أعلن الشيخ بربارة المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة أن ملف العمرة الذي سجل عدة تجاوزات في المدة الأخيرة تم طيه حاليا على أن تتم إعادة فتحه بعد انتهاء موسم الحج، مشيرا إلى ضرورة خلق جو عمل محكم بين الديوان والسلطات السعودية من أجل تنظيم العمرة وتفادي مشاكل المعتمرين الراغبين في البقاء بالبقاع المقدسة بعد أدائهم للعمرة إلى غاية موسم الحج. وأضاف الشيخ بربارة أن مصالحه سجلت عدة حالات لمعتمرين لم يعودوا لأرض الوطن بعد إتمام مناسك العمرة رغبة منهم في البقاء في السعودية من أجل أداء فريضة الحج، محملا المسؤولية لبعض الوكالات السياحية التي تتولى مهمة تنظيم العمرة والتي لا تهتم بإعادة زبائنها بعد إتمام الشعائر. وهو السياق الذي استغله المتحدث الذي نزل ضيفا على حصة "منتدى إذاعة القرآن الكريم" أمس ليوضح لهؤلاء المواطنين أن التحايل في الحج غير مقبول، كما أن لامبالاة هذه الوكالات يعتبر خرقا للاتفاق الموقع مع السلطات السعودية والذي ينص على عودة المعتمرين إلى بلادهم قبل انطلاق موسم الحج. وفيما يخص أفراد الجالية الجزائرية بالخارج المتوجهين للبقاع المقدسة أكد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة أن مصالحه اتصلت بوزير الخارجية لمساعدتها على تنظيم عملية الحج لصالح المغتربين، حيث وجهت وزارة الخارجية تعليمات للسفارات والقنصليات الجزائرية الموجودة بالخارج وخاصة بفرنسا من أجل توجيه هؤلاء الجزائريين للوكالات السياحية التي لها مصداقية في تنظيم الحج قصد تفادي المشاكل الناجمة عن سوء التنظيم وتحايل بعض الوكالات التي لا يهمها إلا جمع المبالغ المالية مثلما حدث السنة الماضية مع 2000 شخص وقعوا ضحية بعض الوكالات بفرنسا بعد أن تقاضت منهم ما قيمته 3500 أورو على الفرد الواحد المتوجه لأداء مناسك الحج دون التكفل به، حيث وجد هؤلاء المغتربون أنفسهم تائهين بمدينة جدة ولا يوجد من يوجههم. وفي هذا السياق أكد الشيخ بربارة أن البعثة الوطنية للحج ستؤطر هؤلاء الحجاج رغم أنهم جاؤوا من الخارج باعتبارهم جزائريين. من جهة أخرى ذكر المسؤول أنه لا يمكن لأية وكالة منظمة لرحلات الحج أن تطلب تكاليف مالية إضافية من الزبون بعد السفر وبعد توقيعه على عقد هذا السفر، موضحا أنه حتى في حال ما إذا طلب الزبون من الوكالة تقديم خدمات إضافية أثناء أدائه لمناسك الحج فلابد أن يتم الاتفاق على هذه الخدمات والزيادة في المبلغ الذي يدفعه بالجزائر قبل السفر. وقد تم تنصيب لجنة مختصة بالبقاع المقدسة تسهر على مراقبة أداء هذه الوكالات ال26 التي تنظم الحج هذه السنة. وفي حديثه عن تنظيم الرحلات الجوية للبقاع المقدسة، أفاد الشيخ بربارة أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية لا تعرف اكتظاظا خلال موسم الحج لهذه السنة والدليل على ذلك أنه تم تخصيص بعض الطائرات لنقل الحجاج الموريتانيين والسنغاليين من بلدانهم. كما أن الطيران السعودي هذه المرة لا يتكفل إلا بنقل 11 ألف حاج جزائري مقارنة بالسنة الماضية التي تولى فيها نقل 15 ألف حاج جزائري. وذكر ضيف الإذاعة أن بعثة الحج تدعمت ب 180 عونا من الحماية المدنية وفريق طبي لمساعدة الحجاج خاصة المتقدمين في السن، داعيا أعضاءها للتكفل الحسن بهؤلاء الحجاج والقيام بالمهام التي ذهبوا من اجلها وليس التفرغ لأداء مناسك الحج وإهمال الحجاج. علما أنه تم كراء عمارة جديدة ليست بعيدة عن الحرمين لإقامة الحجاج الجزائريين رغم الأشغال التي تجري هناك بشأن تهديم العمارات القديمة وإعادة بنائها، حيث تقدر المساحة المخصصة لإقامة كل حاج ب 3.5 أمتار مربعة بمكة المكرمة و 4 أمتار مربعة بالمدينة المنورة. وبخصوص التأشيرات، أكد الشيخ بربارة أن منح التأشيرات يجري في ظروف حسنة وأن حجاج كل الولايات تسلموا تأشيراتهم، علما أن السلطات السعودية منحت هذه السنة 137 ألف تأشيرة للجزائريين منها 36 ألف للحجاج. للتذكير، سيغادر أول فوج للحجاج أرض الوطن باتجاه البقاع المقدسة يوم 12 نوفمبر القادم من ولاية عنابة.