طالب ثلة من طلبة كلية علوم المهندس بجامعة بومرداس، حاملو المشاريع، الجهات الوصية بضرورة توفير الدعم المادي بما يسمح بتجسيد الاختراعات الهادفة لدعم الاقتصاد الوطني، وهو المطلب الذي تبناه عدد من الأساتذة، الذين أكّدوا من جهتهم على أهمية المشاريع البحثية التي تمّ عرضها بصالون الطلبة حاملي المشاريع المهتمة بالطاقات المتجّددة، الذي اختتم أمس بكلية علوم المهندس لجامعة "أمحمد بوڤرة". قال البروفسور عبد الحكيم بن تليس رئيس جامعة بومرداس في حديث إلى "المساء"، أن الجامعة، في سياق سعيها إلى تطوير التكوين النوعي للطلبة، لاسيما في سنوات التخرج، قد بادرت إلى عقد اتفاقيات متعددة مع عدة شركاء في سبيل ضمان تكوين جيد للطلبة، ومنه تنظيم تظاهرات تعنى بتشجيع الطلبة لإنشاء مؤسّسات مصغرة ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، على غرار صالون المشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة الذي احتضنته كلية علوم المهندس من 03 إلى 09 جويلية الجاري وعرض خلاله 12 مشروعا، كلها مشاريع مهمّة تهتم بالطاقات المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. وأكد المسؤول أنها مشاريع يمكن تطويرها لتصبح مؤسسة مصغرة من إنشاء الطالب نفسه، "وهو أول ما تسعى إليه جامعة بومرداس برسم الدخول الجامعي المقبل بتفعيل دار المقاولاتية". ومن المشاريع المعروضة بالصالون، مشروع للطالبة بقسم "ماستر 2" وهيبة بن يحي الخاص بتجارب مقارنة بين عدة مواد لصنع الألواح المستعملة في طاقة الرياح بين الخشب والألومنيوم ومواد مركبة لمعرفة الأحسن في توليد الطاقة عن طريق الرياح، ولفتت الطالبة إلى صعوبات تعرقل مشاريع البحث بهذا الحجم، والمتمثلة أساسا في نقص الدعم، وهو ما أكّده أستاذ الهندسة الميكانيكية جمال بودياب الذي طالب بدعم الإعانات الموجهة للبحوث العلمية بالجامعات حتى لا يبقى التكوين مقتصرا على النظري فقط، يقول "أعتقد أنه لا بد من اهتمام سياسي حقيقي وعلى أعلى المستويات من أجل تطوير البحوث الجامعية المتخصّصة التي تحمل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، اليوم نطالب بدعم حقيقي وفوري للجامعة، أي أن يتم تخصيص مبالغ بالجامعة ليتم توفيرها عند الشروع في إجراء البحوث بالتسهيلات المطلوبة، لأن أي تأخير لا يساعد الطالب ولا السنة الجامعية". في السياق، تطالب الأستاذة فضيلة قراش أستاذة في قسم الصناعة الميكانيكية بنفس الكلية، بنوع آخر من التسهيلات يتعلّق بتمديد السنة الجامعية للطلبة حاملي المشاريع على الأقل بشهر واحد، بما يسمح للطالب بإعداد مذكّرات نهاية التخرج، لأنه صاحب اختراع، كما طالبت أيضا بتخصيص مخابر بحث واسعة وتوفير الدعم المادي لتوفير المواد وإجراء الاختراعات كما ينبغي. ومن الاختراعات المشاركة في الصالون؛ اختراع الطالب في "ماستر 2"؛ عبد القادر عليوان الذي اخترع آلة لتسخين الماء باستعمال بقايا ثمرة الزيتون، وشرح الطالب اختراعه بالقول بأنها ماكينة تعتمد على بقايا الزيتون كطاقة متجدّدة بغرض تسخين الماء إلى درجة الغليان دون استعمال الغاز أو الكهرباء، مما يسمح باقتصاد هاتين الطاقتين، مبرزا أنها آلة لا تتطلّب الكثير من المواد لصناعتها وموجهة بالدرجة الأولى لسكان القرى والمداشر التي تعاني غياب الربط بمادة الغاز الطبيعي. أما الطالب في السنة الأولى دكتوراه، طالب فرحات، فقد شارك باختراع آلة التدفقات متعددة المراحل، وهي آلة محاكاة موجهة للبحث العلمي كنموذج تجريبي للقيام بتجارب علمية لدراسة ضياع الطاقة في القنوات أو الأنابيب الأفقية والعمودية، وطالب بدعمه هو وفريق البحث معه من أجل الوصول إلى عمل نماذج أخرى من نفس الآلة بهدف تسويقها لمخابر البحوث بجامعات الوطن من أجل الدراسة التطبيقية للطلبة.