أضحى مشكل تنظيف المدينة وترسيخ ثقافة المواطنة من أجل محيط سليم ومدينة نظيفة، من أهم الانشغالات التي يواجهها المنتخبون المحليون، واهتماما رئيسا بالنسبة للسلطات المحلية نتيجة عدة عوامل ساهمت في تفاقمها، من أهمها التعمير المتزايد والكثافة السكنية المرتفعة، والسلوكات غير الحضارية لبعض المواطنين، التي أصبحت السبب الرئيس في الوضعية. من هذا المنطلق أعطى والي باتنة السيد صيودة تعليمات لانتهاج سياسة جديدة للقضاء على هذا المشكل الذي بات يؤرق السلطات المحلية، خاصة الأخطار الناجمة عن تلوث المحيط وإفرازاته، التي من شأنها التأثير صحيا وبيئيا. وتتواصل حملة تنظيف المدينة إلى أسبوعها الرابع؛ في عملية واسعة النطاق خاصة بأشغال عاجلة بالتهيئة وتنظيف المحيط عبر الأحياء، والتي تم تقسيمها في وقت سابق إلى 14 مقاطعة، يتولى تسييرها مسؤولون تنفيذيون؛ تنفيذا لتعليمات الوالي. وشملت الحملة أول أمس الطريق الولائي المؤدي إلى مركز مكافحة السرطان «الكاك» وأحياء القطب العمراني حملة 03 ووادي حي النصر؛ إذ تم جمع 1099 طنا من النفايات إلى غاية الساعة 11 صباحا من يوم السبت. وسُخّر للعملية 15 آلة رفع و48 شاحنة و03 آلات حفر و100 عامل إضافة إلى أشغال موازية أخرى لحملات التنظيف وتطهير المحيط، تتعلق بصيانة شبكات الإنارة العمومية، وتجديد النقاط الضوئية، وتصليحها عبر مختلف الأحياء والتجمعات السكانية، وتعبيد الطرقات المهترئة بمشاركة مختلف المديريات التنفيذية. وفي هذا الإطار، تحدّث منتخبون مؤخرا خلال جلسة عمل للهيئة التنفيذية بمقر ولاية باتنة لمناقشة ملف تسيير مدينة باتنة، تحدثوا عن مختلف جوانب أنشطتهم التي سيُجعل منها، حسبهم، نموذجا رائدا في مواجهة النفايات وحماية المحيط، مؤكدين أن هذا الإشكال على مستوى كافة أحياء البلدية، على وشك التخلص منه نهائيا بفضل وعي المواطنين وعمليات التنظيف الجارية. وأفاد الوالي في هذا الصدد بأنّ ثمة عمليات ذات طابع استعجالي لتغيير صورة المدينة. وحرص على أن تكون النظافة أولوية لا يمكن التنازل عنها؛ من خلال تكثيف الجهود والعمليات التطوعية لحماية البيئة والحفاظ على نظافة المحيط، مضيفا أن من بين مهام السلطات العمومية أن تجعل من النظافة مهمة دائمة لا حملات عابرة، داعيا في السياق، إلى تكثيف العمل الجواري التحسيسي مع إقحام الخواص والمنتخبين في عمليات التنظيف المختلفة، وتشديد الرقابة اللصيقة لضمان نظافة المحيط وردع المخالفين.