تحصلت الناشطة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان أميناتو حيدر نهاية الأسبوع بمدينة نيويوركالأمريكية على جائزة مؤسسة روبيرت ف. كينيدي ميموريال من بين 120 مرشحا من مختلف أنحاء العالم. ووقع الاختيار على أميناتو حيدر لنيل هذه الجائزة عرفانا لها بكفاحها السلمي في سبيل التعريف بالقضية الصحراوية وإيصال صوت شعب بأكمله وجد نفسه في الشتات واللجوء، بعدما أنكرت السلطات المغربية حقه في تقرير مصيره. وليست هذه المرة الأولى التي تكرم فيها المناضلة الصحراوية أميناتو حيدر التي جعلت من القضية الصحراوية نضالها الوحيد، حيث نالت عدة جوائز في مجال حقوق الإنسان من بينها "الجائزة الخاصة كاستلفيلد" التي تسلمتها قبل أشهر في حفل أقيم على شرفها بمدينة برشلونة الاسبانية، كما تحصلت عام 2006 على جائزة "نادي ال25" وجائزة "فريدوم أواردز 2006" التي تمنحها المؤسسة الأمريكية "ديفانس فوروم فاوندايش". كما تحصلت على العديد من التكريمات منها جائزة "سيلفر روز 2007" التي تمنحها كل سنة المنظمة الدولية "سوليدار" لمكافئة الأعمال البارزة للأشخاص والمنظمات التي تنشط من أجل العدالة الاجتماعية. وتعتبر المناضلة الصحراوية أميناتو حيدر واحدة من بين رموز كفاح الشعب الصحراوي الذين لم تحد من عزيمتهم حملات القمع والتعذيب التي تمارسها قوات الاحتلال ضد المواطنين الصحراويين وخاصة المدافعين عن حقوق الإنسان منهم، في مسعى إلى إحباط عزيمتهم وإخضاعهم لسياسة الأمر الواقع. وقضت أميناتو حيدر عدة سنوات في معتقلات الاحتلال من دون توجيه أي تهمة محددة وتنقلت بين مختلف المعتقلات المغربية، تعرضت خلالها إلى التعذيب وسوء المعاملة لكنها في كل مرة كانت تغادر السجن إلا وازداد إيمانها أكثر بعدالة قضية شعبها. وقامت بعديد الجولات عبر العالم قادت خلالها حملات من أجل التعريف بهذه القضية وتحسيس الرأي العام العالمي بعدالتها واطلاع وسائل الإعلام الدولية على حقيقة الأوضاع في الأراضي الصحراوية المحتلة التي يعيش سكانها تحت وطأة الاحتلال المغربي منذ أزيد من ثلاثة عقود. كما كانت في كل مرة تذكر فيها بالانتفاضة السلمية للشعب الصحراوي والتي وصفتها بأنها "تعبير على عزم شعب لم يعد يحتمل ويلات الاستعمار" إلا وأثارت قضية سجناء الرأي الصحراويين المعتقلين في سجون الاحتلال والذين يتعرضون لأسوإ المعاملات ويوضعون في نفس الخانة مع مرتكبي الجرائم. وقالت خلال جولتها بفرنسا أنه "بالرغم من القمع الذي تقوم به السلطات المغربية" منذ احتلال الصحراء الغربية سنة 1975 إلا أن "عمل الناشطين الصحراويين في مجال حقوق الإنسان تمكن من كسر جدار الصمت من خلال إظهار للعالم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان". وأشارت في هذا السياق إلى "ريح الثورة" الذي عصف يوم 21 ماي 2005 بمدينة العيونالمحتلة واندلاع الانتفاضة إثر نقل أحد السجناء الصحراويين إلى سجن مدينة أغادير المغربية". وذكرت أميناتو حيدر التي عرفت كيف تستقطب اهتمام الحاضرين "بالمعاناة والقمع الذي يتعرض لهما الشعب الصحراوي يوميا"، وأبرزت بعض الصور التي تظهر "بشاعة الجرائم التي قامت بها قوات القمع المغربية ضد سكان المدن المحتلة". ونددت حيدر ب"جدار العار" الذي يمتد على طول 2.700 كلم، والذي شيدته القوات المغربية من خلال زرع 3 ملايين لغم مضاد للأفراد "لفصل العائلات الصحراوية مما جعل هذه الأخيرة تعيش مأساة نفسية حقيقية". كما تطرقت المناضلة الصحراوية إلى "المقابر الجماعية والفوسفات الأبيض الذي استعملته السلطات المغربية لقمع المقاومة السلمية في مختلف المدن الصحراوية". وأضافت أنه "بالرغم من كل ذلك فإن الشعب الصحراوي يبقى متمسكا بممارسة حقه في تقرير مصيره".