لم تكتمل فرحة سكان بني موحلي الواقعة بأقصى المنطقة الشمالية لولاية سطيف، باستفادة منطقتهم بمنشأة صحية جديدة عبارة عن عيادة متعددة الخدمات، جاءت للتخفف من معاناة طال أمدها في ظل انعدام أبسط المرافق الصحية بالمنطقة، بعدما كان سكانها يجبرون على قطع مسافات طويلة لنقل مرضاهم بغية تلقي العلاج، خصوصا بالنسبة للنساء الحوامل أمام نقص القابلات في الجناح الخاص بالولادة، مما رهن التكفل الأمثل بنساء قرى ومداشر المنطقة. تتواصل معاناة سكان بلدية بني موحلي مع قطاع الصحة، الذي بات لزاما على القائمين عليه على مستوى الولاية، إعادة النظر في العديد من الأمور المتعلقة بالقطاع، لما له من أثر وانعكاسات على يوميات مواطني هذه المنطقة المعروفة بصعوبة تضاريسها، وكانت محل سلسلة من الاحتجاجات المطالبة بإنجاز مستوصف أو قاعة للعلاج تضمن التغطية الصحية في جميع التخصصات، حتى تغنيهم مشقة التنقل إلى البلديات المجاورة لتلقي العلاج وقطع مسافات أطول، لاسيما إذا تعلق الأمر بالنساء الحوامل. وبالرغم من إقدام السلطات المحلية على إنجاز عيادة متعددة الخدمات، إلا أن ذلك لم يشفع للقائمين على قطاع الصحة بالولاية أن يبقوا محل انتقادات الجميع، بفشلهم الذريع في توفير منشأة طبية تتوفر على جميع التخصصات الطبية، في مقدمتها قابلات ومختصات في الولادة، مما يبقي معاناة السكان في استمرار إلى أجل غير مسمى. فبعد أن استحسن سكان قرى ومداشر البلدية وضع العيادة متعددة الخدمات الجديدة حيز الخدمة مع مطلع السنة الجارية، وكانت المنطقة تتوفر على قاعة علاج عبارة عن بناية قديمة ضيقة تنعدم بها أبسط الضروريات، تم إنجازها بمعايير تتماشى وعصرنة قطاع الصحة وتجهيزها بأحدث التجهيزات، حيث يضمن هذا المرفق الصحي الجديد المناوبة والاستعجالات الطبية إلى غاية الساعة الثامنة ليلا، كما تضم هذه العيادة جناحا خاصا بالولادة يعد حلما بالنسبة لسكان هذه المنطقة، بعدما ظلوا لسنوات طويلة يطلبون بإنجاز قاعة للولادة، بالتالي وضع حد للتنقل إلى مستشفى بني ورتيلان، غير أن ذلك لم يتحقق أمام نقص القابلات لضمان مناوبة مداومة يومية بدار الولادة وجعل خدمتها تقتصر على 15 يوما فقط خلال الشهر، في حين يتم نقل الحوامل خلال النصف الثاني من الشهر إلى مستشفى بني ورتيلان، الأمر الذي استاء له سكان البلدية، خاصة أن هذه الأخيرة تفتقر للخدمات الصحية في ظل تواجد قاعة علاج واحدة بقرية أحفير، عبارة عن هيكل بدون روح لا تزال مغلقة إلى يومنا، حيث يأمل السكان بتدعيم العيادة بقابلات من أجل ضمان الخدمة للنساء الحوامل طيلة أيام السنة، وتمديد عمل مصلحة الاستعجالات الطبية على مدار 24 ساعة كاملة، مع توسيع خدماتها الصحية.