كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن الجزائر ستباشر مفاوضات مع المملكة العربية السعودية، بداية 2018، تهدف من خلالها إلى رفع حصتها من الحجاج إلى 41 ألف لكن قبل ذلك ستقوم بتسجيل إحصاء السكان الجديد في الجزائر رسميا الذي سيسمح لها بذلك. وأضاف عيسى أنه تم الاتفاق هذه السنة بين الطرفين على استرجاع حصة الجزائر لما قبل أشغال التوسعة للحرم والمقدرة ب36 ألف حاج. وأوضح عيسى، أمس، منتدى يومية «المجاهد» أن السلطات السعودية طلبت من الجزائر تقديم طلب استثنائي لرفع حصتها إلى 41 ألف بعد أن بلغ عدد سكانها إلى 41 مليون نسمة وانتظار الرد إما بالقبول أو الرفض وهو ما لم تحبذه الجزائر التي فضلت انتظار سنة 2018 وبعد تسجيل إحصائها الجديد رسميا للحصول على حصتها المناسبة لعدد سكانها. كما أعلن الوزير، بالمناسبة، عن تفعيل المسارالإلكتروني ستسمح لذوي الحجاج الميامين بمتابعة حجاجهم عن بعد كل تحركاتهم وأين ذهبوا بالبقاع المقدسة عبر شرائح إلكترونية مجانية ستمنحها السلطات السعودية بالمجان تعوض الأساور الالكترونية التي أعلنت عنها وزارة الشؤون الدينية والتي قال الوزير إنها أثارت جدلا. عيسى أعلن عن لقاء سيجمعه اليوم بالمدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، يوسف عزوزة، للتحاور حول المسار الإلكتروني الجديد وهو عبارة عن بوابة إلكترونية مرتبطة بأجهزة كمبيوتر في الجزائر تتابع حركة الحجاج في مكة والمدينة وجدة بالإضافة إلى أجهزة الكترونية لمرافقة الحركة وعلى مستوى مطارات الإقلاع لتسجيل الحجاج إلكترونيا. وعن تكلفة الحج خلال هذا الموسم، جدد عيسى أنه تبقى في حدود 496 ألف دينار وهي أخفض تكلفة مقارنة بالدول الأخرى، مضيفا أن الدولة تدعم الطيران وترجع للحاج حوالي 800 أورو وهم بالبقاع المقدسة للسماح لهم باقتناء ما يرغبون من هدايا وأغراض لعائلاتهم. وعن تقييم موسم الحج 2016، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أنه كان ناجحا وقد تلقى قطاعه تهاني الحكومة إلا أنه اعترف بتسجيل بعض الأخطاء والاختلالات تم بسببها إنهاء مهام أربعة إطارات من الوزارة وديوان الحج والعمرة. وزير الشؤون الدينية جدد بالمناسبة، ردا على سؤال يتعلق بانحراف بعض الأئمة من خلال خطاباتهم، التأكيد أن وزارته تتحكم في الخطاب المسجدي ليس ديكتاتوريا ولا بيروقراطية ولا إدارية وإنما بطرقة تربوية مشيرا إلى أن الجزائر البلد الوحيد في العالم العربي الذي لا يملي الخطاب على الإمام. وقال عيسى إن الإمام يخطئ والخطأ يتفاوت فإذا كان خطأ جسيما يعرض نفسه لإجراءات عقابية كونه موظف من موظفي الدولة، مؤكدا في السياق أن الأخطاء التي يرتكبها الأئمة تراجعت كثيرا مقارنة بسنوات التسعينات. وعن سؤال يتعلق بأئمة ينتقدون المناهج التربوية ويدعون الأولياء إلى اختيار المدارس القرآنية بدل المدارس العمومية، قال عيسى إن حركة «بوكو حرام» في نيجيريا نشأت على أساس دعوة الناس إلى عدم التمدرس في المدارس الحكومية لأنها تخرج نمطا مستغربا وحملهم على أن يدرسوا علومهم ومعارفهم في المؤسسات الدينية المحلية ولذا، يضيف عيسى، نلاحظ أنها تهاجم المدارس والثانويات وتقوم بخطف الأطفال وتقتل الأساتذة. «هذه الفكرة إذا دخلت إلى الجزائر فإنها الكارثة»، يضيف وزير الشؤون الدينية، الذي أضاف أنه لا يظن أن الشعب الجزائري يؤمن بهذه الخلفية إلا أن، حسبه، هذه الخلفية بدأت بهذه البساطة في نيجيريا ثم تطورت لتصبح ما هي عليه حاليا، معلنا أن إدارته سوف تتدخل لتقويم الوضع للتقصي في الأمر والتأكد من وجود الخلفية من عدمها وان الأئمة المعنيين الذين يثبت وجود الخلفية فيهم سيتم إبعادهم عن المنبر. أما عن حادثة دفن إمام بمسجد ولاية الشلف وهو الخبر الذي تداولنه مواقع التواصل الاجتماعي بالصور، طمأن الوزير بأن التقارير التي وصلته تؤكد أن الإمام المعني دفن على الرصيف المتواجد خلف المسجد وليس بداخله، معلنا أن والي ولاية الشلف أمر بفتح تحقيق في القضية لمعرفة حقيقة ما حدث.