أقدمت 13 عائلة تقيم بحي الدرب العتيق ببلدية وهران على إغلاق الطريق بالاعتصام أمام مسار الترامواي في جزئه المار بمدخل حي الدرب، مؤكّدة أنّ خروجها إلى الشارع جاء لأنّها لم تجد من يستمع لنداءاتها المتكرّرة بخصوص إدراجها ضمن قوائم المرحّلين إلى سكنات جديدة بعد أن تعرّضت مساكنها للانهيار منذ 6 أشهر. حسب المحتجين فإنّ خروجهم إلى الشارع جاء بعد استنفاد كامل الأساليب وانتظار أكثر من 6 أشهر، حيث تعرّضت السكنات التي يقيمون بها داخل بناية قديمة، للانهيار شبه الكامل، ما دفعها للخروج إلى الشارع والإقامة داخل أكواخ من الخشب والقصدير، فيما تقيم عائلات أخرى داخل خيم لا تصلح للحياة في غياب كلّ شروط الحياة الكريمة. وأكّد المواطنون أنّ السلطات الولائية وعلى رأسها رئيس الدائرة السابق، وعدتهم بالترحيل إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال، غير أنّه بمرور الوقت، لم يتم التقرب منهم أو النظر في وضعيتهم، فيما أشار أحد المواطنين إلى أنّ السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي الجديد، قرّرت إعادة تفعيل مشروع برنامج ترحيل سكان المباني القديمة من العائلات الحائزة على مقرّرات التخصيص المسبق من السكن، غير أنه لم يتم منحهم هذه المقررات؛ ما يعني أنّهم مقصون. وأمام ذلك قرّروا الخروج إلى الشارع وإسماع صوتهم الوالي الجديد للنظر في وضعيتهم. وتدخّلت مصالح الشرطة بمكان الاحتجاج، حيث تمّ إخلاء مسار الترامواي بعد تفاوض مع المحتجين للسماح لعربات الترامواي بالنشاط، فيما علمت "المساء" أنّ رئيس ديوان الوالي قام باستقبال ممثلي العائلات، وتقرّر تشكيل لجنة خاصة، ستقوم بمعاينة وضعية العائلات وتحديد مدى أحقية كلّ واحدة منها، في انتظار ما سيقرّره الوالي بخصوص عملية إدراجها ضمن المرحّلين، حيث يُنتظر أن يتم ترحيل قرابة 3 آلاف عائلة من الحائزة على مقررات التخصيص المسبق من السكن، وهي العائلات التي تقيم بسكنات قديمة منتشرة عبر 8 مندوبيات بلدية، ويتعلق الأمر بمندوبيات سيدي الهواري، سيدي البشير، البدر، ابن سينا، المقراني، المقري والأمير، والتي لاتزال في انتظار الترحيل منذ أكثر من سنة، حيث تسبّب تأخّر استكمال أشغال البناء في تأجيل تسليم هذه السكنات لعدّة مرات، وهي واقعة كلها بالقطب الحضري الجديد بمنطقة بلقايد ببلدية بئر الجير. بعد مختلف عمليات الترحيل ... تحوّل معالم أثرية مهملة إلى مرتع للمنحرفين مازال مشكل السكنات الشاغرة التي تمّ ترحيل سكانها إلى مختلف الأحياء الحضرية الجديدة على مستوى بلديتي وادي تليلات وقديل، يشكّل أكبر العقبات في وجه الكثير من مسيّري ولاية وهران وبلدياتها، حيث يستغل سكان حيّي سيدي الهواري والصنوبر، الفرصة لمطالبة المسؤولين بضرورة إيجاد حلّ لمشكل البنايات الشاغرة، لا سيما على مستوى الباب الحمراء التي تم اقتحامها من طرف الكثير من العائلات الغريبة عن الحي، وتحوّل المكان إلى مرتع لمختلف المنحرفين الذين يعتدون على المواطنين المتّجهين إلى حصن سانتا كروز وأعالي جبل المرجاجو ومقام مولاي عبد القادر. الكثير من المواقع التي تمّ ترحيل سكانها إلى مختلف المواقع الحضرية، بحاجة إلى اهتمام المسؤولين خاصة بعد اقتحام الغرباء على هذه السكنات الآيلة للسقوط، الأمر الذي من شأنه أن يخلق مشاكل كبيرة عند الشروع في عمليات الترحيل القادمة. من جانب آخر، مازال مشكل المحلات التجارية الواقعة أسفل مختلف العمارات، محل نزاع كبير بسبب مطالبة التجار، لا سيما أصحاب المحلات، بضرورة تعويضهم جراء عمليات الترحيل، ثمّ الهدم الذي سيطال هذه العمارات المدرجة ضمن التي سيتم تهديمها واستعادة مختلف العقارات الواقعة عليها؛ من أجل إنجاز مختلف المرافق العمومية الضرورية. في هذا السياق، يؤكّد الكثير من إطارات ديوان الترقية والتسيير العقاري أنّ مشكل عدم تهديم العمارات الآيلة للسقوط والتخاذل في استعادة مختلف العقارات المتواجدة بها، من شأنه أن يضرّ كثيرا بعمليات إسكان المحتاجين من المواطنين، ويؤخّر كثيرا بقية العمليات المتعلّقة بإسكان المحتاجين. للعلم، يوجد الكثير من العمارات التي كان من المنتظر إزالتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، غير أنّها مازالت على حالها ولعلّ ما زاد في تعقيد المشكل اقتحامها من طرف عائلات جديدة، وبالتالي مطالبتها بضرورة الاستفادة من السكن الاجتماعي الإيجاري، الأمر الذي حيّر الكثير من المسؤولين والمسيّرين على مستوى أعضاء لجنة السكن والإسكان بالبلدية والدائرة.