لاتزال معاقل أنصار مولودية وهران، تحت وقع صدمة ما سمتها مهزلة ملعب عمر حمادي، والهزيمة المذّلة التي تلقاها فريقهم على يد المضيف اتحاد العاصمة، الذي قالوا عنه بأنه وبرغم إيداعه خمسة أهداف في مرمى المولودية، إلا أنه كان رحيما بها، بل إن بعضهم شكروا لاعبي ”سوسطارة” على تخاذلهم في الشوط الثاني، وكذلك حارسهم بلعربي، على شجاعته ومجهوده الكبير، وإلا لكانت الحصة ثقيلة جدا، بل وكارثية على فريقهم الذي قال هؤلاء الأنصار، إنه لا يستحق ما يلحقه من إهانات متتالية، متهمين المسيرين بأنهم المتسبب الأول فيها، برغم الإعانات المالية المتتالية التي أغدقتها عليهم السلطات المحلية، والسند المعنوي الكبير من المحبّين، إلا أن الأمور ازدادت سوءا، وأضحت مملة ملل لعب المولودية كل موسم على البقاء، حتى إنهم وصفوا السنوات العشر التي ظل لصيقا فيها بالمراتب الخلفية في بطولته، فضلا عن سقوطه التاريخي سنة 2008، وصفوها بالسنوات السوداء. ولما طفح بهم الكيل، لم يجد هؤلاء الأنصار من وسيلة سوى صب جام غضبهم على الرئيس يوسف جباري، ومن معه في كل مناسبة كروية أو بدونها، حتى يجبرونهم على الرحيل عن المولودية، التي أكدوا وبأعلى صوتهم، بأن آلامها من صنعهم هم، وهو ما عبّروا عنه من خلال الانتقادات اللاذعة الذي تحولت إلى سباب وشتائم وجهها عدد لابأس به من الأنصار كانوا انتقلوا نهاية الأسبوع الماضي، إلى ملعب الدار البيضاء (العاصمة) لمؤازرة تشكيلتي الأشبال والآمال، ورؤية عن قرب وبأم أعينهم خيبتهما في منافسة كأس الجمهورية، للرئيس يوسف جباري، ونائبه العربي عبد الإله، على مرأى من رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، بل إن هؤلاء الأنصار وصل بهم الأمر إلى مطالبة رئيس ”الفاف” بعدم منح جباري صكا ماليا بمبلغ 80 مليون سنتيم، هو مكافأة وصول الأشبال إلى نهائي كأس الجزائر، وحتى محاولات التخفيف من غيض الأنصار التي قام بها نائبه عبد الإله فشلت، بل انقلبوا عليه، ونال نصيبه هو أيضا من السباب والاتهامات، بأنه شريك رئيسه فيما وصلت إليه المولودية، من انحطاط رياضي وتسييري غير مسبوقين، ودخل في ملاسنات وشجارات مع بعضهم كادت تتحول إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخل بعض العقلاء الحاضرين بملعب الدار البيضاء. وكانت جماعة أخرى من المحبّين، محسوبة على الرئيس السابق للجنة الأنصار سالم فوضيل، قد اقتربت من والي الولاية السيد عبد الغني زعلان، على هامش حضوره نهائي كأس الجزائر لكرة القدم داخل القاعة بقاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس، وطلبت منه العمل على تخليص مولوديتهم مما وصفوه مخالب المسيرين الحاليين الذين لاهم لهم سوى قضاء مآربهم على حساب مصلحة فريقهم -بحسبهم-، وتلقوا ردا مطمئنا من المسؤول الأول عن الولاية، من أن أشياء كثيرة سيعاد النظر فيها في الفريق بعد نهاية الموسم الكروي الحالي. من جهته، رفض المدرب عمر بلعطوي، تحميله كامل المسؤولية في الهزيمة النكراء التي مني بها فريقه في ملعب عمر حمادي، حيث لفت الانتباه إلى الأسبوع العاصف الذي تدربت فيه كتيبته، وغياب بعض لاعبيه يعدّهم مفاتيح لعب فريقه، وبرّأ نفسه من تبعات التسيّب الذي تعرفه المولودية بسبب ما قال عنه، رفض الإدارة فرض الانضباط وزجر المتقاعسين، والمخلّين به منذ بداية الموسم، وتساءل عن الجدوى من اقرار نظام داخلي دون تفعيله على أرض الواقع، ورفض الزجّ به في مآل سلبي قد يعرفه الفريق عند إسدال الستار عن الموسم الكروي الحالي.