عبّر عدد من ألمع اللاعبين الدوليين السابقين، ممن لعبوا لمولودية وهران في فترات متقطعة من مسيرته الكروية، عن استيائهم الكبير لحالة التسيب التي وصل إليها فريقهم، وعدم الحفاظ على تاريخه وألقابه، بعد انتشار أخبار وصور على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي لكؤوس وطنية ودولية للنادي الوهراني تباع في سوق «الخردة»، كحال الكأس الإفريقية لكرة اليد، الأولى التي أهدتها مولودية وهران للجزائر سنة 1987، والتي اشتراها بائع «خردة» بمبلغ 2000دج، ليجدها بعض الأنصار الغيورين معروضة للبيع بسوق «حي سان بيار» العتيق، واشتروها ب2500 دج. جريدة «المساء»، اقتربت من لاعبين دوليين انتسبوا لفريق مولودية وهران سابقا على هامش المباراة الاستعراضية، التي أقيمت الخميس الماضي بالملعب الجواري بكناستيل، إحياء لذكرى وفاة الصحفي والسياسي ميلود شرفي، واستطلعت آراءهم حول هذه الحالة الكارثية، حيث اتفقوا جميعهم على اعتبار ما حدث «جريمة» في حق تاريخ مولدية وهران. ولم يتوان المتحدثون عن اتهام المسيرين الذين تعاقبوا على تسيير شؤون المولودية الوهرانية، بالتسبب في ما أصبحت تسمى ب«الفضيحة»، وأولهم مزوار عرفات الذي وصف المسيرين جملة بالجهلة، وعديمي المسؤولية، وتابع يقول «هذه الصورة السيئة التي لحقت بتاريخ مولودية وهران، تؤكد التصرف العمدي لتهميش اللاعبين القدامى، وخلق التكتلات بينهم خوفا من اتحادهم، لأن في ذلك قوة، تجعلهم يفكرون ألف مرة قبل القيام بمثل هذه التصرفات المشينة في حق فريق عريق، وأجيال من اللاعبين الذين تقمصوا ألوانه، وتألقوا فيه». أما زميله زروقي سيد احمد، فاتهم المسؤولين السابقين لمولودية وهران صراحة بالوضع الذي وصلت إليه، ووصف ما حصل ب«البهدلة» التي لحقت بالرياضة في وهران خاصة، وبغرب البلاد عامة، وأضاف قائلا: «تألمت كثيرا، وتقطع قلبي لما رأيت على «الفايسبوك» كأسا رياضية حمراوية بعربة «خرذة»، هل شحت جيوب المسؤولين لكي يبنوا غرفة واحدة يجمعون فيها ألقاب وكؤوس المولودية، وتكون في آمان، مادام أن المقر غير صالح؟ لقد أصبحت المولودية جمعية حي لا فريق نخبة ذا سمعة وطنية، وعربية وقارية». من جانبه، اعتبر مختار كشاملي أن حالة مقر مولودية وهران، وضياع ألقابها تأكيد على التسيب الكبير الذي ضرب أوصال عميد أندية الغرب الجزائري، حيث قال بنبرة غاضبة «ما يحصل لمولودية وهران دليل على أن مسيريها لا علاقة لهم بالرياضة، وما يعنيهم مآربهم الخاصة، فالفريق والرياضة بالنسبة لهم واجهة فقط». وتساءل مصطفى دوبالة، أحد الأسماء المتميزة من صانعي مجد تشكيلة كرة اليد لمولودية وهران، عن المتسبب في إهمال كؤوس فريقه، داعيا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على تاريخ موولدية وهران. العربي عبد الإله: النادي الهاوي يتحمل المسؤولية يبقى الإهمال الذي طال ألقاب وكؤوس مولودية وهران، مرتبطا ارتباطا وثيقا بالحالة المزرية التي يوجد عليها مقر الفريق، وبالذين استغلوا هذه الوضعية للسطو على تلك الألقاب التي لا يعرف المكان الذي توجد فيه، هذا إذا لم تبع جملة، وفي أماكن مختلفة، ورغم تلك الحالة والفضيحة، لا يزال مسيرو المولودية الوهرانية في موقع الرئاسة بالشركة الرياضية، والنادي الهاوي يتبادلون التهم، حول المتسبب، والأولى بالحفاظ على كيان المقر، وترميمه حاليا. العربي عبد الإله الرئيس السابق لمولودية وهران لموسمين (2011/2012 ،2012/2013)، رد على تلك الاتهامات في حقه ورفاقه المسؤولين الأخرين، عندما فاتحته «المساء» في هذا الموضوع قائلا: «المقر من مسؤولية النادي الهاوي، وخلال مختلف الجمعيات العامة السابقة، لم يتطرق رئيس النادي الهاوي ولا مرة واحدة إلى حالته ووضعه، أو بنائه، وأنا أجزم أن الجميع كان سيساعده لو أبدى نيّة حسنة في ذلك، لأن الأمر يتعلق بتاريخ مولودية وهران، واعترف أن الرؤساء الذين تعاقبوا على تسيير الفريق لم يهتموا بهذا المقر الذي يجمع أرشيف المولودية وألقابها». وتابع عبد الإله قائلا: «نحن جميعا مسؤولون، وفي مقدمتنا أعضاء الجمعية العامة، الذين لهم الحق في اتخاذ أي قرار يعني الفريق، ولحد الآن لم يتكلم أي واحد منهم عن المقر.. نحن على استعداد لمساعدة النادي الهاوي، لأن الشركة الرياضية لا دخل في هذه القضية، والخطأ الذي ارتكب، هو عدم تمكين النادي الهاوي من أغلبية أسهم رأسمال الشركة الرياضية، وهناك من رفض ذلك، متجاهلين أن المقر هو وجه مولدية وهران». الأنصار ينددون من جهتهم، عبّر بعض من أنصار مولودية وهران، كانوا متواجدين يوم الخميس الماضي بالملعب الجواري بكناستيل عن غضبهم مما لحق فريقهم وألقابه، ووصفوا ما حدث ب«العار» و«الإهانة»، رافضين المساس بتاريخ مولوديتهم، ومطالبين المسؤولين الحاليين نفض الغبار عن أنفسهم، والقيام بواجبهم تجاه فريق كبير بتاريخه الحافل بالألقاب، كما ناشدوا السلطات المعنية فتح تحقيق لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة المزرية، وحول الوضعية القانونية للمقر، مهددين بالقيام بوقفة احتجاجية إن استمر الحال على ما هو عليه ودون تحرك أي جهة.