انتهت البطولة المحترفة لكرة القدم في رابطتها الأولى أخيرا، بإجراء الجولة الأخيرة عشية يوم الأربعاء الماضي، بعد أن تعدت الوقت المسطر لها من قبل، لتعد أول بطولة تنتهي في شهر جوان في العالم، وسيبقى موسم 2016 /2017 استثنائيا وغير منسي، نظرا لكل ما عاشه من أمور بعيدة عن كرة القدم، ومشاكل أثرت على السير الحسن للمنافسة الوطنية، عرفت تبادل اتهامات بين رؤساء النوادي وترتيب المباريات بشكل مفضوح، تكتل البعض ضد البعض الآخر، في غياب تام للمستوى والاحترافية المرجوة، بعد مرور عدة سنوات على مشروع الاحتراف في كرة القدم، والذي يبدو أنه سيبقى حلما فقط، ولن يجسد على أرض الواقع. عرف موسم 2016 /2017 تتويج نادي وفاق سطيف باللقب بعد أن سيطر على المنافسة، ليسترجع «أبناء عين الفوارة» تاجهم الوطني، بعد موسم واحد من فقدانه لصالح اتحاد العاصمة، في وقت لم يكن يتوقع الكثيرون أن ينال الوفاق لقبه الثامن، واللقب ال26 في جميع المنافسات الوطنية والدولية، بالنظر إلى بداية موسم صعبة في البطولة، وقبل ذلك إقصاؤه من رابطة أبطال إفريقيا إداريا من طرف هيئة «الكاف»، هذا القرار كان ضربة موجعة للنادي الذي تأثر معنويا، ووجد صعوبة في كبيرة في بداية الموسم، تحت إشراف المدرب عبد القادر عمراني آنذاك، إلا أنه لم يستسلم وعاد إلى ساحة المنافسة بداية من مرحلة الإياب، حيث استطاع خير الدين ماضوي الذي عوض عمراني، قيادة الفريق نحو اللقب بعد تجربة دامت سنة واحدة مع نادي الوحدة السعودي. من جانبها، كان بإمكان مولودية الجزائر خطف اللقب من الوفاق، لو لم تضيع العديد من النقاط في سباق الصراع على البطولة، لاسيما خسارتها ذهابا وإيابا أمام بطل الجزائر الحالي، وستكون أمام «العميد» الذي ينافس أيضا في مرحلة المجموعات لكأس الكنفدرالية الإفريقية، فرصة الثأر من المتوج باللقب في 24 جوان الجاري، بمناسبة الدور نصف النهائي لكأس الجزائر ضد النسر السطايفي بملعب عمر حمادي. اكتفى إتحاد العاصمة بالمرتبة الثالثة المؤهلة للطبعة القادمة من كأس الكنفدرالية، حيث ضيع أبناء سوسطارة لقبهم بسبب التغييرات العديدة على رأس العارضة الفنية، وهو ما أثر سلبا على استقرار الفريق والمردود العام للتشكيلة العاصمية، وصنع اتحاد بلعباس المفاجأة، حيث تنافس بجدية على حظوظه من أجل ضمان مرتبة مؤهلة لمنافسة قارية في الموسم المقبل، وأنهى أشبال المدرب شريف الوزاني الموسم في المركز الرابع، إثر تفوقهم في آخر جولة على المولودية نائبة البطل (2-3)، وأدى أبناء «المكرة» مشوارا مشرفا بمناسبة عودتهم إلى قسم النخبة، حيث ينافس أيضا على كأس الجزائر وسيواجه «العباسيون» شباب بلوزداد في 20 جوان الجاري بملعب 20 أوت. أندية كبيرة خيبت بمستواها المتواضع من جانب آخر، سجلت منافسة هذا الموسم، خيبات أمل كثيرة بالنسبة للعديد من الأندية التي كانت تعرف بالكبيرة، غير أنها عجزت على أن تتألق وتفرض نفسها في الرابطة الأولى، حيث عاش البعض منها خطر السقوط إلى الرابطة الثانية، ولم تنقذ إلا في الجولات الأخيرة، وأكدت شبيبة الساورة استقرارها وأن بإمكانها تحضير المستقبل بكل راحة، رغم تقهقرها نسبيا في الترتيب العام (خامسة، مقارنة بالمركز الثاني في موسم 2015-2016). وبعد بداية موسم كارثية رمت به في أسفل الترتيب، وتمكن شباب بلوزداد من الخروج بأعجوبة من