حذر أخصائيون في الصحة العمومية المواطنين المولودين قبل جانفي 2003 من خطر الإصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي في أي لحظة، داعين إلى التحلي باليقظة والحذر لتفاديها، بداعي أنهم غير محصنين ضده بالتطعيمات اللازمة. دعا البروفيسور نبيل دبزي، رئيس مصلحة مكافحة التهاب الكبد الفيروسي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، والبروفيسور أبركان سعدي من مستشفى باينام بالعاصمة، في منتدى يومية ''المجاهد'' أمس، إلى القيام بدراسات واسعة تكشف حقيقة وضعية التهاب الكبد الفيروسي في الجزائر، خاصة في مناطق جنوب البلاد المحاذية لمناطق الوباء في الدول جنوب الصحراء، مؤكدين أن الأرقام المسجلة في الوقت الحالي ''ليست تمثيلية، ولا تعكس الوضعية الفعلية لهذا المرض في بلادنا''، وذلك في ظل غياب قانون يلزم المواطنين بإجراء عملية الكشف المبكر عن المرض. وقال دبزي إن التكفل بعلاج التهاب الكبد الفيروسي لا يغطي إلا نسبة واحد في المائة فقط من المصابين، الأمر الذي يستدعي بذل مجهودات إضافية لتكفل أفضل وأشمل، خاصة أن الإصابة بلغت مستوى وبائيا متوسطا، بنسبة انتشار تقدّر ب17, 2 بالمائة من عدد المصابين عبر العالم، المقدّر عددهم ب400 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد من فئة ''ب''، وبنسبة واحد في المائة بالنسبة للالتهاب الكبد من النوع ''ج''. ورغم كون الدواء مجانيا منذ 2007 ''إلا أنه غير كاف''، حيث تبقى ''الكويرات المضادة للفيروس ''ب''، غير متوفرة في بلادنا''، إضافة إلى بعض الأنواع من الأدوية، وهو ما يدفع بالأطباء، وفق دبزي، إلى تحرير الوصفات للمرضى، وتوجيههم للبحث عنها في بعض الدول الأجنبية. وكشف محدثنا عن شروع الأطباء، خلال السنة الجارية، في تطبيق علاج جديد للمرض، حيث يعتمد على ثلاثية الأدوية، سيتم طلبها من الخارج، حيث سيكون تطبيقه على 500 مريض لم يتجاوبوا مع العلاجات السابقة، وهو ما يشكل نسبة 30 بالمائة من المرضى الذين خضعوا للعلاج. وعن عمليات التطعيم، أردف البروفيسور دبزي أن البلاد تعرف تذبذبا ملحوظا في توفير اللقاح الخاص بالمرض الذي يقدم بمعدل ثلاث جرعات في السنة، خاصة أن الجزائر تسجل 900 ألف ولادة في السنة، ما يجعلها بحاجة إلى توفير 7, 2 مليون لقاح سنويا. ولفت دبزي إلى دور المستشفيات والورشات المخبرية في تفادي انتشار العدوى، من خلال تعقيم التجهيزات الطبية وفق المقاييس الصحية اللازمة، مبرزا أن عملية نقل الدم غالبا ما تعرّض أصحابها للإصابة بالعدوى، بسبب ضعف عملية التعقيم التي ينبغي أن تستمر لأزيد من نصف ساعة، خاصة أن جهازا واحدا يستعمل لأزيد من 40 مريضا في اليوم. وقال إن مرضى التهاب الكبد يعاملون كأنهم مصابون بمرض السيدا، بعد رفض بعض الأطباء في عيادات طب الأسنان والطب العام وغيرها إخضاعهم للفحوصات، تفاديا لعملية تعقيم تجهيزاتهم بعد الفحص ''وهو الأمر الذي ينبغي أن تقف عنده وزارة الصحة، لأن الأطباء لا يملكون الحق في رفض استقبال المصابين بالمرض''. وأشار إلى ضعف الرقابة والمتابعة في المراكز الصحية، ولدى أطباء الأسنان على وجه الخصوص، حيث تعتبر أماكن ملائمة للإصابة بالمرض، داعيا المواطنين إلى التزام الحيطة والحذر أثناء توجههم إلى ممارسي ما يعرف بالطب البديل، في ظل تسجيل حالات معتبرة لمصابين انتقلت لهم العدوى عن طريق ''الحجامة'' أو ''القطيع''، وكذا نسب هامة بالنسبة للمدمنين على المخدرات. من جانبه، أوضح الدكتور أبركان سعدي أن ألف شخص يخضعون للعلاج ضد التهاب الكبد من نوع ''ب'' سنويا، في حين يخضع 500 شخص للعلاج ضد التهاب الكبد من نوع ''ج''. وكشفت دراسة حول الحالة الوبائية للمرض، والتي أجريت على أزيد من 7000 مصاب بالتهاب الكبد ''ب'' و''س''، خلال العام 2012، أنه منتشر بمختلف أنواعه عبر كل ولايات الوطن، حيث تشكل فئة النساء 40 بالمائة من نسبة المصابين. كما أكدت الدراسة أن الدواء المعتمد في العلاج أثبت فعاليته بنسبة 60 بالمائة، بعد دراسة عيّنة مكوّنة من 700 مصاب.