كشف مدير المركز الوطني لتطوير الطاقات المتجددة (سيدار)، البروفيسور نور الدين ياسا، أمس، عن الاكتشاف الخارق الذي توصل إليه الباحث سعيد بوهلال، من جامعة سطيف، لإعادة تركيب البلاستيك وإعادته إلى تركيبته الأصلية، مؤكدا بأن مزايا هذا الاكتشاف «الثوري» تحمل أبعادا بيئية وتنموية على اعتبار أنها ستستمح بتوسيع الاستعمالات الصناعية للتركيبة المكتشفة. هذا الاختراع الذي سبق لمدير البحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن تحدث عنه، وترك حالة الترقب بالامتناع عن تقديم تفاصيل حول طبيعته ولا اسم الباحث، سيمكن حسب التوضيحات التي قدمها البروفيسور ياسا، في حصة «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة من إحداث ثورة في طريقة تصنيع البلاستيك، ما سينعكس حسبه بالإيجاب على مجال حماية البيئة من جهة، وعلى عوامل دعم التنمية المستديمة من جهة أخرى، بالنظر إلى أن هذا الاكتشاف سيطور الاستعمالات الصناعية لتركيبة البلاستيك. الاكتشاف الجزائري الذي يرتقب أن يتم عرضه بمناسبة الصالون الوطني للابتكارات الذي يفتتح اليوم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، توصل إليه حسب البروفيسور ياسا الأستاذ الباحث سعيد بوهلال، من جامعة سطيف، وهو باحث متميز، يمتلك 10 براءات إختراع مودعة لدى الهيئات المختصة بالولايات المتحدةالأمريكية «منها 4 براءات اختراع مستغلة بالجزائر بعد أن تنازل عنها سخاء لصالح المنفعة العامة». ويتمثل هذا الاختراع في ابتكار طريقة جديدة لإعادة تشكيل تركيبة البلاستيك عبر ميكانيزمات تفاعلية تساعد على إعادة هذه التركيب إلى مركبه الأصلي، مع إمكانية استعماله في صناعة مواد أخرى. وضم البروفيسور ياسا، صوته إلى صوت البروفيسور أوراغ، بدعوته إلى تثمين مجالات البحث في الجزائر، واستغلاله في تطوير الاقتصاد الوطني، مشيرا في سياق متصل إلى أن هناك العديد من المؤسسات الوطنية الاقتصادية والصناعية بدأت تلجأ إلى الحلول التكنولوجية التي يتم تطويرها بمراكز البحث الجزائرية. واستعرض مدير مركز تطوير الطاقات المتجددة بالمناسبة بعض الابتكارات الرائدة التي توصل إليها الباحثون الجزائريون، على غرار تصميم السيارة الكهربائية التي تشتغل بالطاقة الشمسية، والدراجة الهوائية التي تشتغل بمحرك هيدروجيني وغيرها من الاختراعات، يأمل الباحثون أن تجد طريقها للاستغلال التطبيقي في قطاعي النقل والفلاحة. كما تطرق البروفيسور ياسا، إلى بعض الاختراعات ذات العلاقة بمجال ترقية استعمال الطاقات البديلة، كالطاقة الشمسية والحرارية وطاقة الرياح، فضلا عن الابتكارات المتعلقة بقطاع الصحة ومنها تصميم النظام الجديد لحفظ اللقاحات في الأماكن غير الموصولة بالكهرباء. وبعد أن أبرز أهمية مشروع إنجاز محطة شمسية بطاقة 4000 ميغاوات بالجنوب الجزائري، والذي سيسمح حسبه بتنويع الحاجيات الوطنية من الطاقة، لفت البروفيسور ياسا، إلى المزايا التي يتيحها صالون الابتكار المنظم من 18 إلى 21 ماي الجاري، في التعريف بالقدرات الوطنية في المجال العلمي، والكشف عن الاختراعات التي توصلت إليه مراكز البحث والمخابر الوطنية والنوادي العلمية في مختلف المجالات، بما فيها مجال الأمن الغذائي وتكنولوجيا الرقمنة والطاقات المتجددة وحماية البيئة.