وضعيته الصعبة، وقد تزامن ذلك مع قدوم المدرب المغربي بادو زاكي الذي سمح لها بتسلق درجات الترتيب، إلى جانب ذلك، تأهله للمربع الذهبي لكأس الجزائر، الذي سيخوضه يوم الثلاثاء المقبل أمام اتحاد بلعباس، ومن بين الخيبات الأخرى، نذكر شباب قسنطينة (9)، شبيبة القبائل (11) واتحاد الحراش (13)، هذه الفرق التي انطلقت في بداية الموسم بنية لعب الأدوار الأولى، لازمت لمدة طويلة المنطقة الحمراء، قبل أن تتنفس الصعداء في آخر أنفاس الموسم، خاصة منها اتحاد الحراش الذي ضمن بقاءه في الرابطة الأولى بفضل التعادل الثمين الذي عاد به من أولمبي المدية (0-0) في الجولة الأخيرة للموسم. من جهتهما، كان لفريقي مولودية وهران (7) وأولمبي المدية بعض الندم، حيث أنهيا الشطر الأول من الموسم في مقدمة الترتيب، مانحين لأنصارهما آمالا عريضة بإمكانية لعب الأدوار الأولى قبل أن يتراجع مردودها فجأة خلال مرحلة الإياب، خاصة أولمبي المدية الذي كاد أن يعود به من حيث أتى، بالنسبة لنصر حسين داي كان موسمه متذبذبا، فيما اضطر دفاع تاجنانت إلى التخلي عن مدربه الأسطوري ليامين بوغرارة، ليحقق استفاقته وبالتالي تأكيد حضوره لموسم إضافي في قسم النخبة. في قاع الترتيب رافق سريع غليزان (14) كلا من شباب باتنة (15) ومولودية بجاية (16) اللذين تحدد مصيرهما منذ عدة أسابيع، للرابطة الثانية الموسم المقبل. ورغم خصم ست نقاط من رصيده في بداية الموسم، إلا أن أشبال المدرب التونسي معز بوعكاز لم يفقدوا الأمل وأبلوا البلاء الحسن لتحسين مرتبتهم، ولم يستسلموا في آخر الأمر إلا بفارق سلبي للأهداف مع منافسهم المباشر اتحاد الحراش. أما شباب بباتنة، فقد أثبت مرة أخرى عدم استقراره في قسم واحد، حيث عاد إلى القسم الثاني موسما واحدا فقط بعد مغادرته له، فيما أنهت مولودية بجاية الموسم في الصف الأخير، بعد أن نشطت نهائي كأس الكنفديرالية الإفريقية لنسخة-2016، لتدفع بذلك ثمن الصراعات الداخلية على منصب رئاسة النادي، بالإضافة إلى أزمة مالية خانقة. في المجموع، تم تسجيل 490 هدفا في 240 مباراة للرابطة الأولى لموسم 2016-2017، أي بمعدل (04ر2 هدفا للمباراة). إحصائيات الرابطة الأولى «موبيليس» 2016 / 2017 بطل الجزائر: وفاق سطيف (تأهل لرابطة الأبطال الإفريقية) مولودية الجزائر (2 - تأهلت لرابطة الأبطال الإفريقية) اتحاد الجزائر (3 - تأهل لكأس الكونفديراليا الإفريقية) الأندية النازلة للرابطة الثانية: سريع غليزان (14)، شباب باتنة (15) ومولودية بجاية (16) الأندية الصاعدة للرابطة الأولى: نادي بارادو (1) اتحاد البليدة (2) واتحاد بسكرة (3) أحسن هداف: أحمد قاسمي (نصر حسين داي - 14 هدفا) عدد الأهداف المسجلة: 490 في 240 مباراة (بمعدل 04ر2 في كل مباراة) أحسن خط هجوم: اتحاد الجزائر (50 هدفا) أحسن خط دفاع: اتحاد الحراش (21 هدفا) أسوأ خط هجوم: اتحاد الحراش (15 عدفا) أسوأ خط دفاع: مولودية بجاية (49 هدفا) أكبر نتيجة مسجلة: اتحاد الجزائر- اتحاد بلعباس (6-2) في الجولة ال28 أكبر عدد من الانتصارات: وفاق سطيف (17) أكبر عدد من الهزائم: مولودية بجاية وشباب باتنة (17) أكبر عدد من التعادلات: اتحاد الحراش (15) أقل عدد من الانتصارات: مولودية بجاية (3) أقل عدد من الهزائم: وفاق سطيف (7) أقل عدد من التعادلات: وفاق سطيف، اتحاد بلعباس وسريع غليزان (6).