كثفت مصالح الحماية المدنية لولاية خنشلة وأعوان محافظة الغابات، جهودها للتحسيس والتوعية من حرائق الغابات، لاسيما في هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، من خلال تنظيم حملة تحسيسية وتوعوية عبر وحدات الحماية المدنية بدوائر الولاية لفائدة المواطنين، عبر توزيع مطويات تحتوي على نصائح وإرشادات لمستعملي الفضاءات الغابية. كما تمّ تنظيم زيارات ميدانية إلى المناطق الريفية والسهبية لتحسيس الفلاحين بمراعاة شروط السلامة أثناء عملية الحصاد والدرس؛ باعتبار أنّ الإنسان يبقى السبب الأول في نشوب هذه الحرائق. أكّدت الحركة الجمعوية بدورها على ضرورة المساهمة الفعالة للمواطنين في حماية الغابات التي تكتسي أهمية بالغة في الحفاظ على التوازن الإيكولوجي والبيئي، ومكافحة ظاهرة التصحر بالمنطقة، ناهيك عن دورها الاقتصادي. كما ثمّن المجتمع المدني الجهود الجبارة لوحدات الحماية المدنية وأعوان الغابات وعمال شركة الهندسة الريفية في مكافحة حرائق الغابات، لاسيما أنّ الولاية شهدت خلال شهر جوان المنصرم، ثلاثة حرائق غابية أتت على أكثر من هكتارين من الحلفاء وأشجار الصنوبر الحلبي، على مستوى منطقة قصر الرومية بإقليم بلدية لمصارة، على حدود بلدية كيمل التابعة إداريا لولاية باتنة، بعد أن تدخّلت فرقة الحماية المدنية مباشرة إثر تلقّيها الخبر، رفقة مختلف الوحدات والفرق، وتمكّنت من السيطرة على الحرائق. ومع توفّر عوامل كثيرة لاندلاع الحرائق طالب المجتمع المدني بضرورة استحداث رتل خاص للحماية المدنية على مستوى ولاية خنشلة، حيث تعتمد على ولايتي سوق اهراس وتبسة اللتين تتوفر فيهما الأرتال المتنقلة. وبحكم العوامل الطبيعية وتوفّر خنشلة على غطاء غابي ونباتي هام، يرى المواطنون ضرورة استحداث هذا الرتل بالولاية للمساهمة أكثر في حماية الغابات من الحرائق. وكانت محافظة الغابات لولاية خنشلة بالتنسيق مع المديرية الولائية للحماية المدنية، باشرت تطبيق مخطّط لحماية الثروة الغابية والنباتية من الحرائق، بتشكيل لجان على مستوى مقاطعات الغابات بدوائر الولاية. وتمّ تسخير كلّ الإمكانات المادية والبشرية لضمان تطبيق هذا المخطط، الذي يستمر إلى غاية 31 أكتوبر القادم. فعلى مستوى مقاطعة الغابات ببوحمامة التي تتربع على مساحة 76 ألف هكتار موزّعة على كتلتين جبليتين، هما غابات بني ملول ب 44 ألف هكتار، وغابات أولاد أوجانة بمساحة 36 ألف هكتار، أكّد الربيعي آكسل رئيس مصلحة بالمقاطعة، تشكيل أبراج مراقبة بالكتل الجبلية، منها إيخف نيذقل بمنطقة أسول بلدية لمسارة، وقمة كلثوم بجبل شليا، إضافة إلى فتح مسالك ريفية جديدة، تساعد على الوصول إلى المناطق الغابية الكثيفة في حال اندلاع حرائق مفاجئة. أما بمقاطعة الغابات بالحامة التي تتربع على مساحة 27 ألف هكتار بغابات أولاد يعقوب بين بلديتي الحامة وطامزة، فتمّ تشكيل لجنة مختصّة لهذا الغرض، تتكوّن من محافظة الغابات، الحماية المدنية، مصالح البلدية والدائرة والأسلاك الأمنية، بهدف المراقبة الدورية للفرق المتنقلة المدعمة بمركبات رباعية الدفع موصولة بأجهزة اتصالات حديثة للإبلاغ والتدخّل السريع.