أبرز أساتذة باحثون ومختصون في مجال الطاقات المتجددة أمس، بالجزائر العاصمة أهمية التباحث والتشاور بين مخابر البحث المتخصصة التابعة للجامعات حول كيفية استغلال ما توصلت إليه البحوث العلمية في مجال توظيف الطاقة المتجددة، باعتبارها الرهان المستقبلي للدول. شوأوضح المختصون خلال اليوم الدراسي العلمي الذي نظمته جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا حول موضوع الطاقات المتجددة بمشاركة مجموعة من مخابر البحث المتخصصة التابعة للجامعة أن التوجه نحو استغلال هذه الطاقات كأشعة الشمس والرياح والمياه وتوظيفها في مختلف جوانب الحياة يتطلب تدخل مراكز ومخابر البحث المختصة لإعداد الدراسات التقنية والبحوث المساعدة على التحكم في خصوصيات وتقنيات هذه الطاقات بما يتماشى وطبيعة المناطق الجغرافية. ودعوا إلى تكثيف الجهود وتضافرها لاختيار أحسن البحوث والدراسات التطبيقية في هذا المجال حتى يتمكن المعنيون من التحكم في المشاريع المبرمجة في ميدان الاستثمار في الطاقات المتجددة البديلة للبترول. وأكدت البروفيسور فتيحة يوسف تومي من كلية الإلكترونيك والإعلام الآلي ''مخبر معالجة الصور والأشعة'' بضرورة التحكم الفعال في توظيف هذا الجانب الطاقوي الهام في ترقية الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الشاملة من خلال الاعتماد على البدائل البحثية الجديدة التي توفرها مراكز البحث الجامعية. وأضافت أن تحقيق ذلك يتوقف على عاملي المعرفة والإبداع اللذين يعتبران محركا قويا لهذا التوجه الذي يستدعي في مرحلة أولى إرساء قاعدة استقطاب وتجميع هذه الطاقات كالشمس والرياح والمياه،، وغيرها. من جهته، دعا الأستاذ رابح ديران من مخبر الميكانيك المتقدمة بكلية الهندسة الميكانيكية لجامعة هواري بومدين إلى التحكم الجيد في تقنيات تخزين الطاقات المتجددة وضمان خدمات توزيعها بطريقة منتظمة. مشيرا إلى الدور الكبير لمراكز البحث العلمية في تطوير بحوث تكنولوجيات التخزين والتوزيع مع مراعاة حجم الطلب على هذه الطاقات. وبدوره، أكدالبروفيسور عز الدين لونيس من مخبر العلوم وهندسة المواد بكلية الهندسة الميكانيكية ضرورة المراقبة الدورية للمواد المستغلة في توظيف الطاقات المتجددة كالهيدروجين والسيليسروم ومختلف الزيوت الصناعية لضمن الاستغلال الأمثل لهذه الطاقات والمشاريع الصناعية. ومن جهة أخرى، تناولت عدة مداخلات لباحثين ومتخصصين يمثلون مختلف المخابر العلمية التابعة لجامعة هواري بومدين المساهمة في تطوير أنظمة استغلال الطاقات المتجددة وتكنولوجيات إنتاج الطاقم الشمسية إضافة إلى تكنولوجيات آلات التبريد وتطبيقات تحلية مياه البحر.. وغيرها. ويهدف اليوم العلمي الدراسي الذي بادر به مخبر الميكانيك المتقدمة بالجامعة إلى جمع الأساتذة والباحثين الأكاديميين في مجال الطاقات المتجددة لمناقشة آخر المبتكرات وكيفية توظيفها في تطوير هذا الرهان الطاقوي الجديد الذي تتجه إليه الجزائر. كما ترمي هذه المبادرة إلى إقحام جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في البرنامج الوطني الخاص بهذه الطاقات.