من المنتظر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت غدا بالقدسالمحتلة في اجتماع آخر ضمن لقاءاتهما الدورية للدفع بعملية السلام نحو الأمام·وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الطرفان سيناقشان القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الحصار المفروض على قطاع غزة، مع دراسة سُبل تثبيت تهدئة متبادلة ومتزامنة بين الجانبين في الضفة والقطاع· وأضاف أن اللقاء سيتطرق أيضا إلى قضايا الوضع النهائي بما فيها تنفيذ خطة خارطة الطريق وأن الرئيس عباس سيلح على ضرورة وقف الاستيطان من أجل إنجاح عملية السلام التي أطلقها مؤتمر أنابوليس نهاية نوفمبر الماضي· وكان آخر لقاء جمع الرجلين تم نهاية جانفي الماضي ولم يتوصل خلاله الطرفان إلى أي نتيجة يمكن اعتمادها كمؤشر إيجابي لمواصلة المفاوضات إلى غاية تحقيق الهدف منها وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل· وعلى عكس ما اتفقا عليه في مؤتمر أنابوليس، اعتمدت إسرائيل سياسية التصعيد العسكري لاسيما ضد قطاع غزة الذي فرضت عليه حصارا مشددا بدعوى حماية أمنها وإرغام المقاومة الفلسطينية على وقف إطلاق صواريخ القسام ضد المستوطنات إنطلاقا من قطاع غزة· وكان هذا التصعيد أبلغ دليل على أن إدارة الاحتلال تقول الشيء وتأتي نقيضه فهي من جهة تسعى للظهور بمظهر الباحث عن السلام ومن الجهة المقابلة تواصل سياستها العدائية ضد الفلسطينيين·وفي ظل الظروف المأساوية التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي يبقى التساؤل مطروحا من جدوى استمرار الرئيس الفلسطيني في عقد لقاءات مع الجانب الإسرائيلي الذي أعلن صراحة رفضه لتسوية قضايا الوضع النهائي في الوقت الراهن وإقامة الدولة الفلسطينية· وأكثر من ذلك فإن إدارة الاحتلال تصر على مواصلة عدوانها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة رغم النداءات الدولية المتكررة والمطالبة بوقف الاعتداءات ورفع الحصار· وفي اجتياح جديد شنته أمس، قوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استشهد أربعة فلسطينيين، ليصل عدد الشهداء الذين سقطوا في اليومين الأخريين في قطاع غزة إلى 12 شهيدا· وكانت طائرة حربية إسرائيلية شنت أمس غارة جوية على مخيم البريج وسط قطاع غزة استهدفت خلالها منزلا لأحد قادة سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي خلف استشهاد تسعة فلسطينيين وإصابة 50 آخرين معظمهم من النساء والأطفال·وأمام استمرار التصعيد الإسرائيلي، أكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية برنارد كوشنار على ضرورة خلق جو من الثقة لدى الفلسطينيين· وقال كوشنير خلال لقائه أمس، بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيرتز بالقدسالمحتلة، أنه يجب خلق جو من الثقة من أجل إعطاء الأمل للفلسطينيين الذين يعيشون مأساة حقيقية جراء الحصار الإسرائيلي في قطاع غزة· وكان رئيس الدبلوماسية الفرنسية دعا أول أمس حكومة الاحتلال إلى رفع الحصار وفتح المعابر من أجل السماح للفلسطينيين في غزة من تلبية حاجاتهم الضرورية بعد أن أصبحوا يعيشون على وقع كارثة حقيقية·من جهة أخرى كشف مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الإسرائيلية النقاب عن 30 أسلوبا تنتهجها قوات الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية للضغظ على الأسرى الفلسطينيين بهدف انتزاع الاعترافات منهم· وقال المركز في تقرير أصدره أمس، أن الشعب الفلسطيني يكاد يكون جميعه قد عاش تجربة الاعتقال بحيث تشير الاحصائيات إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967 عددا كبيرا من الأسرى تجاوز عددهم 800 ألف أسير·ومن بين أبشع هذه الأساليب التي ذكرها التقرير الضرب بمختلف أشكاله واستخدام الكرسي المائل، إضافة إلى الرش بالماء البارد والساخن على الرأس والموسيقى الصاخبة والعزل في زنزانة منفردة·