فر ما لا يقل عن 3 آلاف شخص من الروهينغا إلى بنغلادش خلال الثلاثة أيام الأخيرة هربا من موجة العنف الجديدة التي تستهدف هذه الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما. وقال جوزيف تريبورا، المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن هذه الأخيرة أحصت أكثر من 3 آلاف لاجئ جديد فروا من بورما إلى مخيم اللجوء المتواجد في بنغلادش، مشيرا إلى أن غالبية الفارين هم من النساء والأطفال. وسقط أكثر من 100 قتيل منذ الجمعة الأخير في المواجهات بين الروهينغا والقوات النظامية لهذا البلد مما دفع بالآلاف من أبناء هذه الأقلية إلى الفرار باتجاه بنغلادش التي رفضت دخول العديد منهم إلى أراضيها. ويتواجد ما لا يقل عن 400 ألف من مسلمي الروهينغا في بنغلادش بعدما فروا سابقا من موجة العنف التي تستهدفهم منذ عقود في بورما ذات الأغلبية البوذية والتي تتسبب في كل مرة في سقوط العديد من القتلى في صفوف الروهينغا. وسبق لمنظمات حقوقية أن دقت ناقوس الخطر من استمرار اضطهاد هذه الطائفة على يد السلطات في بورما وأيضا السكان البوذيين الذين يمارسون أفضع الانتهاكات في حق هؤلاء دون تمييز بين الأطفال والنساء والشيوخ. وهو ما جعل قضية الروهينغا تخرج عن إطارها المحلي، حيث من المقرر أن تكون في لب المحادثات التي سيجريها البابا فرنسوا خلال زيارته المرتقبة إلى بورما نهاية شهر نوفمبر القادم، والتي تشمل أيضا بنغلادش. للإشارة، فإن الروهينغا وهي أقلية مسلمة تعيش غرب بورما تعاني من تمييز عنصري حيث ترفض السلطات في بورما الاعتراف بهم وتعتبرهم غرباء ويمنع عليهم العمل ويقومون فقط بالأعمال الشاقة، كما تمنع عنهم الدراسة في مدارس بورما ويعيش معظمهم في مخيمات لجوء بولاية راخين. ومع تصاعد حدة الاضطهاد، اضطر الآلاف من هذه الطائفة للفرار من البلاد خلال السنوات الأخيرة عبر البحر للالتحاق بماليزيا أو إندونيسيا، بينما فضل آخرون الفرار إلى بنغلادش حيث يعيش معظمهم في مخيمات اللجوء.