لم تصدق توقعات القائمين على قطاع السياحة بخصوص دخول فندق «بانوراميك» الكائن بوسط المدينة، حيز الخدمة، خلال الثلاثي الأول من سنة 2017 على أبعد تقدير ، بعد عملية الترميم الكبيرة التي عرفها في إطار مشاريع «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015». فالفندق الذي انتهت به الأشغال بنسبة 100٪، لم يفتح أبوابه بسبب تأخر بعض الإجراءات الإدارية، حيث كان ينتظر الحصول على رخصة الاستغلال، خاصة أن تسييره تحول إلى سلسلة الفنادق العالمية «ماريوت»، وهو الذي يضم 72 غرفة، من بينها 64 غرفة عادية و6 أجنحة، بالإضافة إلى غرفتين لذوي الاحتياجات الخاصة. حسب مصادر من قطاع السياحة بقسنطينة، فإنه بعد حصول الفندق على رخصة الاستغلال تبقى الرخصة التجارية غير جاهزة، وهي الرخصة التي من المنتظر أن تكون جاهزة في القريب، حسب تأكيدات مصادر من مديرية السياحة، قبل أن يفتح الفندق المتواجد بشارع عواطي مصطفى (طريق سطيف) بوسط مدينة قسنطينة، أبوابه أمام الزوار. من جهته، يعرف فندق «سيرتا» الذي تمت إعادة ترميمه بشكل كبير من طرف شركة صينية وخضع لعملية عصرنة مست جميع المرافق، في إطار مشاريع «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» منذ سنة 2015، تأخرا في التسليم، حيث تحول الفندق إلى مرفق سياحي فخم من نوع «البلاص»، وقد كان مقررا أن يسلم خلال نهاية سنة 2015 قبل أن يغير التاريخ إلى صيف 2016، ثم إلى بداية 2017، لكن الأمور لم تتم حسب التوقعات التي قدمها المشرفون على العملية، لتبقى الأشغال قائمة بهذا الفندق الذي يقع في قلب وسط مدينة قسنطينة إلى غاية إشعار آخر. ومن المنتظر أن يوفر الفندقان بدخولهما الخدمة، 126 سريرا إضافيا لعاصمة الشرق، والتي تعتبر إضافة نوعية تسمح بجلب عدد أكبر من الزوار والسياح لهذه المدينة التي تزخر بمؤهلات سياحية كبيرة، يمكنها أن تساهم بشكل كبير في ملء خزينة الولاية، في انتظار تحرك رؤساء البلديات لتثمين المعالم السياحية على مستواها، على غرار ضريح ماسينيسا بالخروب ومدينة تيديس الأثرية ببلدية بني حميدان، من أجل أن تكون مقصدا للسياح، وبذلك تذر أموالا إضافية على هذه البلديات. كما أن السلطات المحلية مطالبة بإعادة الاعتبار لتاريخ قسنطينة وتسليط الضوء على أهم معالمها، على غرار الشيخ عبد الحميد بن باديس وشهداء الثورة، وهو الأمر الذي من شأنه، حسب تأكيد مختصين في السياحة، أن يستقطب أعدادا كبيرة من الزوار وبذلك يساهم في تطور السياحة بالمدينة، في ظل وجود المهرجانات الدولية بقسنطينة، على غرار مهرجان الجاز، المالوف، ليلي قسنطينة وصالون النحاس، والتي ساهمت في خلق حركة سياحية مهمة بولاية قسنطينة. للإشارة، سجلت ولاية قسنطينة خلال سنة 1017؛ 15 مشروعا فندقيا، منها 11 مشروعا فندقيا لأحد الخواص، انطلقت الأشغال في 5 منها، وفندق عمومي واحد في طور الإنجاز، وهو فندق «سيرتا»، وفندق «بانوراميك» انتهت به الأشغال، وتضم الولاية 25 مؤسسة فندقية، منها 16 مصنفة من نجمتين إلى 5 نجوم، توفر 544، بما يعادل حوالي 2500 سريرا.