حذر الدكتور شكيب علاوي، مختص في الأمراض الصدرية من الاستعمال المفرط لمنتجات التنظيف، مشيرا إلى أن تلك المواد بها مكونات كيماوية خطيرة على الصحة، يؤدي استنشاقها أو ملامستها مباشرة للبشرة إلى ظهور مشاكل صحية قد تكون جد خطيرة. لا شك أن مواد التنظيف من الأساسيات التي لابد من توفرها في كل بيت، لكن الاستخدام الخاطىء لها وعدم الحذر عند التعامل مع مواد التنظيف الشائعة مثل الكلور، يجعلها تنعكس سلبا على صحة الإنسان، خاصة على الجلد ومسامات الجلد والجهاز التنفسي وغيره. تهتم ربات المنزل بنظافة بيوتهن كثيرا، فلا ترتاح بعضهن خلال أشغالهن المنزلية إلا باستعمالها أقوى المنظفات التي تروج لها الإشهارات بأنها فعالة في إزالة البقع وتقضي على الجراثيم، منها ما تثبت فعاليتها من اللحظة الأولى من استعمالها وتعطي للبيت نظافة مثالية ورائحة منعشة، سواء من جيل تنظيف الأسطح أو غسل الأواني أو أخرى للملابس وغيرها. بعض المواد تعرف استعمالا يوميا، كغسول الأواني أو الملابس أو لتنظيف الأرضية، أو مسح الغبار، منتجات تنافست الشركات في تصنيعها، وكل واحدة تعد الزبونة بالنتيجة التي ترضي أكثر، جعل من تلك السوق تنتعش بالمواد، لدرجة أصبح لكل سطح وكل شغل من أشغال البيت منتج خاص به، وأصبحت لا تعد ولا تحصى الأنواع منه، في حين تقتصر منتجات أخرى على استعمالات بأقل وتيرة مثل منتجات تنظيف المعادن، أو لمسح الفرن، إزالة بقع محددة، أو غير ذلك، وهي الأخرى عرفت انتعاشا قويا في ظل هوس الكثيرات بالنظافة، وبحثهن عن أكثر المنتجات فعالية، والتي تبقي البيت منتعشا بالروائح الطيبة. في هذا الخصوص، أشار المختص إلى أن هناك قاعدة لابد من التركيز عليها في عالم منتجات التنظيف، وهي أنه كلما ارتفعت فعالية المنتج، باحتوائه على المواد الكيماوية، يجعله قويا ويتحدى كل الأوساخ والبقع مهما كانت. وتحدث الدكتور على منتجات أخرى لا يقل استعمالها المفرط خطرا على الصحة، وهي كل المنتجات البخاخة، كمعطرات الجو، وكذا مبيدات الحشرات، قائلا: "لقد اعتدنا استعمال تلك المنتجات يوميا، لإنعاش البيت بالمنتجات العطرة، لكن يا ترى هل فكرنا يوما عما تحتويه، وكيف لها أن تكون بتلك الفعالية القوية دون انعكاسات على صحتنا؟ كلها أسئلة أثارها المختص، مؤكدا أنه من الضروري أخذ الحذر فيما نستعمله، قائلا: "لابد أن يتصف المستهلك بوعي استهلاكي رشيد، ولا يركض وراء تلك المنتجات التي تكون في غالب الأحيان بخسة الثمن، مما يعني أنها مكونات كيماوية 100 بالمائة، واستنشاقها قد يؤدي إلى انسداد مجرى التنفس، فيشعر الفرد بضيق وصعوبة في التنفس، كما تظهر أعراض أخرى وهي احمرار العينين وسيلان الدموع، كما تصيب الفرد بالحكة على مستوى الحنجرة والشعور بالاحتراق، فيما يخص المنتجات البخاخة، في حين قد تؤدي المنتجات الأخرى التي نستعين بالأيادي لاستعمالها، إلى حرق الجلد، كما قد تصيب بحساسية جلدية على غرار الإكزيما، وهنا ينصح المتحدث بالتقليل من استعمالها، واستبدال كل ذلك الكم الهائل من تلك المنتجات بماء الجافيل المحلل في الماء، وكذا استعمال كمامة وقفازين خلال استعمال مختلف المواد سواء القوية أو الأخرى التي تكون في نظرنا بسيطة.. كما أوصى المتحدث باستبدال البعض من تلك المواد التي نحن في غنا عنها بمواد طبيعية، كتعطير البيت، أو مسح الأرض أو القضاء على الحشرات..