كشف البروفيسور نبيل دبزي رئيس مصلحة أمراض الكبد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا أن 23 بالمائة من مرضى الكلى الذين يخضعون لغسيل الكلى بالدياليز مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي وذلك بسبب انعدام شروط النظافة مما يستدعى فرض رقابة صارمة على هذه الأجهزة التي يخضع لها عشرات الآلاف من المرضى والذين يرتفع عددهم ب500 حالة إصابة جديدة سنويا. كما أكد عدد من الخبراء في تدخلاتهم خلال ندوة علمية تكوينية نظمتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالشراكة مع مخبر بيكر، أن انتشار مرض إلتهاب الكبد الفيروسي وارتفاع حالات العدوى بهذا المرض الخطير سببه عدم تنظيف أو تعقيم أجهزة ووسائل العلاج بمختلف التخصصات، وعلى الخصوص بمراكز تصفية الكلى وعيادات جراحة الأسنان، علما أن نسبة الإصابة بهذا الداء في الجزائر تقدر ب1 بالمائة أي ما يعادل 400 ألف حالة. دبزي ثمّن الدواء الجديد المنتج بالجزائر منذ سنة 2015 بتكلفة ضعيفة جدا مقارنة بالدواء القديم المستورد الذي وصفه بالثقيل والمكلف، حيث تصل تكلفة التكفل بالمريض الواحد خمسة ملايين دج على عاتق الخزينة العمومية. وأوضح بالمناسبة أن نجاعة الدواء الجنيس الجديد «صوفوس» أثبت ريادة الجزائر في التكفل بالتهاب الكبد الفيروسي (ج) الذي لم يتوصل العلم بعد إلى اكتشاف لقاح مضاد له. وأشار في ذات السياق إلى أنه من بين الأصناف الستة من إلتهاب الكبد الفيروسي، يبقى الصنف (ج) الذي تجتهد الجزائر من خلال العلاج الجديد للقضاء عليه نهائيا خلال السنوات القليلة القادمة و(ب) الذي تم إدراج اللقاح المضاد له ضمن الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال من بين الأنواع الخطيرة التي تتطور إلى أمراض مزمنة. من جهته، أوضح المستشار الإعلامي لوزارة الصحة سليم بلقسام أنه توجد تعليمة تلزم جراحي الأسنان بتوفير جهاز التعقيم «أوتوكلاف» بعيادتهم، مؤكدا أنه يجب الضرب بيد من حديد كل من يخالف هذه التعليمة حرصا على سلامة المواطن والمريض، مشيرا إلى ضرورة منع كل من لا يوفر من أخصائيين أجهزة ووسائل علاج في عياداتهم لضمان التعقيم عن الممارسة. وعلى هامش أشغال الندوة العلمية التكوينية التي نظمت لفائدة الصحفيين، أعلنت الدكتورة حياة موساوي من مديرية الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن إطلاق قافلة للكشف المبكر عن إلتهاب الكبد الفيروسي من نوع (ج) خلال شهر نوفمبر المقبل وذلك بعد إطلاق الحملة التوعوية التي ستطلقها الوزارة خلال شهر سبتمبر المقبل. وتستهدف حسب ممثلة وزارة الصحة 45 مؤسسة استشفائية عبر القطر يشرف عليها أطباء مختصون في أمراض الكبد والجهاز الهضمي والطب الداخلي، إضافة إلى الطب العام. فيما تم تجنيد قصد التحسيس بهذه العملية ألف وكالة صيدلية خاصة، فضلا عن الومضات الإشهارية التي سيشرع في بثها في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. وبالمناسبة، أشار المدير العام لمخابر بيكر الجزائرية 100 بالمائة وشريك وزارة الصحة في الحملة التوعوية وقافلة الكشف المبكر عن إلتهاب الكبد الفيروسي رشيد كرار إلى أن المخابر ستساهم في هذه العملية في الجانب اللوجيستيكي، فضلا عن إنتاج الدواء الجديد الجزائري 100 بالمائة، موضحا أن مخابره ستقدم الدعم اللازم خلال هذه الحملة وقافلة الكشف المبكر بالمناطق المستهدفة لا سيما المناطق التي شهدت انتشارا واسعا للمرض خلال السنوات الأخيرة.