أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية تمثل عقبة أمام حل الدولتين لإحلال السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. مجددا الالتزام الكامل للأمم المتحدة والتزامه الشخصي بالعمل من أجل تنفيذ حل الدولتين. وجدد غوتيرسش، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بعد اجتماعهما في مدينة رام الله في الضفة الغربية، أمس، أنه لا توجد خطة بديلة عن حل الدولتين لأن هذا الحل وإنهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد لضمان إحلال السلام حتى تعيش دولتان فلسطينية وإسرائيلية بجانب بعضهما بأمن وسلام، مؤكدا أهمية إزالة العقبات أمامه. وشدد الأمين الأممي على ضرورة إيجاد الظروف المناسبة من القادة من الجانبين لتجنب التحريض واستئناف عملية سلمية تفاوضية جدية وذات مصداقية تتجه نحو تنفيذ حل الدولتين وإيجاد الظروف على الأرض لتحسين الأوضاع للسكان الفلسطينيين. وأشار المسؤول إلى أن التحسين الاقتصادي والاجتماعي وحرية الحركة لا يجب أن تكون بديلا عن حل الدولتين أو بديلا عن عملية تفاوض جدية، بل مجرد خطوات إضافية ضرورية للتأكيد بأن هناك منافع للسلام. كما أعرب غوتيريس عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ومواصلة دعم الأممالمتحدة لأنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ولمشاريع إعادة الإعمار. من جهته، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، من تلاشي فرص حل الدولتين وتحقيق السلام بفعل الاستيطان الإسرائيلي. مؤكدا أن الفلسطينيين لن يصمتوا طويلا على ذلك. حيث طالب إدارة الرئيس الأمريكي بتحديد موقفها من حل الدولتين والاستيطان الإسرائيلي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية. وهو السياق الذي أكد من خلاله أن القيادة الفلسطينية تؤمن بأن تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية يكون من خلال المقاومة السلمية والحراك على الصعيد الدولي خاصة في الأممالمتحدة، إلا أنه قال إن هناك ضرورة لتخرج قرارات الأممالمتحدة من إطار الإقرار إلى إطار التنفيذ الفعلي ودعم مساعي فلسطين بالاعتراف بها كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة وفق حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي. كما اعتبر أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن أي تدهور في الأوضاع الأمنية لإصرارها على الاستيطان. حاثا الأممالمتحدة على الاستجابة لطلب توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية واتخاذ خطوات جدية وفاعلة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة في القدس. وأضاف المتحدث أن قيادة السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تؤكد على أحقية المقاومة السلمية والحراك على المستوى الدولي. وفي السياق، ذكر المسؤول الفلسطيني أن سلطة بلده تعمل على تلبية احتياجات شعبها رغم انخفاض الدعم الدولي والتحديات التي تعيشها، كما تعمل على دعم جهود المصالحة الفلسطينية وتسهيل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. وفى الشأن الداخلي، شدد المسؤول الفلسطيني على ضرورة حل اللجنة الإدارية التي تعد بمثابة حكومة في قطاع غزة وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل، ثم تحديد موعدا للانتخابات التشريعية والرئاسية. مبينا أن الخطوات التي اتخذت حيال الموظفين في قطاع غزة هي خطوات صعبة تم اتخاذها لإجبار حماس على الانصياع للشرعية الفلسطينية لإنهاء الانقسام. من جهة أخرى، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية ووزارة الخارجية والمغتربين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لن يتم اقتلاع مستوطنات أخرى من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بأنها «طعنة في ظهر الجهود» الهادفة لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ عام 2014 بسبب إمعان الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية على الأراضي المحتلة. وكان نتنياهو قد قال في تصريحات أول أمس أنه «لن تقتلع مستوطنات أخرى في إسرائيل»، حيث ذكرت الخارجية الفلسطينية في بيان لها أمس أن نتنياهو أطلق المزيد من سهامه على الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات وعلى ما تبقى من فرص للتوصل إلى حلول سياسية للصراع على أساس حل الدولتين، وأعاد تكرار مواقفه المعادية للسلام. وجددت الخارجية الفلسطينية أن حكومة نتنياهو ترفع يوميا من سقف تحديها للمجتمع الدولي وتمردها على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وانتهاكها للاتفاقيات الموقعة، وتواصل استهتارها بالجهود الهادفة الى إحياء عملية السلام وسط حالة من الصمت الدولي الذي يشكل تواطئا مع ممارسات الاحتلال.