أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد رمطان لعمامرة، أن الجزائر تضطلع بدورها كاملا مكتملا كبلد مصدّر للسلم والأمن والاستقرار، مشيرا إلى أنه سواء تعلق الأمر بمحاربة الإرهاب أو بالتزامها الكامل من أجل تطبيق اتفاق السلم بمالي، وكذا الاتفاق السياسي والمصالحة الوطنية بليبيا، فإن الجزائر تعطي "معنى ملموسا" للاعتماد الجماعي على النفس من أجل مستقبل أفضل للجميع. جاء ذلك في مداخلة لوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا الذي يصادف تاريخ 25 ماي من كل سنة، مضيفا أن "لهذا العمل المشترك مساهمة نوعية في حفظ الأمن الجماعي للقارة برمّتها وخصوصا بالنسبة للفضاء الساحلي- الصحراوي" . لعمامرة أشار في الاحتفالية التي نظمتها وزارة الخارجية إلى أن الجزائر كانت دوما في طليعة الدول المكافحة من أجل وحدة العمل الإفريقي وانتصار قضايا شعوب القارة، مؤكدا قناعتها بهذه المقاربة الجماعية باعتبارها "حاسمة" من أجل تحقيق المطالب المشروعة لإفريقيا حول إصلاح الأممالمتحدة وخصوصا دمقرطة مجلس الأمن كما كرّسه كل من توافق إيزولويني وإعلان سيرت. كما أوضح الوزير أن العمل المشترك "الذي ما فتئ الاتحاد الإفريقي يقوم به والذي يستحق كل تقدير من أجل استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية، يبرز وفاء إفريقيا لتاريخها ولمبادئها"، مشيرا إلى أن تضامن الاتحاد الإفريقي "الفعّال" مع قضية الشعب الفلسطيني "إلا دليلا قاطعا عن الأهمية التي توليها القارة لوحدة العمل من أجل نصرة الشعوب". بخصوص محور التفكير والعمل المعتمد من قبل الاتحاد الإفريقي لسنة 2016 والمتمثل في "السنة الإفريقية لحقوق الإنسان مع التركيز على حقوق المرأة"، شدّد الوزير على أن يضع مجددا" قيمة وكرامة الإنسان في صلب أولوياتنا القارية". الاحتفال الذي صادف زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، ايسلكو ولد أحمد إزيد بيه، إلى بلادنا كانت مناسبة لهذا الأخير للتأكيد على اضطلاع البلدين بدور هام في إرساء السلم والأمن في القارة الإفريقية، مضيفا أن "العلاقة الاستثنائية التي تربط الجزائر وموريتانيا الموطدة بفضل العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين وموقعهما الجغرافي جعلت الجزائر وموريتانيا تحتلان الطليعة في إرساء السلم والأمن في القارة الإفريقية". كما تميز احتفال هذه السنة بحضور وزير الشؤون الخارجية الأسبق، الأخضر الإبراهيمي، الذي ألقى مداخلة تطرقت إلى التوتر الذي مازالت تشهده بعض مناطق القارة لا سيما ليبيا، داعيا الاتحاد الإفريقي إلى مواصلة العمل من أجل تسوية هذا النزاع. كما تأسف لتطرق مجلس الأمن الأممي إلى مفهوم "مسؤولية الحماية" من أجل "تدمير ليبيا". ليستطرد في هذا الصدد "لا يجب تغليط أنفسنا باعتقادنا أن العالم بلغ العدالة الدولية الحقيقية حيث لا يوجد بلد يملك كل العناصر الضرورية التي تؤهله لاحتلال مرتبة دولة حقوق الإنسان". أما السفير الكاميروني بالجزائر وعميد السلك الدبلوماسي الإفريقي كلود جوزيف مبافو، فقد أشاد بدور الجزائر في تحقيق هندسة السلم والأمن في إفريقيا، مؤكدا أن السلطات الجزائرية قد تمكنت من "تحسس وتحديد وفضح المنكر". مبافو أشار إلى "أنه شرف للجزائر التي تشارك بنشاط في تحقيق هندسة السلم والأمن الإفريقي والتي لا تدّخر أي جهد لتحقيق الاستقرار في جوارها القريب وفي عموم إفريقيا." وبعد أن أكد أن الجزائر قد تمكنت "لحسن الحظ من تحسس وتحديد وفضح المنكر"، أشاد السفير الكاميروني من جهة أخرى، "بعزم رؤساء الدول والحكومات الإفريقية" لكونهم وضعوا حقوق الإنسان لاسيما حقوق المرأة "محورا لعملهم وأكثر". للإشارة حضر الحفل أيضا رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي، والمدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، وعدد من أعضاء الحكومة وشخصيات وطنية ووزراء سابقون وسفراء.