أعلنت حركة مجتمع السلم «حمس» رفضها المشاركة في المشاورات التي دعا إليها الوزير الأول عبد المجيد تبون من أجل وضع إستراتيجية شاملة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد. جاء ذلك على لسان رئيس الحركة عبد الرزاق مقري خلال اجتماع مجلس الشورى الوطني أمس بمقر الحركة بالجزائر العاصمة، والذي برر موقف حزبه بتخوفه من «محاولة توريطه» في سياسات وصفها بغير «الشعبية» من خلال «إعطاء الشرعية لقرار مراجعة سياسات التحويلات الاجتماعية تضعه في مواجهة غضب الشارع». غير أن السيد مقري أعلن بالمقابل استعداد حركته لدعم الحكومة من الخارج شريطة إطلاقها إصلاحات سياسية تضم إنشاء لجنة مستقلة للإشراف وتنظيم الانتخابات المقبلة. بالمقابل، أشاد المسؤول الحزبي بالسياسة الخارجية الجزائرية من مختلف الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية، مستدلا في ذلك بالموقف الجزائري من الأزمة في تونس وليبيا والأزمة المندلعة مؤخرا في منطقة الخليج العربي. من جهة أخرى، نفى عبد الرزاق مقري أن يكون قد تعرض في تصريحاته خلال مؤتمر حل حركة التغيير بالسوء لأحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الديمقراطي أو وزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوراب القيادي في نفس الحزب. واعتبر أن استهداف أويحيى له يعد بمثابة «مؤشر على فقدان ثقة أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي في نفسه ومحاولة للتموقع تحسبا للانتخابات الرئاسية المقبلة». ولدى مطالبته الكشف عن مضامين تقرير اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات التشريعية الأخيرة، عبّر مقري عن يقينه بأن رئيس الجمهورية «يملك أدلة على أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة لم تتجاوز 10 بالمائة.. وأن حركة حمس كانت القوة الأولى في تلك الانتخابات». وانطلقت أمس، بمقر «حمس» دورة مجلس الشورى الوطني للحركة لوضع اللمسات الأخيرة لاستكمال مشروع الوحدة بين حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير التي كان رئيسها عبد المجيد مناصرة قد أعلن عن حلها مؤخرا. وتسبق هذه الدورة عقد المؤتمر التوافقي المنتظر عقده في ال21 من الشهر الجاري، وذلك بالمصادقة على الوثائق النهائية لمشروع الوحدة الاندماجية. وكان عبد الرزاق مقري قد جدد في تصريحات سابقة على أن الوحدة مع جبهة التغيير ليست ظرفية فرضتها الاستحقاقات الانتخابية الماضية كما روجت له بعض الأطراف الإعلامية، وإنما هو مشروع جاد ليجسد على أرض الواقع وسيسجل في سجل الإنجازات السياسية بوصفه إضافة للثقافة السياسية.