من المنتظر أن يلتقي غدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت بالقدس الغربية في لقاء جديد في إطار مساعي الجانبين لتفعيل مفاوضات السلام المعطلة منذ سنوات وسط أجواء مشحونة بالتوتر بسبب التصعيد الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة. وقال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، أن الطرفين سيبحثان مستجدات مفاوضات السلام التي اصطدمت باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة إضافة إلى تطبيق التهدئة في قطاع غزة وإمداد سكانه بالمواد الأساسية. ويأتي هذا للقاء في وقت صعدت فيه إسرائيل من اعتداءاتها ضد الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة المحاصر والذي يعيش سكانه على وقع كارثة إنسانية وشيكة في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع تزويده بالوقود ومرور المساعدات الدولية إلى داخله. وهو ما يزيد من هشاشة التهدئة الموقعة بين إدارة الاحتلال وحركة حماس الساري العمل بها منذ شهر جوان الماضي برعاية مصرية والتي يبدو أنها ستنهار في أي لحظة في ظل استمرار الخروقات العسكرية الإسرائيلية ورد المقاومة الفلسطينية على اعتداءات وقوات الاحتلال. وفي سياق هذا التصعيد استشهد أمس ناشط فلسطيني وأصيب آخر في انفجار في جنوب قطاع غزة اثر غارة جوية نفذتها طائرة حربية إسرائيلية في حين أطلقت عناصر المقاومة الفلسطينية صاروخا على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة. وكان أربعة مقاومين فلسطينيين استشهدوا نهاية الأسبوع في غارة جوية شنتها قوات الاحتلال شرق بلدة القرارة شمال خان يونس بجنوب قطاع غزة فيما اعتقلت 24 فلسطينيا خلال اقتحامها للعديد من المدن بالضفة الغربية. وتتخذ إسرائيل من إطلاق المقاومة الفلسطينية للقذائف الصاروخية ذرائع لمواصلة سياسة العقاب الجماعي التي اعتادت انتهاجها ضد الفلسطينيين في كل مرة تريد شد الخناق والتضييق على حركة المقاومة الإسلامية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت اعتبر أول أمس إطلاق المقاومة الفلسطينية لصواريخ غراد الروسية الصنع على إسرائيل بالتطور النوعي والخطير وقال انه يعد خرقا واضحا لاتفاق الهدنة متناسيا في الوقت نفسه أن إسرائيل كانت وستبقى دائما السباقة لكسر مثل هذه الاتفاقات. وتواصل إسرائيل سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين من خلال تشديد إجراءات الإغلاق في قطاع غزة بالرغم من كل النداءات الدولية المطالبة بفتح المعابر ورفع الحصار عن سكان غزة. ونظرا لتفاقم الوضع الإنساني في فلسطين حذرت المنظمة البريطانية "اوكسفام" أمس من خطر وقوع كارثة إنسانية في غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي. وقال مديرها جيريمي هوبس أنه "يتوجب على قادة العالم أن يشددوا الضغط السياسي من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة" وأكدا انه "أمام ضرورة إنسانية ينبغي على القادة الإسرائيليين أن يستأنفوا على الفور إمداد غزة". من جانبه دعا الأمين العام الاممي بان كي مون إسرائيل إلى التعجيل في تزويد قطاع غزة بالوقود والإمدادات الغذائية ووصف الإجراءات الإسرائيلية بالأمر غير مقبول.وهو الموقف نفسه الذي أعرب عنه الاتحاد الأوروبي الذي طالب إدارة الاحتلال بضرورة فتح معابر غزة أمام مرور المساعدات الدولية. ويعيش سكان قطاع غزة منذ نهاية الأسبوع في ظلام دامس بسبب إقدام إدارة الاحتلال على منع تزويد القطاع بالوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية.