعت وبصفة تدريجية وضع منظومة مؤسساتية متكاملة، تتمحور حول أجهزة سياسية وتشريعية وأمنية واقتصادية، تهدف إلى ضمان التكفل الفعلي بمجموع التحديات التي يتوجب على القارة مواجهتها على المديين المتوسط والبعيد في إطار مقاربة مشتركة وشاملة. جاء ذلك في كلمة للوزير بمناسبة إحياء اليوم العالمي لإفريقيا الذي يصادف الذكرى ال54 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، مشيرا إلى النضج الذي حققته القارة السمراء في مجال الحكامة الاقتصادية وتجلى ذلك في استقطابها منذ بداية الألفية لاستثمارات أجنبية بصفة، معتبرة بفضل عودة الاستقرار في عدد من دول القارة، فضلا عن الفرص الهائلة التي تمنحها سوق القارة الواعدة والنسبة العالية لفئة الشباب في إفريقيا المتعطشة للقيام بدورها على أحسن وجه. لعمامرة أوضح أن المناسبة تعد فرصة هامة للوقوف على الإنجازات الأساسية والمكتسبات الهامة التي حققتها القارة خلال أكثر من نصف قرن، لإعداد تقييم شامل للوضع واستشراف المستقبل في روح من العزم والشفافية اللذان يتم بهما العمل الإفريقي المشترك. من بين التحديات التي تطرق إليها الوزير مسألة مكافحة الإرهاب التي تشكل موضع انشغال كبير في إفريقيا وبقية العالم، مؤكدا أن «التعاون الإفريقي في الفترة الحالية مع نضوج مسار نواكشوط ومستوى الأداء الذي بلغته لجنة أجهزة الاستخبارات والأمن الإفريقية، إضافة إلى جهازين هامين للأمن المتواجد مقرهما بالجزائر(المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب ووحدة الدمج والاتصال)، قد سجل نتائج معتبرة منوها في هذا الإطار بانعقاد الجمعية العامة الأولى لأفريبول في ماي الجاري بالجزائر والتي جاءت في ظرف «حاسم» لتتوج هذا المسار المثالي للتعاون في المجال الأمني. رئيس الدبلوماسية السابق أثنى باستكمال القوة الإفريقية الجاهزة وتناغم الجهود الثنائية والمتعددة الأطراف في مجال مكافحة الإرهاب والآفات ذات الصلة، مشيرا إلى أنها إنجازات كبيرة ومعتبرة التي يتوجب إدراجها في السجل الحافل للمنظمة القارية اعتبارا لمساهمتها في» بلورة تصور الأمن الجماعي في إفريقيا. سياسيا، أكد السيد لعمامرة أن المنظومة الإفريقية ظلت وفية لتاريخها ومبادئها في مجال التحرر لا سيما فيما يخص تسوية النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا وهي الصحراء الغربية، مذكرا في هذا السياق بموقف الاتحاد الإفريقي التقليدي الداعم لتلبية الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني. قبل أن يختم كلمته، وجه السيد لعمامرة شكره وعرفانه لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، على الثقة الغالية التي وضعها في شخصه وعلى رعايته السامية له في استكمال مسيرته الدبلوماسية الطويلة باعتلائه منصب وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، كما هنأ بالمناسبة السيد عبد القادر مساهل على تنصيبه وزيرا للشؤون الخارجية مبرزا أن هذا التنصيب يتزامن مع إحياء اليوم العالمي لإفريقيا وهي القارة التي يعرفها جيدا السيد مساهل، وقال إن «الخارجية» بين أيادي آمنة. وزير الشؤون الخارجية الجديد اغتنم بدوره المناسبة لتوجيه شكره لرئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها في شخصه بتجديد تعيينه في الحكومة في منصب وزير الخارجية، مضيفا أنها مسؤولية عظيمة لا سيما في هذه المرحلة الهامة التي تعرفها المنظمة، والتي تستدعي من جانبه بذل كل جهده بكل إخلاص وتفاني ليكون جذيرا بهذه الثقة. عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي بالجزائر السفير الكاميروني كلود جوزيف مبافو، أشاد من جهته بالدور الذي لعبته الجزائر في تحقيق السلم والأمن في إفريقيا، مؤكدا أن الجزائر لم تدخر أي جهد لتحقيق الاستقرار في جوارها القريب وفي عموم إفريقيا. للإشارة، تمت مراسم الاحتفال بهذا اليوم الإفريقي الذي احتضنه مقر وزارة الشؤون الخارجية بحضور رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر.