أوصى المشاركون في ختام أشغال الملتقى الدولي الذي نظمه المنتدى الجزائري للمواطنة والعصرنة، بإشراف والي ولاية باتنة حول "الحكم الراشد.. التوجهات والرهانات"، الذي احتضنته قاعة المحاضرات لمعهد الشريعة الإسلامية لجامعة الحاج لخضر بباتنة، أوصوا بضرورة تأهيل الموارد البشرية وإشراك المواطن في تنفيذ البرامج التنموية، والعمل على تكثيف فرص التكوين والاستثمار في التكنولوجيات الحديثة ونشر ثقافة المؤسسة بوصفها عاملا أساسيا في ترقية النشاط، إلى جانب إعداد بنك معلومات وتنظيم سياسة ضمن الظاهرة الاتصالية التي تأخذ في الحسبان طرق الحوار البناء، فضلا عن إعداد عقود نجاعة بين المسيرين والمنتخبين في المجالس المحلية، وإدراج موضوع التنمية المحلية في مناهج التعليم بمؤسسات التعليم العالي. وعكف المحاضرون خلال هذا الملتقى الذي يهدف - حسب منظميه - إلى إرساء ثقافة الحوار بإشراك شرائح المجتمع، وهو غاية من غايات قيام منتدى المواطنة والعصرنة على مناقشة طرق توسيع أفق التفكير والحوار، الذي يشكل الامتداد للشراكة الحقيقية المرجوة لتحقيق تنمية مستدامة. كما بحثوا في إشكالية الحكم الراشد وما يرتبط به من رهانات سياسية كاللامركزية، التي قال في شأنها رئيس المنتدى، السيد نور الدين سبيع، أنها تشكل مصدر قوة من خلال استحداث فضاءات لترقية المواطنة وتشجيع الحوار حول قضايا الأمة وبعث الحس والوعي الوطنيين. وبدوره ركز والي الولاية في تدخله، على أهمية المبادرة، وحملت كلمته في مضامينها، توجيهات وإرشادات، بالنظر إلى قيمة الموضوع.. مبرزا دور الدولة في إرساء لا مركزية فعلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشار في هذا الخصوص، إلي أن الملتقى يشكل المادة الدسمة باعتباره آلية لدراسة جوانب التحولات الحاصلة في نمط الحكم على المستوى المحلي. وجاءت المداخلات لتؤكد المسعى العام للمبادرة من عدة زوايا. وأبرز القانوني لحسن سرياك، علاقة السلطة المحلية باللامركزية في موضوع اللامركزية وتنشيط المجموعات المحلية، وقدم تحليلا عن الواقع الميداني لمسألة الحكم الراشد. مشيرا إلى ضرورة تجسيد اللامركزية بتوظيف طرق الحوار البناء وإرساء قواعد وثقافة المواطنة، وقدم نماذج لتجارب غربية ناجحة. مبرزا أهمية العلاقة بين الأطراف المنظمة للعملية في حد ذاتها. وحظيت النماذج الغربية باهتمام المشاركين، من خلال مداخلات كل من السيدة استيفانيا طوريلو المكلفة بالعلاقات الدولية بجمعية وكالات الديمقراطية، التي تناولت إشراك دور المواطن في الحكم الراشد. أما الخبير الاقتصادي دانيال لينوت، فقد أبرز الرهانات في التجربة الجزائرية حول الحكم الراشد، بينما تناول الخبير الاقتصادي بول ماتيو، موضوع تسيير ميزانية البرامج غير الممركزة السياسية والإدارية.. مقترحا نماذج خاصة بعلاقة الإدارة بالسلطة المحلية في تنفيذ البرامج. كما ابرز السيد جوزي ماكاريو كوريرا رئيس بلدية طافيرا بالبرتغال، خصوصيات الحكم الراشد وعلاقة السلطة المحلية باللامركزية ضمن المسار الديمقراطي.